المقالات

الله يساعد ( الناس ) و ( الوادم )


( بقلم: الكوفي )

لعل القارىء العزيز عندما يرى عنوان المقال يتصور وللوهلة الاولى بان المقال يتحدث عن المعانات التي يعاني منها ابناء الشعب العراقي المغلوب على امره . والحقيقة لعنوان المقال قصة ربما يتذكرها القارىء والمتابع للاحداث بعد سقوط النظام العفلقي وماجرى في الايام الولى .

بمجرد ما سقط تمثال هبل في ساحة الفردوس خرج الغالبية من ابناء الشعب العراقي وهم فرحون يعبرون عن فرحتهم كل حسب طريقته الخاصة وفي نشوة الحدث شاهدنا العديد من الصور التي بقت عالقة في الاذهان والتي تناقلتها اجهزة الاعلام المقروءة والمسموعة.وهنا نذكر جملة من هذه الصور ومن بينها تلك الصورة التي ابكت الناس بدموع الفرح عندما ظهر ذلك العراقي المنكوب من قبل النظام العفلقي البغيض وهو يمسك صورة الطاغية ويضرب على تلك الصورة العفنة ( بنعليه ) ويردد باعلى صوته في حالة غير شعورية ( ياناس هذا الي قتل ابنائنا ) ( ياناس هذا الي دمر العراق ) ( ياناس هذا الي موتنا ) ولم يلتفت الى اي شيء اخر وليس لديه اي هم سوى فرحته بسقوط فرعون العراق وجرذ العوجة .

وهنالك صورة اخرى لشخص يحمل قطعة سلاح ( كلاشنكوف ) ذو ملابس رثة بدى عليه الفقر والحرمان يردد باعلى صوته وبدون اي شعور ( كلنا امريكان كلنا usa ( وسط زحمة الفرح والسرور والهرج والمرج الذي اصاب مدينة بغداد بعد ساعات من اسقاط ذلك التمثال المشؤوم في ساحة الفردوس .والصورة التي نريد التعليق عليها هي بيت القصيد وعنوان المقال ( الله يساعد الناس والوادم ) هذه الكلمات البسيطة خرجت من فم رجل اتعبته السنون والايام وسطوت الطاغي وقد ظهر حينها رجل عراقي كبير السن رصدته كاميرة احد الصحفين وبنظرة تكاد تكون متشائمة وكلام له مدلولات ومعاني وكأن ذلك الرجل كان يتنبأ بما سيحدث على العراق وعلى شعبه المظلوم وتوالت الاحداث ومرت الايام وانا اتذكر كلامه وتعابير وجهه وهو يقول ( الله يساعد الناس والوادم وهز بيده اليمنى ) غير عابه بما يجري من حوله وكانه يقول لنا لا تدم فرحتكم هذه وستظهر لكم الايام ما هو خافي ومخفي عليكم . ستظهر لكم الايام اصناف من قوى الشر لم تالفوها من قبل نعم ستظهر لكم الايام ( التوحيد والجهاد ) ( جيش محمد ) ( كتائب ثورة العشرين ) ( هيئة علماء المفسدين ) ( حزب العودة ) ( مجلس شورى المجرمين ) وووووو الخ .

وها نحن وبعد ثلاث سنوات من انهيار النظام وسقوط سامري هذه الامة نعيش في حالة من الرعب والخوف والقتل والذبح ليل نهار ننام ونصحوا على اصوات الهاوناة والسيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية وجثث الابرياء تطفوا على مياه دجلة والفرات وجثث على الطرقات ناهيك عن تردي الوضع الخدماتي بل نكاد نقول جزما ليس هنالك اي خدمات تذكر وتفشي الفساد في اغلب مؤسسات الدولة ان لم نقل كلها وكأن العراق يعيش ( الهرج والمرج ) بكل ما تعنيه هذه الكلمة .

هل كان ذلك الرجل يقراء مستقبل العراق دون غيره ام تنبأ بما سيحدث له وهل الساسة العراقيين لديهم هذه النظرة ام انهم كانوا يجهلون المستقبل .

لنقل ان الساسة كانوا يجهلون ما سيحدث للعراق وبالتالي لم يلتفتوا لوضع خطط احترازية ما بعد السقوط لكن الملفت للنظر انهم الان يعيشون واقع ملموس ورغم ذلك عجزوا من ان يتوصلوا الى خطط محكمة وكفيلة بانتشال العراق من هذا الوضع الكارثي وحتى لا نبخس الناس اشيائهم نعم نقول ان الهجمة شرسة والارهاب الداخلي والخارجي ذو حجم كبير وممنهج .

مهما كان ذلك الارهاب وحجمه فان الساسة مطالبون بانقاذ العراق وتفعيل القانون والضرب بيد من حديد والا سوف يبقى الوضع على ماهو عليه او ربما يقودنا الى كارثة لا يمكن تفاديها ويذهب ضحيتها جميع العراقيين .وفي الختام نقول ان التفريط بمقدرات الشعب والتنازل لقوى الشر يجعلنا في موقف الضعيف ولا سيما في مسالة المصالحة الوطنية ومطالبة بعض الاطراف بايقاف مشروع اجتثاث البعث وعودة المجرمين الى مناصبهم واذا ما تم لهؤلاء تحقيق ذلك فان ذلك يعطي الارهابيين والصداميين دفعا للعبث والتمادي اكثر فاكثر لقتل الابرياء وعلى الدولة ان تعمل بكل جدية وتفعل احكام الاعدام وبتغطية اعلامية لا تتعارض والقانون الدولي حتى تنكسر شوكة الارهاب ويسود الامن والامان ربوع عراقنا الحبيب .

عاش العراق حر ابي عاش ابناء العراق الشرفاء .الموت والعار لكل البعثيين السفلة الموت والعار للوهابية الانجاس الارهابيين الموت والعار لوعاظ السلاطين القابعين في السعودية . رحم الله شهدائنا الابرار وحفظ لنا مراجع الدين العظام واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

بقلم الكوفي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك