المقالات

من يقف معهم في انتفاضهم؟ عشائر الانبار تنتفض ضد التكفيريين والبعثيين الصداميين


( بقلم : علي حسين علي )

منذ ثلاث سنوات وحتى يومنا هذا، ما يزال ابناء ورؤساء العشائر في المنطقتين الغربية الشمالية الغربية يتصدون للارهابيين التكفيريين من دون أن تقدم أية جهة حكومية كانت أو من القوات متعددة الجنسية أي دعم لهم أو اسناد..وكانت نتيجة لهذا الموقف الغريب من الجهتين اللتين تملكان القوة(الحكومة والمتعددة)إن استطاع التكفيريون والبعثيون الصداميون من الاستيلاء على كامل المنطقة واحتلالها عسكرياً واخضاع ابناء العشائر وقهر إرادة زعمائهم وتأسيس أكثر من أمارة لطالبان خارجة على الدولة ومنفصلة عنها، ولا تخضع إلا لقانون التكفيريين الظلامي..فلا مدارس ولا طلاب ولا مستشفيات ولا محاكم ولا شرطة ولا جيش.. وخلاصة القول أن المنطقة الشمالية الغربية وجارتها الغربية قد اقامتا(دولة ارهابية تكفيرية)في هذا الجزء العزيز من العراق.

واقامة هكذا(امارة)أو(دولة طالبانية)يعني أول ما يعني أن المنظومة الاجتماعية التي حكمت المنطقتين بالقيم العربية والاسلامية الأصيلة قد دمرت، وحلت معها أعراف قسرية تكفيرية..ومع أن جميع ابناء المنطقة من العرب السنة، إلا أن التكفيريين لا يعترفون بعروبة أهلها، بل ينكرون عليهم أية ارتباطات عشائرية، وكذلك لا يعترف التكفيريون بأي قومية حتى وأن كانت هذه القومية هي الوحيدة في المنطقة..فضلاً عن ذلك فقد فرض التكفيريون ممارسات تعد منكرة وخارجة على الاعراف والقيم التي كانت سائدة، وهي أنهم فككوا العلاقات بين الفرد وعشيرته أو هم ماضون في ذلك، مع أن هناك صعوبة في تحقيق هذا المأرب، وأجبروا ابناء العشائر على الولاء للجماعات التكفيرية بالقوة والعنف، والذي يعارض هذا المنحى يقتل بتهمة الردة!!

وهذا الولاء(القسري)للجماعات التكفيرية الارهابية ترتب عليه اجبار الشباب على وجه التحديد على ترك الدراسة في المدارس الحكومية التي كانت قائمة الى ما قبل ثلاث سنوات، واستعيض عنها بالمدارس(الدينية)التي كل ما ينتج عنها هو الانغلاق والقطيعة مع العلم، وترك الحاضر للعودة الى العهود الظلامية السابقة..والانكى من ذلك هو اجبار الشباب أو القادر على حمل السلاح(من 10سنوات الى 70سنة)للتطوع في صفوف الجماعات الارهابية التكفيرية لمقاتلة ابناء الوطن أو لتفجير السيارات أو الاجساد المفخخة وسط المدنيين.

هذا الوضع الصعب والمتردي الذي يعيشه ابناء المنطقتين الشمالية الغربية والغربية قد تم فرضه بالقوة والعنف والارهاب..ولكنه ليس كما يتصور البعض بأنه غير قابل للتغيير، فقد حدثت عدة انتفاضات في المناطق المذكورة قادها زعماء العشائر، وتصدت العشائر للهيمنة التكفيرية، ولو كانت تلقى بعض المساعدة من الحكومتين السابقتين أو المتعددة الجنسية لتغير الحال وانحسرت قوات الارهابيين وتراخت قبضتهم على هاتين المنطقتين العزيزتين واللتين تعيشان اسوأ حالات الاحتلال الارهابي التكفيري.

في الاسابيع القليلة الماضية أعلن رؤساء عشائر الانبار وشاركتهم زعامات عشائر أخرى في المناطق المجاورة عن حلف بينهم أساسه التصدي للارهابيين التكفيريين لطردهم من المناطق التي احتلوها..وقد شهدنا وسمعنا هؤلاء الرجال الشجعان وهم يؤدون اليمين على القرآن الكريم على مقاومة اعداء الاسلام من خوارج العصر..ولكن، ما نعرفه بأن هذا التجمع العراقي الأصيل يحتاج الى معاونة الدولة أولاً والقوات المتعددة ثانياً لتمكينهم من دحر الارهابيين، ولعل من الانصاف التذكير بأن الارهابيين لهم من القوة وبما يملكون من روح الكراهية والبطش ما يجعل رؤساء العشائر بحاجة الى دعم عسكري وحكومي أو من قبل المتعددة الجنسية.وكنا نتوقع قبل اعلان زعماء القبائل العربية في الانبار وجوارها أن تنفذ المتعددة الجنسية والقوات العسكرية العراقية خطتها لتنظيف محافظة الانبار التي اعلن عنها قبل عدة أشهر وقد تأجل تنفيذها بذريعة أن يتاح فرصة لمشروع المصالحة الوطنية كي تجري في مناخ مناسب ومستقر، مع أننا نعلم أن الارهابيين غير مشمولين بالمصالحة-حسب ما أعلن-وان وجودهم بهذه القوة وهذا الحجم هو الذي يعرقل أي مسعى للمصالحة الوطنية أن لم نقل فشلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك