المقالات

صدام يهان مرة أخرى .. اللهم اني شامت

2162 18:26:00 2006-09-28

( بقلم : طارق الحارس )

كانت ردة فعلهم طبيعية ، أعني ردة فعل صدام وزمرته المجرمة بعدما تناثرت أوراقهم الاجرامية خلال الجلسة الأخيرة للمحكمة الجنائية العراقية العليا التي تنظر في اتهامهم بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الشعب الكردي في حملة الأنفال خلال عامي 1987 و 1988 ، لاسيما بعد أن استمعت المحكمة في هذه الجلسة الى أقوال مجموعة أخرى من المشتكين .. مجموعة أخرى من المظلومين الذين تحدثوا عن التدمير الذي قامت به قوات النظام الساقط لقراهم بعد قصفها بالمدفعية واعتقال العشرات من أفراد عوائلهم ، تلك الأحداث التي دعمها الادعاء العام بوثائق تؤكد صحة ما قاله المشتكون .

كانت ردة فعلهم العدوانية ، والفوضوية طبيعية ، بل أنها أكدت مرة أخرى العقلية الاجرامية التي كان هؤلاء يديرون بها دولة العراق بقيادة ( الرئيس الأسبق ) صدام حسين وليس ( السابق ) كما يكتب خطأ في العديد من الأخبار والمقالات ، إذ أن الشيخ غازي الياور هو الرئيس السابق لجمهورية العراق ( لقد أصبحنا نحن العراقيين نكتب الرئيس الأسبق .. أتمنى أن يحصل ذلك الأمر في دول عربية أخرى ) . أما القاضي محمد العريبي فقد أثبت جدارة ما بعدها جدارة من خلال الاداء الشجاع الذي ظهر به خلال الجلسات الأخيرة التي ترأس فيها المحكمة بعد نقل القاضي السابق ، لاسيما خلال طرده واهانته للمجرم صدام وللمرة الثالثة على التوالي وكذلك حينما قرر طرد المجرم سلطان هاشم وبقية أفراد الزمرة مستخدما صلاحياته القانونية ازاء أي شخص يسيء داخل قاعة المحكمة حتى لو كان ذلك صدام حسين .. نعم ، حتى لو كان ذلك صدام حسين .

من المؤكد أننا كشعب عراقي نبتغي العديد من الأهداف من وراء متابعة أحداث جلسات محاكمات صدام وزمرته المجرمة يقف في مقدمتها احقاق الحق. نعتقد أن هذا الهدف يتحقق بعضه في كل جلسة من جلسات محاكمة صدام وأعوانه ، إذ أن جلوسهم في قفص الاتهام يعني الكثير لنا فالذل الذي يعاني منه صدام وأفراد عصابته داخل هذا القفص هو بمثابة احقاق الحق الذي انتظرناه طويلا ، أما اهانة صدام وأفراد عصابته من طرف القاضي ، لاسيما حين يقرر طردهم من قاعة المحكمة بعبارته الرائعة ( طلعوه بره ) فتلك قضية لا يمكن وصفها بأية جملة أو عبارة أو مقالة .

شخصيا أقف عاجزا عن وصف مشاعري ازاء هذه القضية فدموعي تسقط حينما يقرر القاضي طرد صدام وهي تسقط في هذه اللحظة أيضا . يبدو أن دموعي هي الوصف الحقيقي للتعبير عن فرحتي ازاء موقف اهانة صدام وطرده من قاعة المحكمة .. انها دموع الفرح هذه المرة .. انها دموع الشماتة .. لم أكن أعرف معنى دموع الفرح ، إذ لم يسبق لي أن جربتها ، لكنني اليوم عرفت معناها .

لا أعتقد أن عراقيا مظلوما قد وصل به الأمر الى أن يحلم في العيش الى اليوم الذي يرى فيه المجرم صدام وهو بهذا الذل والاحتقار داخل قفص المحكمة . لقد حققت هذه المحكمة من خلال قاضيها الشجاع محمد العريبي هذا الحلم الذي كان يعد بعيدا جدا حتى عن أحلامنا . مَن منا كان يحلم أن صدام لن يستطيع الذهاب الى المرافق الصحية الا بعد أن يستأذن من رئيس المحكمة ؟ !

وبمناسبة ذكر المرافق الصحية لابد لنا من التعبير عن شماتتنا حول المجرم الآخر علي حسن المجيد أو الأصح علي كيمياوي ( البائل على نفسه ) ، إذ أذكر أنني حزنت كثيرا خلال الأيام الأولى من الحرب الأخيرة حينما أشارت الأخبار الى أن علي كيمياوي قد قتل في احدى الغارات الأمريكية وكتبت حينها مقالة بعنوان " لا يموت الطغاة هكذا .. اللهم اسمع النداء " رجوت الباري عز وجل في هذه المقالة أن يكون الخبر غير صحيح لأنني وأجزم أن معي الملايين من العراقيين كنا ننتظر أن نرى هذا المجرم في الحالة التي رأيناه فيها وهو في قفص الاتهام ، ذليلا ، يتوسل القاضي ويتحدث معه بلغة بعيدة جدا عن اللغة الاجرامية التي تعودنا عليها منه ، لاسيما في اللقطات التي يظهر فيها بعد الانتفاضة الشعبانية في مدينة الناصرية وقبلها في أحداث عمليات الأنفال سيئة الذكر . لقد سمع الباري نداءنا وحقق لنا أمنية كبيرة وها نحن نرى هذا المجرم وهو بهذا الذل والاحتقار وهناك المزيد الذي ننتظره في جلسات المحاكمة القادمة . أعلنها بأعلى صوتي : اللهم اني شامت .. اللهم اني شامت وأتذكر قوله تعالى : أنك تمهل ولا تهمل . * مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك