المقالات

ابن حنبل اول من جعل الامام علي (ع) ضمن الخلفاء الراشدين

3011 13:57:00 2008-06-25

بقلم : سامي جواد كاظم

نعم مع مرور الأيام ظهرت وستظهر حقائق مزيفة كنا ننام ونصحو وهي شاخصة نصب أعيننا بل ونمجد بها وندافع عنها ، قد نصاب بالذهول والاستغراب في باديء الأمر الا إننا مع سلوك طريق البحث العلمي الدقيق المفعم بالحقائق الراسخة مع التنقيب العقلي نجد ان كثير من شخصيات التاريخ تستحق وقفة .

وسأكتب عن كل ما يشخص أمامي من حدث تاريخي مزيف يستحق الوقوف عنده لنرى أبعاده ومن غير تعصب .في المدارس الابتدائية واغلب الكتب التاريخية نعلم وعلى البديهة ان الخلفاء الراشدين هم الأربعة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي .

لنأخذ أولا مصطلح ( الخلفاء الراشدون ) هل حقا انها تنطبق على الأربعة ام إنها تنطبق بدرجات متفاوتة .اول صدمة والتي قد يعلمها القليل إلا إن أبعادها شاسعة ومذهلة وهي ان الإمام علي عليه السلام ليس ضمن قائمة الخلفاء الراشدين معتبريه ليس اهل لذلك ولكن الأمامية تجد عدم اعتباره ضمن الخلفاء هو الإنصاف بعينه فشتان بين علي (ع) وبين من هو أدنى الأدنى . ولكن التبرير المنطقي لعدم اعتبار علي (ع) ضمن الخلفاء الراشدين يكون على طرفي نقيض لدى الطرفين ، ومن خلال فرز المزيف عن الحقيقي نجد إن كل طرف صدق في مسعاه .

الخلفاء الراشدون كانوا ثلاثة والذي اعتبرهم أربعة وادخل الإمام علي (ع) معهم هو احمد بن حنبل ، أي انه طوال حكم الدولة الأموية مع ردح من العباسية لم يعد علي (ع) ضمن الخلفاء الراشدين ولا اعلم لماذا توقف عند حده ابن حنبل ولم يدخل معاوية معهم ويجعلها خمسة فهل يختلف معاوية عن من سبق علي (ع) ؟!! الجواب ليس اكثر من السكوت لدى ابن حنبل وأتباعه .

عبد الله ابن عمر فقيه السنة والجماعة الذي لم يبايع علي (ع) وسارع ليبايع الحجاج الذي كان مشغولا بطعامه فمد ساقه لابن عمر حتى يبايعه ، هل تعلمون ماذا يوجد في مكنون قلبه عن علي (ع) فقد كشف عبد الله بن عمر عن مكنون قلبه وأباح بخالص سرّه، عندما حدَّث بأنّه لا يعدّ لعلي (عليه السلام) فضلا ولا فضيلة، ولا منقبة واحدة تجعله على الأقل في المرتبة الرابعة بعد عثمان بن عفان ، فهو بالنسبة إليه من سوقة الناس إن لم يكن أقّلهم عنده، وإليكم حقيقة أُخرى أخرجها المحدِّثون والمؤرِّخون تعرب بصراحة عن نفسية ابن عمر اتجاه اهل بيت النبوة عليهم السلام حيث قال وهو يفسّر حديث النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله: "الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلّهم من قريش"، قال عبد الله بن عمر: يكون على هذه الأُمّة اثنا عشر خليفة وهم:

أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين، معاوية وابنه ملكا الأرض المقدّسة، والسفاح، وسلام، ومنصور، وجابر، والمهدي، والأمين، وأمير العصب، كلّهم من بني كعب بن لؤي، كلهم صالح لا يوجد مثله!(تاريخ دمشق 6: 408 ـ 409، سير أعلام النبلاء للذهبي 4: 38) .

الشورى التي أسسها عمر الكل يعرفها والكل يعلم عن سبب عدم مبايعة علي (ع) من قبل عبد الرحمن بن عوف وذلك عندما طلب منه ان يحكم بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين فرفض الإمام علي (ع) سيرة الشيخين ولأجل ذلك منحت الخلافة لعثمان الذي وافق على شرط ابن عوف . والتاريخ يتحدث عن أعمال عثمان والاضطرابات التي رافقت خلافته وما آل إليه مصيره من هيجان المسلمين عليه وقتله والذي يعتبروه أبناء العامة شهيد ويحق لهم ذلك فعثمان لم ياتي بشيء جديد في الخلافة فانه سار بها كما سار اللذين قبله ولكن مع اختلاف المسميات .مثلا خالد بن الوليد الذي يمجده العقاد في كتابه عبقرية خالد ويذكر في كتابه ان عليه مأخذ بسيط اذا ما قورن ببطولاته فانه مغفور له ومأخذه هذا هو قتل مالك بن نويرة شيخ قبيلة حنظلة وبالرغم من التبريرات التي وضعها كتاّب السنة المزيفين للتاريخ عن ان هذا المأخذ جاء بسبب سوء فهم اللغة وان كان هذا تبرير قبيح فماذا يفسرون اغتصاب زوجة ابن نويرة من قبل ( سيف الله المسلول ) هذا الذي يدافعون عنه .

ان نوايا وأحقاد هذا الرجل كانت بائنة منذ خلافة الرسول (ص) فهو الذي هتك أعراض الناس في إحدى المعارك التي وجهه بها الرسول (ص) والتي استدعى الأمر لإرسال الإمام علي (ع) ومعه أموال وهدايا لإرضاء كل من هتك دمه وعرضه خالد بن الوليد اعتقد في اليمن ونادى فيهم الإمام عليه السلام ان رسول الله بريء مما فعل خالد ، وهو الذي في إحدى المعارك يقول اليوم يوم الملحمة اليوم تهتك الحرمة فسمعه الامام علي (ع) وزجره فقال (ع) اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة ، فشغل خالد الشاغل هو انتهاك الحرمة .

وعجبي على امر أقلقني جدا الا وهو أستاذ التاريخ في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية والتي يرأسها السيد محمد علي الشهرستاني عندما يحاول ان يبرر مواقف خالد ( الإرهابية ) فبالرغم من ان كتّاب اهل السنة يقرون بهمجيته منهم البلاذري والطبري يحاول أستاذ التاريخ ( ابراهيم بيضون ) تكذيب هذا الادعاء ، لا بل وعاد ليكذب مسالة الشورى التي دعا لها عمر قبل اغتياله بانها من الموضوعات وفيها لبس وغموض في حين الإمام علي (ع) يذكرها صريحة في خطبته الشقشقية عندما قال (حَتَّى إِذا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا في جَمَاعَة زَعَمَ أَنَّي أَحَدُهُمْ. فَيَاللهِ وَلِلشُّورَى! مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الاَْوَّلِ مِنْهُمْ، حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هذِهِ النَّظَائِرِ ) .

اذن الثورة على عثمان وقتله هي الثورة على من سبقه في الخلافة وقتله يعني قتل الخلفاء الثلاثة وانتهاء حقبتهم (الراشدة ) ليكون الإمام علي (ع) سيد لحقبة زمنية خاصة به لا نعتبرها مع من قبله ولا مع من بعده .اما مسالة التودد بين علي (ع) وغيره من الخلفاء فهذا محض افتراء فإنما الإمام علي (ع) كان همه هو الحفاظ على دين أخيه وابن عمه فاذا سكت او نصح لأحد منهم فالغاية هي الدين وليس حبا في هذا او ذاك .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك