نزار الحبيب
في اللغة العربية، يُعتبر حرف السين علامة مميزة للتعبير عن المستقبل. لكن في العراق، أصبح هذا الحرف رمزًا مثيرًا للجدل، لا سيما عندما يُستخدم في سياق الوعود التي لا تتحقق. إذ يتحول من أداة للتعبير عن الأمل إلى وسيلة لإطالة أمد الانتظار والتسويف.
حرف السين في الخطاب السياسي
“سنفعل”، “سننجز”، “سنوفر”، عبارات تتكرر على لسان الكثير من السياسيين والمسؤولين في العراق. لكن مع مرور الوقت، أصبحت هذه العبارات تُقابل بشك واسع من المواطنين، بسبب غياب التنفيذ على أرض الواقع. حرف السين، في هذا السياق، لم يعد مجرد أداة لغوية بل تحول إلى رمز للوعود الكاذبة التي تعمّق فجوة الثقة بين الشعب والقيادات.
السين بين التطلعات والواقع
الكثير من المشاريع التي تُعلن عنها الجهات الرسمية تبدأ بوعود مسبوقة بحرف السين:
•سنبني المدارس.”
•سنصلح الطرق.”
•سنقضي على الفساد.
• سنوفر الكهرباء
• سنوفر الماء الصالح للشرب
• سنعدل سلم الرواتب
• سنعمل
• سنبني
• سنقاتل
• سنشتري
• سنبيع
• سنحافظ
ولكن الواقع غالبًا ما يظهر عكس ذلك، حيث تبقى هذه المشاريع مجرد كلام على الورق، مما يُشعر المواطن العراقي بالإحباط والخذلان.
في الحياة اليومية
ليس الخطاب السياسي وحده المتهم بإساءة استخدام حرف السين؛ حتى في الحياة اليومية، يُستخدم الحرف في الوعود الشخصية التي قد تفتقر إلى الجدية. عبارات مثل “سأزورك قريبًا” أو “سأعيد لك المال غدًا” قد تتحول إلى أعذار خفية لعدم الالتزام.
لماذا يُستخدم حرف السين للتسويف؟
1. تجنب المواجهة المباشرة: حرف السين يُستخدم أحيانًا كوسيلة لتأجيل الالتزامات أو التهرب من الإجابة الواضحة.
2. الرهان على المستقبل: يوحي السين بأن الحلول قادمة، ما يريح القائل من ضغوط الحاضر.
3. الثقافة المجتمعية: في بعض الأحيان، يُفضل الناس استخدام كلمات مليئة بالأمل لتخفيف الصدام، حتى لو كانت غير واقعية.
السين بين الحقيقة والوهم
حرف السين يحمل إمكانات إيجابية عندما يُستخدم بصدق للتعبير عن العمل والمثابرة. لكنه يتحول إلى أداة للإحباط عندما يُستغل للتسويف والوعود الزائفة.
في العراق، بات حرف السين يمثل صراعًا بين الأمل والخيبة، بين ما يُقال وما يُنفذ. إنه دعوة للتفكير في مصداقية الكلمات، وضرورة تحويل الوعود إلى أفعال ملموسة تعيد بناء الثقة بين الناس والقيادات
https://telegram.me/buratha
