المقالات

مكافأة أصحاب الأصبع البنفسجي


( بقلم : شوقي العيسى )

 الأصبع البنفسجي ذلك الأصبع العراقي الذي ظل شامخاً مرتفعاً متحدياً كل قوى الإرهاب آبان الإنتخابات التي حدثت في العراق على مرحلتين مرة لأنتخاب حكومة مؤقتة في 31 / 12 /2004 وأخرى لحكومة دائمة في 15 /01 /2005 وكلا الأنتخابات كان دور العراقي هو غمس إصبعة في الحبر البنفسجي لتكن علامة واضحة في سجل العراق والعراقيين الحافل بالمجد ...

فكان ذلك التحدّي الواقعي لمجمل الإرهاب والإرهابيين والتحدي الصادق للعراقيين تجاه بلدهم العراق وليولّدوا حكومة دائمة تخدم مصالحهم وتحافظ على مكتسبات هذا الشعب الذي إرتقى ومد جسور المحبة لكي يوصل من أنتخبهم وأمّنَّ بهم الى مواقع الإدارة ليخلد في وضعه طالما تشكلت حكومة العراق العريضة بكافــــة أطيافها فهل ياترى تمت مكافأة أصحــــاب الإصبع البنفسجي؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! بعد ذلك العناء وذلك التحدي وتلك المواجهة مع الإرهاب .....

كان يطمح أصحاب الإصبع البنفسجي أن تكلل تحدياتهم بالنجاح ويسكن أنينهم ويطمأن بالهم وتحفظ أرواح أبنائهم ويقل سيل دمائهم التي أصبحت تغرق الشوارع وتهدأ روعتهم ويوقف تشريدهم أليس كذلك!!!!!!!!!!! ولكن هيهات وأنى لهم أن يستقّر وضعهم والكل يريد من الشعب العراقي فقط العطاء فقط العناء فقط الخوف فقط القتل فقط الحرمان فقط الحيرة فمنذ مئات السنين لم يأخذ الشعب العراقي حقه من أي سلطة حكمت العراق....

وكان آخر توقيع ختمة وأفتخر به الشعب العراقي وأصحاب الإصبع البنفسجي هو يوم الإستفتاء على الدستور العراقي الدائم في 15 / أكتوبر /2005 والتي كانت خاتمة لهذا الشعب الذي أنتخب حكومة دائمة لأربع سنوات ودستور دائم للعراق فلم يبقى سوى أن يكون أصحاب الإصبع البنفسجي في أمان وإستقرار لأنهم خلّدوا حكومة منتقاة من أنفسهم فهل تم مكافأتهم على ذلك وهل تم توفير مايرغبون ؟؟؟؟؟؟ بل مايطمح إليه أبسط إنسان على وجه الخليقة أو حتى رفات حقوق مايسمى بالإنسان هل تم ذلك ؟؟؟ كلا وألف كلا فالحكومة ظهرت أنها مصابة بفايروس وداء التسلط والكرسي وتفشي الفساد الإداري الذي أصبح آفة سرطانية لايمكن إجتثاثها إلا بتغيير جذري يجتث كل هؤولاء الذين يعبثون بمستقبل العراق ويرمي بهم خارج الحدود لكي يطهّروا أنفسهم من هذا الفايروس والمرض اللعين ولولا الفساد الإداري المتفشي في كافة دوائر الدولة لما وصلت بؤر الإرهاب اليها وتم تغرير الكثير من ضعاف النفوس لتنفيذ عمليات إرهابية ضد العراقيين ......

إنّ أصحاب الإصبع البنفسجي قد ملّوا الوعود وكل حكومة تأتي تلعن أختها وتسير على نهجها والوضع بتزايد فلم يكن الأمن قبل ثلاث سنوات مثل اليوم فقبلها كان أفضل وكل يوم يأتي يكون أسوء من الذي سبقة وكل ذلك بفضل أصحاب الكراسي الذين جلسوا وتربعوا في المنطقة الخضراء ورموا وتناسوا أصحاب الإصبع البنفسجي الذين أوصلوهم الى ماهم عليه ولا أحد يفكّر بالتغيير فقط عليهم حماية أنفسهم وتوفير مايحتاجونة ولايهمهم أمر الشعب العراقي ......

لقد ذهبت الحكومة بمشروع مايسمى بالمصالحة الوطنية والشعب العراقي في واد وهم في واد وظاهر المصالحة أنها بين القادة السياسيين وهذه أول صفعة توجة الى الشعب العراقي عندما يصّرح السياسيين بأنه لايوجد هناك خط أحمر على جهة معينة وكل من يريد الدخول بالعملية السياسية فليدخل ،،،، وماذا عن الذين إستحلوا دماء العراقيين من البعثيين والصداميين إذا كنتم تقولون المهم أن يتبريء من أفعالة ويدخل في حصن خيبر متناسين هموم وحاجات العراقيين ولابد أن تكون هناك يد تلبي طموحات العراقيين لا طموحات الإرهابيين وتأخذ بشروطهم الغير واقعية ...

لقد خاب ظن أصحاب الإصبع البنفسجي ولايمكن أن يكرروا العملية مرة أخرى لأنهم خلدوا ووصلوا الى يقين أن كل القادة السياسيين أصحاب كراسي ونفوذ ولايهمهم ماإذا كان العراقي قد عاش أو مات والدليل على ذلك الهرج والمرج الذي يعم محافظات العراق وعدم سيطرة الحكومة على مجريات الأحداث حيث لو تكن هناك تعامل من جانب الحكومة ومجالس المحافظات لتلبية حاجات العراقي لما وصلت الأمور في كثير من المحافظات العراقية في تشنج بين الحكومة ومجلس المحافظة أمثال البصرة والناصرية والعمارة والسماوة والديوانية أما بغداد فحدّث ولاحرج فقد أصبحت مدينة أشباح خصوصاً يوم الجمعة وكلها بحجة الخطة الأمنية ورغم ذلك ماتزال التفجيرات والإغتيالات موجودة وكلها تنال من أصحاب الإصبع البنفسجي هذه المكافأة التي تقدمها الحكومة للعراقيين........

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك