المقالات

داعـش والصهيونية وجهان لعملة واحدة..!


لعلي كتبت العنوان بحروف متقطعة، خشية معاقبتي في وسائل التواصل الإجتماعي، والنتيجة ذاتها عندما تكتب (داعــ ش أو الصهـــ يونية)، أو حينما تنشر مشاهد عنف ودماء وغيرها من المشاهد التي يقومان بهما.

يُصور لنا أن مواقع التواصل الإجتماعي منعت ذكر تلك الأسماء، لأنها تعبر عن عنف أو عنصرية أو جرائم، لكن واقع ما ينتج عن ذلك مختلف تماماً عن ما نتصور، وهو داعم لهذه الجهات، ويمنع تناول كل كلمة أو منشور أو مقطع فيديو يتحدث عن إجرامية تلك المجاميع!!

ليس هذا فحسب، بل وجدنا وسائل إعلام كبرى تتحاشى ذكر تلك المسميات، بذريعة أنها تحافظ على المسمى الأصلي، وفق ما تطلق تلك المجاميع من مسميات على نفسها، وتسمي داعـــ ش والمجاميع الإرهابية بالدولة الإسلامية، وتطلق على من تعاديه بالمليشيات،

وهكذا وسائل الإعلام تسمي مَنْ يعادي المجاميع الإرهابية أو الكيان المحتل بالمليشيا وكل وسائل الإعلام تسمي وفق ما يسمي الطرفان المجرمان، وهكذا يسمى جيش الحرب بجيش الدفاع وهو يعتدي على دول ومدن وأطفال ونساء،

كل هذه المسميات تحت ذريعة الأمانة الإعلامية، بينما لا تُسمى الجهات المعادية لها وأن كان ذات حق مشروع وتدافع عن أرضها، إلاّ بالتسمية التي تسميها الجماعات المجرمة ،وكأن الإعلام لديه أمانة إعلامية لهذا الطرف ولا أمانة للطرف الآخر، وتتكرر تلك المصطلحات لترسيخها في العقل الجمعي وتصبح من الثوابت؟!

إن الفعل ذاته في المجموعتين المتطرفتين، والإعلام ذاته انساقَ مع مسمياتهم وساق خلفه عقولًا جمعيةً، ومنع تداول الأسماء التي تدل على الجريمة، ومثلما ترغب تلك الجماعات في تحقيق أهدافها، بنشر مشاهد الرعب والقتل والدمار والخراب والإبادة الجماعية، فقد تعمدت وسائل الإعلام في تكرار تلك المشاهد لتكون وسائل مساعدة في تحقيق الغايات الإجرامية في إثارة الرعب، وإقناع العالم بأن الأبرياء، هم ضحايا عدم انصياعهم وقبولهم بمبدأ القوة غير المتكافئة.

يقف خلف هذا الفعل الإعلامي مؤسسات سعت الى منع الإسم الإجرامي لتلك الجماعات، وإنْ كتبتَ ألف مرة ( الدولة الإسلامية) فلن يتم معاقبتك مثلما تكتب( داعــ ش)، وهكذا عندما تكتب (الصهــــ اينة)،

ووسائل الإعلام ليس قصدها منع تداول تلك الأسماء التي أجرمت بحق الشعوب، بل غرضها منع تداول أسماء يطلقها الضحايا، وبذلك لا يختلف التعاطي الإعلامي مع الجماعتين الإجراميتين، كما لا يختلفان هما بالتعريف عن نفسيهما بنشر الجريمة والمذابح، وما يؤسف في أحيان كثيرة،

أن الضحايا يعبرون عن سخطهم بنشر ما يعانون من وحشية، كي يوصلوا أصواتهم لعالم سكت عن الجريمة، واعتبر ذبح الأطفال والنساء دفاعًا عن نفس مجرمة، لكن هذا النشر أيضا هو في صالح من أراد نشر الجريمة والوحشية،

تصبح هذه الأدوات مساعدة لنشر الرعب، وبذلك فإن طرفي الجريمة، لا يختلفان في أدوات نشرها، بل هما الجماعة ذاتها، والدليل أن كل الأصوات التي كانت تدافع عن (داعــ ش)، هي ذاتها التي لا تحرك ساكنًا تجاه جرائم 0الصهـــ اينة)، بل تجدهم يلومون إن لم يكونوا شامتين بالشهداء؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك