( بقلم : علاء الموسوي )
مازالت السياسية الامريكية في الشرق الاوسط تسير بمفاهيم مغلوطة تجاه الوضع السياسي القائم في المنطقة، فضلا عن اسلوبها القائم في التعامل الخارجي مع الدول على اساس الهيمنة بدلا من التواصل والتوافق مع المجتمع الدولي . سياسة التهديد والضغط العسكري المتبع من قبل السياسة الخارجية الامريكية تجاه الجمهورية الاسلامية، بات العائق الوحيد في رفع القدرة الاقتصادية وبلورة المشاريع الديمقراطية في المنطقة، وذلك بسبب القلق الدولي تجاه هذه القضية المعقدة لاكثر من ربع قرن، ولعل الادارة الامريكية لو اتجهت نحو تصحيح هذه المفاهيم تجاه الشأن الداخلي في ايران، ومعرفة مواطن القوة التي تتحلى بها الجمهورية الاسلامية، لعملت على ترسيخ قدرتها الدبلوماسية وحنكتها السياسية في تفعيل المفاوضات المزمع اجراؤها بين البلدين، والالتجاء الى صوت الحكمة الذي ينادي به ابرز منظري السياسة الخارجية للولايات المتحدة، بدلا من سياسة المهاترات والتصعيد العسكري الذي كان السبب الرئيس وراء تنامي القدرة العسكرية لدى ايران، وازدياد الحقد والكره العالمي تجاه الهوية الامريكية برمتها.
البعد العلاقاتي بين البلدين، اوصل الحال الى سوء الفهم الامريكي تجاه النظام السياسي القائم في ايران، فضلا عن ادراك قوتها وتأثيرها في المنطقة اذا ما اصرت امريكا على استخدام الخيار المسلح بدلا من لغة التحاور والتفاوض. فايران لها من القدرة على التوافق والانسجام مع المجتمع الدولي والاقليمي اكثر من كوريا الشمالية...
فالقضية لا تقارن بالقوة العسكرية وانما بالهيمنة والمصالح السياسية والاقتصادية ، وهذا ما يغيب عن الادارة الامريكية الحالية في تفهم موطن الخطر الذي تمثله ايران في حالة مواصلة التهديد والتصعيد العسكري. اندلاع الحرب بين امريكا وايران سيهدد كل المشاريع السياسية والاقتصادية التي تخدم المصالح الامريكية في المنطقة، فضلا عن تعرض امريكا الى خطر الانهيار في عولمتها على العالم برمته، فتعرض العالم الى نكسة اقتصادية وضرب المصالح الامريكية في الخليج وتقويض المشروع السياسي فيها وحذف رسومات خارطة الطريق.... كلها ستكون مهددة بفعل القدرة السياسية والعسكرية التي تمتلكها ايران ، ناهيك عن دخول الادارة الامريكة في مستنقع اخر لايقل خطورة عن سابقاتها من البلدان، وهذا ما يجب ان تفكر فيها الادارة الامريكية قبل اقدامها على اي خطوة يمكن ان تهدم العشرات من المبادرات البناءة في طريق التفاوض والحوار.
https://telegram.me/buratha