المقالات

أحمد البشير وصناعة التفاهة المعاصرة..!

615 2024-09-10

حسين سالم ||

‏أحمد البشير يمثل الصورة الأوضح لعصرٍ باتت فيه التفاهة هي القوة الحاكمة، حيث الرداءة أصبحت قاعدة ثابتة، والعمق الفكري تحول إلى ترف لا يلتفت إليه سوى القلة. في زمنٍ يتم فيه تهميش الأذكياء وتجاهل العظماء، يسجل البشير أعلى المشاهدات، لا بفضل فكرٍ مبدع أو رسالة سامية، بل عبر تقديم هزلٍ فارغ يغازل الذوق العام المتهاوي.

‏بينما كانت البلاد تتهاوى تحت سطوة داعش، كان يسخر من قادة حملوا على عاتقهم مسؤولية النصر، ويعلّم جيلًا جديدًا كيف يسخر بلا وعي، ويتقن فنون الشتائم الرخيصة وكأن السخرية من أبطال حقيقيين هو الطريق الأسهل للنجاح.

‏يقدم البشير لجمهوره جرعاتٍ مكثفة من السخرية السطحية والشتائم المبعثرة، وكأنه يعيد صياغة الشباب ليصبحوا نسخة من هذا الهزل، متجنباً بذكاء أي مواجهة حقيقية مع قضايا أكبر وأعمق. فهو لا يجرؤ على انتقاد الولايات المتحدة أو ألمانيا، الدول التي تروج للمثلية والانحلال الأخلاقي، لأنه يعرف جيداً أن المساس بهذه القوى يحتاج إلى شجاعة لا يملكها. يتحدى كل ما هو سهل وآمن، لكنه يخشى مواجهة الواقع الصعب، سواء كان هذا الواقع مرتبطًا بالسياسة العالمية أو حتى بالتراث الذي يروج له البعض دون وعي.

‏والأدهى، أنه يهرب من مواجهة الغرائب الحقيقية مثل “رضاع الكبير”، مُفضِّلًا الانغماس في تفاهة مريحة، لأنه يعلم أن السخرية الحقيقية تتطلب شجاعة يفتقر إليها.

‏مفضلاً البقاء ضمن دائرة الأمان التي توفرها له السخرية من الأمور السطحية. لقد بات أشبه بمرآة تعكس التفاهة التي اجتاحت مجتمعاتنا، حيث لا مكان للعمق، ولا قيمة للعقول التي تسعى لفهم الحياة بأبعادها الحقيقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك