المقالات

تمثال الاصبع


جبارعبدالزهرة

 

يُقالُ إن َّ العراق سمُّي بهذا الإسم لكثرة اشجاره وكثافة تواجدها وتعدد الوانها واختلاف ضروبها حتى تشابكت عروقها في بطن أديمه لإزدحامها بكثرة السبَّاح وكثافة الجذور 0

ويُقالُ أنَّه سمُّي ّ ببلاد الرافدين لوجود النهرين الخالدين دجلة والفرات بوفرة مياههما وارتفاع منسوب طميهما الى حد حصول الفيضانات علاوة عن كثرة ينابيعة فوق الجبال وبين السهول والوديان الخصبة 0

ويقال ان العراق بلد الحضارات فقد تعاقبت على التواجد فيه وتاسيس حكومات وحضرات اقوام لا عد لها ولاحصر من سومريين وبابليين وكلدانيين وآشوريين وتركت بصمات ومعالم حضارية آثارية فوق سطح ارضه وفي بطنها من مختلف صنوف الأبنية واللوحات الكتابية والتماثيل الراقية واشكال الحلي من المعادن الثمينة ومن الأحجار الكريمة 0

فالأشجار ذات الألوان الزاهية والمناظر الخلابة والأنهار ذات الجاذبية والينابيع ذات السحر والحضارة ذات الافكار النيرة والفنون الجميلة والأآثار القيَّمة وأخرى غيرها كلها تشكل مصدر إلهام فضفاف فيه الوان من الفتنة والجاذبية والسحر للقاص وللشاعر وللرسام وللنحات 0

كل ذلك الكم الهائل من آيات الجمال وصور الإبداع وتشكيل اللوحات الزاهية ونحت التماثيل المعبرة عن واقعة حضارية مهمة ترفع اسم البلد وتشكل فخرا لأهله ورسم لوحة إنسانية مرموقة معبرة عن شوق وناسجة لحب وتشكيل احساس وتهييج مشاعر وتحسين ذوق وترهيف اعصاب وبناء لحن 0

اكرركل ذلك من الآيات المثيرة في اعماق الإنسان لفن التشكيل بمختلف الوانه الجذابة وصوره الإبداعية الأخّاذة لم تحرك شيئا من الارهاصات الداخلية لفنان تشكيلي عراقي فاختار شيئا ليبني منه تمثالا وهو (اصبع إنسان) في منطقة راقية ومهمة في العاصمة الإتحادية بغداد وهي منطقة الجادرية ليثبت من خلاله سخافته وللتدليل على فساد ذوقه وشذوذ طبعه وسوداوية نظره وتحجِّر عقله وبذلك يخالف الطبع الجميل والذوق السليم والأحساس الراقي الذي يتصف به الشاعر والرسام والنحات والفنان التشكيلي 0

لقد اثار هذا التمثال الشاذ في منظره وخباثة دلالته التي ارادها النحات في تجاوزنطاق العفَّة والشرف لأنَّ هذا ما اراد التعبير عنه هذا النحات الخارج عن ابسط اسس وقواعد الأخلاق الكريمة واحترام الذوق العام لمجتمعه ، نعم لقد أثارهذا التمثال موجة حادة من السخط الواسع بين اوساط المجتمع العراقي وحرَّك انتقادات لاذعة ضد النحات وضد الجهة الأهلية والحكومية التي سمحت له بنحت هذا التمثال القبيح في شكله والسخيف في دلالته 0

وقد تم نصبه امام فندق ( قلب العالم ) في الجادرية وهو لا يحمل أي معنى فني او ثقافي او حضاري او تاريخي سوى فساد ذوق النحات وانحلال اخلاقه وسوء سلوك الإدارة الحكومية للمنطقة التي سمحت بنصب هكذا تمثال منافي للآخلاق ومفسد للذوق العام 0

اكرر قائلا ، هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق التي يتمسك بها المجتمع العراقي كمجتمع بغالبية اسلامية فضلا عن انه مجتمع عربي يتمسك باخلاق العرب واصالة عاداتهم وتقاليدهم التي تستنكف من كل ما يخدش الحياء حتى ولو بشكل رمزي وإيحائي 0

وأضيف إن الفنان الذي نحت هذا التمثال الذي لا توجد فيه رمزية ذات دلالة تاريخية او حضارية يرمز إليها الذي يدل اكثر ما يدل على الذوق الفاسد والقصد الخبيث للنحات الذي نحته مع توجيه اللوم للجهة الرسمية التي سمحت بنصبه في ساحة عامة إنه يرمز بوجوده الى إيحاءات جنسية ويخدش الحياء العام للمجتمع 0

 

اطالب باحالة النحات الى لجنة تأديبية ومحاسبة المسؤولين في الأمانة العامة للعاصمة المختصين بتحمل المسوؤلية الحكومية في ادارة هذه المنطقة 0

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك