المقالات

من يقتحم الاخر الدين والسياسة


 

مصطلح فصل الدين عن السياسة مصطلح فضفاض فارغ من المحتوى واستحالة التطبيق والا لو كان كذلك لما قامت الحرب في غزة والتي اساسها فرض كيان باعتبارات دينية في فلسطين وكل سياسة هذا الكيان نابعة من مصطلح شعب الله المختار وما يقوله تلمودهم.

واقعا هنالك صراع بين الديني والسياسي فالديني يريد ان يقحم السياسة مصطلحات وافكار دينية والسياسي يريد ان يقحم الدين مصطلحات وافكار سياسية .

واقعا لا يوجد ما يقال عنه سياسة فالدين هو دراسة الحالة وتطبيقها على قواعد التشريع للوصول الى الحكم ويعني بعبارة ادق هو ضبط الموضوع بشكل صحيح حتى يكون الحكم الاقرب للواقع والله العالم .

السياسة هي التي ادت الى تمزيق العالم وتكوين الدول وترسيم الحدود ، الدين ينظر الى هذا الواقع بانه واقع مفروض وعليه التعامل معه في اصدار الحكم الشرعي من قبل المرجعيات الدينية وفق هذا الواقع ، يعني هنالك التزامات قد يفرضها المرجع على العراقي لا يمكن ان تفرض مثلا على السعودي والمرجع في ايران يفرض حكمه على الايراني قد لا يمكن تطبيقه في باكستان .

هنالك نقطة التقاء محورية مهمة ، قد يكون هنالك مواطن يقلد مرجع معين في بلد معين وهو يعيش في بلد اخر هنا المرجع يكون دقيقا في حكمه فما يخص الله عز وجل مثلا صوم وصلاة يكون المكلف ملزم به ولكن عندما تكون هنالك تعليمات وقوانين في بلد المقلد لغرض ضبط النظام مثلا في امريكا فعلى المقلد الالتزام بنظامهم واحترامه وعدم العبث به .

التطور الميداني وعلى مختلف الاصعدة هو تطور ينبع من ثقافة المواطن والحكومة ، اما الدين فانه يؤكد على سلامة الاخلاق والالتزام بما يامر به الله عز وجل ولان الله عز وجل يامر باحترام الانسان والحفاظ على كيانه ، مثلا لو اريد ان يقام مشروع ناطحات سحاب وما الى ذلك فالشارع المقدس لا علاقة له بذلك بل يحث عليه ولكن عندما تكون الارض مغصوبة مثلا فان الشارع المقدس يحرم البناء على الارض ولا يحرم المشروع ، ولكن عندما يكون مثلا مكان مخصص للمشروبات وما الى ذلك فالشارع المقدس يحرم هذا ولا يحرم بناء المشروع هذه يجب ان توضع بنظر الاعتبار .

اليوم الوضع في فلسطين وتداعياته اثبت ان مفردات السياسة الخالية من اي التزام خلقي بل عدم الالتزام بما شرعوا هم من القانون الدولي والنتيجة الابادة والجرائم بحق الشعب الفلسطيني والذي اساسه القضاء على الدين في هذه الرقعة الجغرافية المقدسة اسلاميا ، هنا نسال اليس الاخلاق اهم من العلم ؟

هنالك من يتفلسف في هذه المفردات ليقسم العالم الى متعلم ومتخلف او بالاحرى الدول النامية ، وهذه الدول ليست نامية ولكن لتسلط الاستعمار الغربي عليها جعلها هكذا ، الم يقل جيمس بيكر وزير خارجية امريكا لوزير خارجية العراق قبل حرب الكويت بانه سيعيد العراق الى العصر الحجري ، هكذا هي مفاهيمهم في النظر الى العالم ، وليس النظر الى المبادئ والاخلاق والديانات .

ومن المصطلحات المموهة عن ما يدور في خلد التنويرين هي تحويل الدين الى كلمة تراث ، وهذا نص ما ذكره الدكتور حسن حنفي عن هذا المفهوم التراث والتجديد .

ماذا يعني التراث والتجديد ص /13 " الثورة الصناعية والزراعية في البلاد النامية لا تتم الا بعد القيام بثورة انسانية سابقة عليها وشرط لها لذلك تعثر العمل السياسي في البلاد النامية وفشلت الجهود لقيام احزاب تقدمية وتنظيمات شعبية تملا الفراغ بين السلطة والجماهير فالنهضة سابقة على التنمية وشرط لها والاصلاح سابق للنهضة وشرط لها والقفز الى التنمية هو تحقيق مظاهر التقدم دون مضمونه وشرطه "

يقول ثورة انسانية سابقة ، هذه العبارة المبهمة التي ان خذت على حسن النية فهي من صميم المرجعيات الدينية في النهوض بانسانية الانسان والحفاظ على كيان الانسان من خلال الارتقاء بخلقه الذي ينبع من التزامه الشرعي باتجاه ما يامره الله عز وجل من عبادات ،

هذه الثقافة هل موجودة في الغرب ؟ ظاهرا قد يقال نعم ، لكن بعد السابع من اكتوبر تكشفت الاوراق وظهرت الثقافات على حقيقتها فالحكومات كانت بعيدة عن شعوبها الواعية المتمثلة في الطلبة تحديدا لتنهض بمظاهرات تفضح ما هم عليه من ثقافة كاذبة وهاهي اليوم هذه الحكومات في ورطة حول كيفية الخروج من هذا المازق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك