المقالات

ستراتيجية التظلم وممارسة الحكم


( بقلم عراقي محايد )

التظلم صفة تلازم فئة من الناس لا تستطيع ان تنال حقوقها بالوسائل المشروعه والقانونية فتلجا الى كسب تعاطف الناس معها بواسطه عرض مضلوميتها بطريقة تراجيديه تخاطب العواطف للتاثير على الجهات المسؤولة في هذه المنطقة او تلك لتفهم مظلوميتها وبالتالي اعادة الحقوق الضائعه .

 وهي صفة تلازم عادة الناس المستضعفين والذين لاحول لهم ولا قوة في التاثير على مجرى الاحادث السياسية والاجتماعية والاقتصاديه وذلك بحكم ابتعادهم عن المشاركه في مواقع صنع القرار وبالتالي عدم خبرتهم في كيفيه توظيف طاقاتهم وايصال صوتهم الى دوائر صنع القرار للتاثير عليها والحصول على حقوقهم الضائعة .وكانت هذه الصفه تلازم الكثيرين من ابناء الشعب العراقي اثناء الحقبة الزمنيه التي لازمت بناء الدولة العراقيه الحديثة منذ بدايه القرن الماضي 1921 واستمر الحال بهالى سقوط نظام صدام حسين منتصف عام 2003 .حيث كان نظام الحكم بالعراق باستثناء الفتره الزمنيه البسيطه اثناء حكم عبد الكريم قاسم هو نظام حكم الفرد والعشيره والمقربين للحاكم .

ومن الطبيعي وكنتيجه حتمية لذلك ظلمت الكثير من فئات الشعب وبالاخص سكان المناطق الجنوبيه والوسطى التي تقطنها اغلبية تمتاز بانتمائها الى المذهب الجعفري يطلق عليهم اسم الشيعه .حيث تاصل مفهوم المظلوميه لدى عموم الشيعه وقد ساهمت الطقوس الدينيه في تغذيه هذا الشعور من خلال الاستراتيجيه العقائديه في تجسيد واقعه الطف الشهيره وابراز المساة الكبرى التي تعرض لها الامام الحسين واهل بيته وثله من اصحابه في الموقعه الشهيره المسماة معركه الطف على ايدي حكام العصر انذاك من بني اميه ومن ولاهم من عامه الناس .

واليوم وبعد ان وصل الكثيرين من ابناء هذه الطائفه المظلومه على مر عقود من الزمن الى سده الحكم نلاحظ عدم تغير هذا المفهوم لابل تم تعزيزه والعمل على ابرازه مما يعطي انطابعا لدى الكثير من المتعاطيفين مع المظلوميه السابقه لهذه الفئه من بقيه افراد المجتمع غير المنتمين لها بانه, ها قد وصلتم الى الحكم اليوم فماذا انتم فاعلون ولمن تستمرون في ابراز مظلوميتكم اليهم ,اليست مؤسسات الدوله التنفيذيه والتشريعيه تحت قيادتكم اليست امكانيات الدوله تحت امرتكم لماذا اذن هذا التظلم .

سؤال مشروع وهام يجب ان يوجه الى منظري الفكر الشيعي عليهم تغير استراتيجيه عملهم ونقلها من عقليه المعارض السلمي البسيط الضعيف الى عقليه الحاكم الذي يحل مشكلات الناس ويرفع عنهم المظلوميه فاسلوب استراتيجه التظلم يتعارض مع اساليب ممارسه السلطه او الحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك