المقالات

ابن جبرين يفتي بالدفاع عن أهله


( بقلم محمد محسن الساير )

بعد الصمت المخزي للأنظمة العربية والدائرين بفلكها من علماء السوء نطق مفتي السعودية بفتوى لها دلالتها , فهو بدلا من الإفتاء بدعم المقاومة الاسلامية في لبنان وتحشيد الرأي العام لنصرتها سار عكس التيار ــ وكما هو متوقع ــ فقد اخرج بيضته الذهبية وصرح بعدم الجواز بنصرة المقاومة اللبنانية باعتبارها رافضية فلا يجوز نصرها وحتى الدعاء لها بالنصر وهو اضعف الإيمان .

لم يكن هذا الموقف مستغربا من أذناب صنعتهم الامبريالية البريطانية وتغذيهم الامبريالية الأمريكية في هذا الوقت وزرعتهم في قلب العالم الإسلامي وفي اشرف بقعه فيه , لقد سقطت ورقة التوت وكشفت عورة علماء السوء الوهابيين ولم تبق لهم أي مدعيات إسلامية , وهذه فضيلة أخرى لحزب الله ( الرافضي) فقد اسقط عنهم ساترهم الذي اختبئوا خلفه لعقود من الزمان, وكشفهم لأبناء جلدتهم المصدقين لأكاذيبهم. لقد تصدى هذا الحزب ببطولة عجزت عنها الأنظمة العربية مجتمعة بالوقوف بوجه اللقيطة إسرائيل , لقد قتل منها في هذه المواجهة ما عجزت عن تحقيقه كل الجيوش العربية مجتمعة في حروبها , فكان لابد من الوقوف بوجه هذا السيل الجارف الذي أحدثه هذا الحزب منفردا وجعل الضمائر الحية في العالم تقف إلى جانب الشعبين اللبناني والفلسطيني وحتى من اليهود أنفسهم وهذه ظاهرة جديدة أن يقف اليهود المتدينين منددين بالصهيونية ومناصرين للشعبين الفلسطيني واللبناني , وبالمقابل يقف الوهابيون منددين بهذه الانتصارات ومساندين للصهاينة في حربهم .

فإذا عرفنا أن الفتوى محكومة بظرف موضوعي تأتي هي لمعالجته سنجد أن من المخدوعين بالفكر الوهابي المنحرف بدأت الصحوة تقترب منهم لذا جاءت هذه الفتوى لقطع الطريق على كل من تسول له نفسه بالوقوف إلى جانب حزب الله ولو بالكلام فقط , فعزفوا على الوتر الطائفي وجاءت الفتوى من ثاني اكبر شخصية وهابية في المملكة لتقطع الطريق تماما على من يفكر بالانعتاق من هذه الفكر العفن وإلا هناك العديد من الأقزام التي ما برحت تفتي بوجوب الجهاد وقتل الشيعة في العراق , وهكذا نستنتج إن الشرخ عميق في جسم هذا الفكر المريض .

يكتب الإمام علي ( عليه السلام ) في عهده لمالك الاشتر " الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق" وهو يوصيه أن لا يكون عليهم كالسبع يغتنم الفرصة لافتراسهم وعند مطابقة واقع حال الشيخ ابن جبرين مع هذه الكلمة الخالدة لصوت العدالة الإنسانية نجد كم هو بعيد هذا المسخ عن الأخلاق الاسلامية والإنسانية فهو في الوقت الذي يجب عليه أن يحرض المسلمين للدفاع عن لبنان للمحافظة على ماء الوجه الذي أراقته إسرائيل بعنجهيتها نجده يقف بالموقع الذي لا يجب أن نجد فيه من يملك ذرة شرف أو يحمل هما إسلاميا أو عروبيا. ونقول له حسبكم هذا التفاوت بيننا فكل إناء بالذي فيه ينضح.

إن هذا الموقف من أساطين الفكر الوهابي أملته عليهم الظروف الموضوعية والانتصارات التي يحققها الحزب بوجه الصهاينة فلم يجدوا ما يثبطون به الهمم سوى العزف على الوتر الطائفي فكانوا يكررون ما فعله المرجفون في المدينة المنورة في زمن النبي الأكرم ( صلى الله عليه و اله وسلم) . لقد امتثل هذا الدعي ونفذ وصايا أسياده ووقف إلى جانبهم في حربهم ضد المسلمين , ويأتي هذا الموقف التزاما بالمبادئ التي تأسست عليها هذه الحركة وكما خطط لها الجاسوس البريطاني فليبي الذي أصبح فيما بعد يدعى الحاج محمد فليبي . كلمة أخيرة نقولها لهذا الدعي حسنا فعلت يابن جبرين فقد أرحتنا كثيرا في فتواك هذه وكشفت الترابط بينكم وبين أسيادكم الصهاينة.فهل من عقل متفتح من إتباعكم ليفكر بالخلاص منكم ؟

محمد محسن الساير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد عبد العزيز
2006-07-22
ماذا تتوقع من احفاد ابوجهل وابولهب واليهود مثل هذا الكلب المسعور واهل اليهود غير النباح
احسان
2006-07-20
دعوة الى اخواننا من السنة العقلاء التمييز بين البيان الذي اصدره سماحة السيد السيستاني والفتوى التي اصدرها ابن جبرين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك