المقالات

قانون الاقاليم والكيل بمكيالين

1910 20:45:00 2006-09-13

( بقلم: عبد الكريم الجيزاني )

مرة أخرى نعود ونذكر الذين يعارضون إقامة اقليم الوسط والجنوب بعد أن حظي هذا المشروع بتأييد منقطع النظير من لدن علماء الدين ومؤسسات المجتمع المدني والعشائر والمثقفين والمواطنين عسكريين ومدنيين، طلاب ومهندسين اطباء وأساتذة جامعات وقانونيين ومحامين، عمال وفلاحين ومن كافة الشرائح الوطنية فضلاً عن كونه حقيقة دستورية لا يحق لاي تنظيم سياسي او كتلة نيابية دخلت العملية السياسية أن ترفضها لان ذلك يعد خروجاً على الديمقراطية التي اتاحت للعراقيين حرية الاختيار من خلال استفتاء جرى على الدستور الدائم الذي حظي بنسبة 78% من اصوات الناخبين، كما يعتبر خرقاً واسعاً لمبادئ الدستور الذي أقرته الجمعية الوطنية وصوت لصالحه مجلس النواب.

نعم نذكر هؤلاء بأنهم يكيلون بمكيالين فهم وافقوا على فيدرالية كردستان العراق ويرفضونها لابناء الوسط والجنوب، فهل نسي هؤلاء ان العراق لا يمكن ان يحكم بأكثر من نظام؟!.ليس من المعقول أن يبيح القانون لمنطقة أن تتمتع بالنظام الفيدرالي كما هو الحاصل في كردستان العراق ويحكم باقي العراق بالنظام المركزي او تخضع كافة مناطق العراق الاخرى لسلطة المركز، وهذا بالتأكيد يعني أن سياسة التهميش وسلب الحقوق المشروعة لا زالت قائمة رغم سقوط النظام الدكتاتوري الاستبدادي البائد الذي كان يمارس هذه السياسة الشوفينية.

 لا ندري ازاء هذا الاعتراض المبطن، كيف يمكن ان يحفظ التوازن بين اطياف ومكونات الشعب العراقي المتعدد الاعراق والاديان والمذاهب، وهل يمكن لاحد منهم أن يعطينا نظاماً جديداً يعطي حق ممارسة النظام الفيدرالي لمنطقة ويحرم منها مناطق اخرى، وهل يستطيع هذا المعترض ان يجد ايدلوجية تحتمل التأييد ولو بنسبة5% وليس 78% ليقنع العراقيين بأن امراً كهذا قد حصل في الفيدراليات العالمية القائمة اليوم، اين ومتى وكيف؟!!. لاشك انه اعجز من أن يجد سبباً واحداً لهذا الاعتراض الفارغ من محتواه اللهم إلاّ أن يبتدع تصورات لا تستند الى أية قاعدة قانونية او شرعية او سياسية سوى تسويق مهزلة التجزأة، هذا الوتر الذي بقي صالحاً للضرب عليه بغية تسطيح وعي الجماهير المدركة لما يقصد من وراء ذلك.

هذه الاعتراضات المستمرة التي اعتدنا على سماعها من هؤلاء وطيلة السنوات الثلاث الماضية على أي مشروع او برنامج أو قانون يعيد الحقوق المسلوبة للعراقيين لا يستبطن إلاّ عودة المعادلة الظالمة السابقة وعودة الدكتاتورية البغيضة وتسلط الاقلية على رقاب الاكثرية بقوة الحديد والنار. نقول إن من المستحيل العراقيين الشرفاء الاذعان لشروط الآخر القهرية والتعجيزية التي لا تنسجم مع طموحات العراقيين في بناء الدولة الحديثة والنظام التعددي الاتحادي الفيدرالي الذي كفله الدستور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك