المقالات

ظاهرة الرابح فيها خاسراً


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي- رئيس تحرير صحيفة الاستقامة- رئيس اتحاد الصحفيين )

شهدت بعض مدن العراق خصوصاً الوسطى والجنوبية خلال الايام القليلة الماضية حالة من التأزم المصحوب في احيان ما بمواجهات مسلحة بين القوات العسكرية ورجال الامن الوطني من جهة وبعض المواطنين العراقيين من جهة اخرى ، وقد راح نتيجة هذه المواجهات بعض ابنائنا من كلا الاتجاهين سواء الرسمي ام الشعبي وبأي حال من الاحوال فإن من سقط قتيلاً او جريحاً هو خسارة لنا جميعاً باعتبار ان حالة كهذه لا يوجد فيها طرف منتصر وآخر خاسر بل الرابح فيها خاسراً طالما ان الضحايا هم اشقاء واخوة وابناء عمومة ومدينة واحدة وبلد واحد.

بلدنا بامس الحاجة الى كل عنصر من عناصر حرسه الوطني او قواه الامنية وهو بذلك يضحي بالجهد والمال والوقت كي يبني قوته واستقراره وامنه وتجربته الاجتماعية والسياسية بعد ان تخلص من نير الذل والعبودية وسياسات القهر والحرمان التي فرضت عليه ما يقرب من القرن.

وبالتأكيد فإن المواطن العراقي الذي هو غايتنا ووسيلتنا لا يمكن وبأي حال من الاحوال تهميشه او اقصاءه عن حقه في الحياة الحرة الكريمة ولا نعتقد بأن احداً له المنّة عليه بهذا الخصوص ويجب علينا ان لا ننسى بأن هذا المواطن واسرته وعشيرته ومدينته قد كان مشروعاً للاضطهاد والابتزاز والملاحقة والتهميش القسري من قبل معظم الانظمة التي تعاقبت على حكم العراق.

من هنا وانطلاقاً من هذه المعادلة، معادلة الدولة- المواطن يجب ان نشخص القواسم المشتركة التي تحدد ما للدولة وما للمواطن وكذلك لابد للدولة ان تصنف بدقة متناهية كم هي حدود رقعة التسامح وكم هي رقعة حدود التجاوز وعلى الدولة ايضاً ان لا تعمل بطرق انفعالية مع الاحتقانات البشرية التي اختنق بها الانسان العراقي طيلة تسعة عقود وعليها ان تراعي دواعي التنفيس التي يلجأ اليه المواطن في ظل انعدام الامن والتدني الحاد في الخدمات الاساسية للحياة والمجتمع.

نحن بالتأكيد لسنا مع أي خرق فاقع للأنظمة والقوانين التي تنظم سير العملية الحياتية والامنية للدولة والمواطن في آن معاً وكذلك فاننا لا نقبل من هذا الطرف ما نرفضه من الآخر فالمواطنون العراقيون واياً كانوا فهم متساوون في الحقوق والواجبات وهذه ثقافة عملنا جاهدين من اجل تحقيقها طيلة العقود التي كانت تمثل مسرحنا الزمني لمواجهة النظام البائد.

ويبقى املنا كبيراً بكل شرائح مجتمعنا العراقي في ان يتجاوزوا حواجز المواجهات المصطنعة وهنا لا يفوتنا الا ان نسجل إكبارنا للمواقف الخيرة والمسؤولية الشرعية التي اظهرتها رموزنا الدينية والوطنية لوأد الفتنة التي اريد لها ان تعم مدننا في الوسط والجنوب ونخص بالذكر الموقف المسؤول الذي اظهره سماحة السيد مقتدى الصدر (دام توفيقه) والسادة المسؤولين في محافظة الديوانية الذين حقنوا دماء اخوانهم وابنائهم بمواقفهم السديدة والمشرفة وهذا ما نتمناه ان يسود في كل عراقنا الحبيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك