المقالات

محاولات عقيمة لتعميم الفتنة


( بقلم : عدنان آل ردام العبدي / رئيس اتحاد الصحفين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة )

عرفت مناطق الوسط والجنوب، طوال السنوات الثلاث الفائتة، استقراراً أمنياً يكاد يكون كاملاً.. وكان هذا الاستقرار وراء نجاح العملية السياسية من خلال خوض عمليات الانتخابات الثلاث.. وقد انتج هذا الاستقرار الامني في مناطق الوسط والجنوب تجارب جديدة منها على سبيل المثال قيام مجالس المحافظات وتوسيع صلاحيات المحافظين، فضلاً عن النشاط الواسع في مجال اعادة اعمار البنى التحتية لمؤسسات الدولة والتي تعرضت الى التخريب اثناء احتضار النظام البائد وبعد سقوطه، وعلى خلاف غيرها من المناطق المضطربة شهدت مناطق الوسط والجنوب افتتاح جامعات جديدة او توسيعات كبيرة في القائمة منها، فضلاً عن بناء مئات المدارس وتعبيد الطرق وتحسين الخدمات البلدية والصحية وما الى ذلك مما يمكن تأشيره ووصفه بالايجابي.ولقد اثبتت الوقائع ان تلك المناطق (الوسط والجنوب) والتي شهدت تجمعات كبيرة وهائلة من المواطنين اثناء المناسبات الدينية والوطنية.. اثبتت انها تشهد استقراراً اكبر بكثير حتى من استقرار دول لديها امكانات لوجستية واجهزة امنية متخصصة.

واخر مثل على ذلك هو ما شهدته كربلاء المقدسة التي توافد عليها اكثر من خمسة ملايين زائر خلال الزيارة الشعبانية، فمرت المناسبة المباركة بسلام ولم يشعر أي زائر بالخوف والوجل، بل ان الامور كانت عادية وطبيعية جداً، ولم يكن كل ذلك الانجاز الذي تعجز عن مواجهة مثيله دول كبرى الا نتيجة الاستقرار الامني الذي وفرته الاجهزة الامنية بدقة وحرص واخلاص.

وبعد ان سجلت الاجهزة الامنية نجاحات في خططها الامنية الخاصة منها ببغداد، الاولى والثانية، وما تمخض عنه هذا النجاح من محاصرة الارهابيين وتدمير اوكارهم، والقاء القبض على (قادتهم).. فان العديد من محافظات الوسط والجنوب ستشهد عما قريب تطوراً نوعياً في مجال الامن اذ انه ومنذ الآن وحتى نهاية العام الحالي ستتولى القوات الامنية العراقية الملف الامني بعد ان يتم تسليمه اليها من قبل القوات المتعددة الجنسية.

ويبدو ان هذه النجاحات في فرض الامن والاستقرار في مناطق الوسط والجنوب هي التي حركت الفلول الاجرامية للعصابات التكفيرية والبعثية الصدامية لتقوم باعمال ارهابية في بعض المحافظات لغرض زرع الفتنة اولاً، وتخريب الاوضاع المستقرة ثانية، لما يترتب على هذا التخريب من اثر على عملية الاعمار والاستثمار الاجنبي الذي بدأت كبريات الشركات العالمية تقدم عروضها الهائلة للاستثمار في مناطق الوسط والجنوب فالهدف الاخر بالنسبة للتكفيريين والبعثيين الصداميين بعد هدف الفتنة الطائفية المراد تعميمها في مناطق الوسط والجنوب هو تعطيل الاستثمار الاجنبي في المناطق الآمنة بوسط العراق وجنوبه.

مبدأ تعميم الفتنة يضعه البعثيون والتكفيريون في مقدمةاهتماماتهم لذا ، فقد شهدت كركوك وديالى وعلى نطاق ضيق، بابل والديوانية والمثنى والبصرة، ما يمكن اعتباره امثلة حقيقية على محاولات تعميم الفتنة وضرب الاستقرار لمنع الدولة من الشروع ببرامجها في مجال استعادة الملف الامني واعادة الاعمار وجذب الاستثمار الاجنبي.

وخلاصة القول: ان منطقة وسط وجنوب العراق ليس من السهل اختراقها، وان ما يحصل لا يتجاوز كونه فقاعات اعلامية ليس الا، فالاستقرار والامن محميان في تلك المناطق بقوة واصرار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصير الكيتب
2006-09-23
تحية وتقدير للاستاذالفاضل عدنان ما تقدمت به صحيحوواقع وهذا شأنكم في الكتابةولكن عزيزي السؤال المطروح ومن الواقع ايضا هل انه الاخوة المتصدين في تلك المناطق من سياسيين ورجال دين على حد سواء الا يعلمون اهداف اعداء العراق من الصداميين والتكفيريين؟الجواب نعم يدركون.اذن لماذا لا يتخطون مشاكلهم الشخصية فيما بينهم ويهتمون بأمور الناس الذين تحدوا الموت لانتخابهم.وبهذا يجعلون الناس في امن وامان من معاركهم التي راح ضحيتها البسطاء .وبذلك يكون الاعمار والبناء وتخليص الناس من البطالةورمضان الخير على العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك