اياد حمزة الزاملي
حين يصمت العالم امام الظلم ينهض رجل عظيم ويصرخ بوجه الطغاة و حين تبيع العروش ضمائرها يجيء من لا يساوم ذلك هو الامام الخميني العظيم صوت المستضعفين وصوت الاحرار والثوار ليزلزل الارض تحت اقدام الطغاة وهو قبضة الحق حين ارتجفت الايدي امام الطغاة
لم يكن الامام الخميني رجلا كباقي الرجال ولا زعيما يلمع وجهه على شاشات التلفاز بل كان صاعقة سقطت على راس الاستكبار ونداء قوي مزلزل هز عروش الطغاة وجدران القصور الخاويه وايقظ الشعوب من سباتها
لقد علمنا الامام الخميني العظيم ان العمامة ليست سكونا بل ثوره تكتب بدماء الشهداء وان الدعاء لا يقال فقط في المحراب بل يكتب في سوح الوغى بالنار والدم خرج من قم (عش محمد وال محمد) لا لينحني بل ليقيم صرحا عظيما علويا مهدويا تهتز له عروش الشرق والغرب صرخة في وجه الطاغوت الشاه وفي وجه امبراطورية الشيطان امريكا وفي وجه العالم كله بشعار (هيهات من الذلة) شعار جده الامام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنه وابي الاحرار وكان ما قاله فعلا لا شعارا تاريخيا ابديا لا للحظه عابرة فما ان نطق باسم الثوره حتى كتبها في شوارع طهران بالدم والدموع وسقاها بجراح السجناء والمظلومين حتى اينعت دولة الحق على انقاض الخوف والرعب لقد جاء ليقول للثائر قم ولو وحدك كما قام امامك الحسين العظيم (صلوات الله وسلامه عليه) وقال للشعب ثور ولو كانت نهايتكم على اعواد المشانق فالعظماء لا يموتون على فراش الموت كالجبناء بل يقتلون ويصلبون ويخضبون بدمائهم فالقتل لنا وسام من صاحب الزمان وحياتنا في قتلنا وقال للطاغيه مصيرك كمصير غيرك الى مزبله التاريخ
ان الامام الخميني العظيم ( عليه السلام ) لم يكن مرجع ديني كباقي المراجع الذين حصروا عقولهم ونفوسهم في دوائر علمية ضيقة الافق ومريضة علميا واخذوا علومهم من الافكار المريضة والبائسة للفكر الشافعي وفكر الفخر الرازي وفكر سيد قطب هذه هي الافكار المريضة والبائسة التي اخذ منها مراجع التقليد في النجف الاشرف ومازالوا لحد الآن يأخذون من هذا المستنقع الآسن القذر العدو اللدود للنبي محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) ولم يأخذوا من علوم محمد وال محمد قال مولانا امير المؤمنين علي( عليه السلام ) (( ولا سواء حيث ذهب الناس الى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب الينا الى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاذ لها ولا انقطاع )) لذلك لم يحصلوا على التوفيق الالهي وبركة محمد وال محمد ( لان ما كان لله ينمو ) وأن الامام الخميني العظيم ( عليه السلام ) كان عاشقاً ذائباً في حب محمد وال محمد جاعلاً من قلبه كعبة للعشق العلوي الاصيل صادقاً مخلصاً لله ولرسوله وللعترة الطاهرة فقد اعطاه الله هذا النصر الالهي المبارك والمخضب بدماء وكفاح وجهاد مئة واربعة وعشرون الف نبي لتكون هذه الثمرة الالهية المباركة هي الجمهورية الاسلامية المباركة جمهورية المستضعفين في العالم ولذلك يستحق منا الامام الخميني العظيم عندما نذكر اسمه ان نقول ( عليه السلام ) لانه حقق حلم الانبياء وعرفاناً بالجميل الالهي من المؤمنين لهذا الرجل العظيم.
كان يعرف ان الثوره ليست بندقيه فقط بل هي وعي وصلاه وصبر وجهاد في محراب علي صلوات الله وسلامه عليه فصار الامام الخميني عليه السلام بصوته وسيرته مدرسه لا تموت ابدا وسراجا لا تنطفئ شعلته حتى ظهور امامنا وزعيمنا العظيم الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه في كل انتفاضه تولد في فلسطين وفي اليمن وفي لبنان وفي العراق يسمع نداء الحق لا يقهر بل هو المنتصر في النهايه والموت في سبيله حياه ابديه مع محمد وال محمد اللهم صل على محمد وال محمد هل مات الامام الخميني كلا والف كلا لقد انصهر في روح الثوره الاسلاميه وصار شعارا وهتافا يطلقه الاحرار والثوار في كل انحاء العالم وصار ظلا في ساحه الحرب وسار وعدا الهيا لا يموت الى يوم الدين فمن كان عقيده لا يرى في التراب بل يعيش في الضمائر والقلوب ومن كان ثائرا لا ينهزم فهو المنتصر في النهايه لم يكن الامام الخميني عليه السلام زعيما لايران فحسب بل كان ضمير الانبياء و كما وصفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) عندما قال (الامام الخميني محقق حلم الانبياء)
هذا الحلم العظيم الذي داعب مخيلة و عقول و قلوب الانبياء تحقق على يد هذا السيد العظيم
انها جمهورية الامام المهدي (صلوات الله عليه)
فلكل شيء في هذا العالم وجودان
وجود ظاهري و وجود باطني
فالوجود الظاهري للجمهورية الاسلامية هي القيادة الظاهرة للاعلام الممثلة بالسيد علي الخامنئي (دام ظله المبارك) اما الوجود الباطني فهي جمهورية الامام و زعيمها الفعلي الامام المهدي (صلوات الله عليه)
الشمس لها شروقان شروق جزئي و شروق كلي و نحن الآن في عصر الشروق الجزئي و الا فان الشروق الكلي واقع لا محاله لانه من امر الله
لقد كان الامام الخميني ضميراً ناطقاً بأسم الانسان الحر لم تكن ثورته فقط للايرانيين بل كانت لكل من عاش الظلم و سلب الكرامة في كل انحاء العالم
لقد خرج الخميني العظيم من مدينة قم المقدسة لكن صوته المدوي المزلزل بلغ قرى فلسطين و شوارع بغداد و احياء بيروت و هضاب كابول و جبال صنعاء و ساحات كاراكاس
لم يكن الامام الخميني العظيم مشروع دولة بل مشروع أمة و لم تكن كلماته بياناً قومياً بل وثيقة عالمية للكرامة و التحرر للانسانية جمعاء
قالها بوضوح (نحن مع جميع المستضعفين في كل مكان و في أي أرض و تحت أي سماء)
انها دولة صاحب الزمان (صلوات الله عليه)
بهذا الاعلان لم يعد الامام الخميني قائداً محلياً بل أصبح قائداً أممياً و جعل من الثورة لغة جديدة لا تحدها الجغرافية التي صنعها الاستعمار و اعطى للصراع بعداً وجودياً بين المستضعفين و المستكبرين لا بين الدول و الجيوش و الا بماذا نفسر قيام امبراطورية الشيطان امريكا القذرة بكل جبروتها و طغيانها و قوتها و القطب الأوحد في العالم و خلفها الكيان الصهيوني اللقيط و الغرب القذر بمحاربة هذه الجمهورية الفتية حرباً شعواء قاسية و مريرة دامت لأكثر من ٨ سنوات قادها المقبور صدام ذنب امريكا و اسرائيل و من حصار اقتصادي جائر مستمر منذ اكثر من ٤٦ عاماً و هذه الجمهورية المباركة هي صامدة و شامخة و تزداد ألقاً و توهجاً
انها كالنجوم كلما اشتدت عليها ظلمة الطغاة و المستكبرين ازدادت ألقاً و نوراً و انها كالنار كلما اشتدت عليها رياح الحقد و الطاغوت ازدادت توهجا وسعيرا
انها محمية و محفوظة بالعناية الالهية و محفوظة بعين صاحب الزمان التي لا تنام
قال الامام الخميني (عليه السلام) (دعوتي ليست الى ايران فقط بل الى الامة الاسلامية و الى كل من يؤمن بالعدالة و الحق و الحرية)
فآمن به المظلوم في جنوب لبنان و ردد كلماته المقاوم في غزة و في العراق و رفع صورته الثائر في فنزويلا و بكى لفقده الثائر في جنوب افريقيا
لقد قدم الخميني العظيم للعالم معادلة جديدة و هي ان الدين ليس خضوعاً بل ثورة و نهوض و جهاد و ان الفقيه لا يسكن في الكتب بل ينزل الى الميدان كما فعل جده سيد الشهداء و ابا الاحرار الامام الحسين (صلوات الله عليه) و ان الكرامة لا تؤخذ بالركوع بل بالسيف
و حين مات لم يدفن في طهران فقط بل دفن في قلب كل مجاهد و ثائر رأى في الثورة أملاً و في الاسلام قوة لا تقهر و في الحق طريق لا يهزم
فما دام في الأرض هناك ظالم و ما دام هناك مستضعف فالعقيدة لا تموت بل هي المنتصر في النهاية
و ان قصيدة في العشق لا تكتب الا بالدم
و ان الفجر لا يكون عظيمًا حتى تنسج خيوطه بالدم
قال تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} صدق الله العلي العظيم
والعاقبة للمتقين...
بقلم/ اياد حمزة الزاملي
https://telegram.me/buratha
