المقالات

الاتفاقية وصراعنا السياسي


( بقلم : علاء الموسوي )

يتخذ الصراع بين الناس الوانا مختلفة وعناوين شتى، لكنه من حيث المحصلة يسير باحد اتجاهين ، فمن الصراع ما يكون هدفه اقامة العدل والحق، وهو ما يطلق عليه بـ(الصراع التقدمي). ومنه ما يكون هدفه الهيمنة والتسلط وتهميش حقوق الاخرين، وهو ما يطلق عليه بـ(الصراع الرجعي). اللون الاول من الصراع يؤدي ـ مما لاشك فيه ـ الى تطور البشرية ورقيها ، والى حصول الانسان على حقوقه وانسانيته، اما اللون الاخر من الصراع فأنه يؤدي الى عرقلة مسيرة البشرية الى الامام، فيعم التخلف والرجوع الى عصر الانحطاط، كما يؤدي الى سيادة الظلم والاستبداد والدكتاتورية. ومما لايخفى على احد ان بوادر الصراع السياسي في العراق بعد عام 2003، كان بسبب الاجواء المشحونة بالديمقراطية التي لم يستطع هضمها الكثير من المكونات السياسية، وتحمل ضريبتها في مستقبل الخارطة السياسية للبلاد. الا ان بوصلة ذلك الصراع بدأ مؤخرا بالتصاعد نحو اللون الثاني من الصراع الرجعي، عبر تمثيل ذلك في الخطابات التصعيدية، والتصريحات الطائفية والقومية ذات النفس الفئوي الحزبي المقيت. وهذا مما يتخوف منه على العملية السياسية واطار المصالحة الوطنية، من تفاقم هذا الداء السياسي، واستفحاله بين ثنايا تلك العملية التي سارت على قوافل من الشهداء ودماء الابرياء من الشعب حتى استقامت الى ماعليه اليوم. الصراع السياسي المتمثل بأوج عظمته اليوم في مجلس النواب، ظهرت بوادره على الساحة العراقية بوضوح وجلاء لاريب فيه، وذلك عندما تبينت الارادة الوطنية الحقيقية لمكونات هذا المجلس (المتضخم بامراضه السياسية).

اذ بامكان اي مواطن عراقي ان يلمس تلك الابعاد والمسارات التي تتحرك بها الكتل والاحزاب في مطاليبها ( المعلنة وغير المعلنة) امام الشعب، اما عبر شاشات التلفاز التي تنقل بصورة مباشرة تلك الاجواء السياسية المشحونة في مجلس النواب عبر جلساته، واما عبر التصريحات المزدوجة من قبل بعض اعضاء البرلمان لوسائل الاعلام المتعددة. ولعل اتفاقية سحب القوات ساعدت الشعب العراقي (قبل اقرارها) بشكل كبير جدا في معرفة اسباب النزاع التصادمي بين اغلب الكتل في البرلمان. فحينما تكون البدائل المتاحة لماهية الوجود الامريكي في البلاد معروضة امام البرلمان بخيارين لا ثالث لهما، اما تنظيم ذلك الوجود والتمهيد لانسحابه بشكل منظم وستراتيجي عبر التوقيع على الاتفاقية، او الفوضى العارمة لتمديد ذلك الوجود من دون قيد او شرط، عبر رفض الاتفاقية والاتجاه الى ماهو المجهول لمستقبل تلك القوات.

وتواجه تلك البدائل بمقايضات ومزايدات سياسية (لامبرر لها) في الظرف الراهن، حينها فان الشعب بوعيه وفطنته المعهود بها سيفرز (مستقبلا) الممثل الحقيقي لمصالحه في مجلس النواب بدورته المقبلة، وسيطرد من جعبته كل اللاعبين على اوتار الطائفية والقومية الرخيصة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك