المقالات

مقتدى الصدر وحرب الطماطة

1559 15:01:00 2008-06-24

( بقلم : جميل الحسن )

ما من شك فان الاستقرار السياسي في البلاد سيسهم في التعجيل بخروج القوات الاجنبية من البلاد ويسرع ايضا من عملية تدريب وتجهيز القوات العراقية المسلحة واكمال جاهزيتها لتسلم الملف الامني باسرع وقت وهما يمثلان مطلبا عراقيا وطنيا لاجدال فيه ,لكن اثارة القلاقل والاضطرابات واثارة النزاعات المسلحة في البلاد تعمل على تقويض هذه الجهود واطالة عمر الوجود الاجنبي في البلاد وهذا الدور يقوم به جيش المهدي افضل قيام ,حيث قام باشعال اربعة حروب في العراق لحد الان منذ سقوط نظام الطاغية المقبور ,فضلا عن استهدافه الدائم للبلاد وامنها واستقرارها وحروبه وقطيعته مع باقي الفئات السياسية الاخرى في البلاد وعدم التعامل مع القضايا السياسية الهامة في البلاد من منظار مراعاة مصالح البلاد العليا والهامة وعدم الانجرار وراء سياسة الحروب الداخلية والنزاعات المفتعلة من اجل تحقيق اهداف سياسية انية وعلى حساب معاناة الشعب العراقي .

وهذا مايعمل عليه مقتدى الصدر عندما اعلن وبشكل مبالغ فيه عن رفضه لبنود الاتفاقية الامنية التي تجري مفاوضاتها حاليا بين الحكومتين العراقية والامريكية ,بل بادر ايضا الى اعلانه عن تشكيل المجاميع والسريا الخاصة لمحاربة القوات متعددة الجنسيات في العراق والضغط من اجل الغاء الاتفاقية وبنودها مما يكشف عن مراهقة سياسية واضحة ورغبة في تعطيل مسار العملية السياسية في العراق .واستمرارا للمنهج السابق الذي دأب من خلاله على اثارة النزاعات والاختلافات في داخل البلاد.لقد اعلنت الكثير من القوى السياسية في البلاد عن رفضها لبعض بنود الاتفاقية والتي تم التفاوض بشانها وضمن موقف مدروس ومشروع لايتقاطع مع مفهوم المعاهدة ولايضر بالسيادة العراقية وان تجري ضمن اجماع وطني على بنودها من دون الحاجة الى اعلان الحروب واثارة النزاعات وتعميق الفرقة والانقسامات في داخل البلاد .

لقد اكد مقتدى الصدر في بيانه الاخير عن معارضته للاتفاقية وهذا امر مشروع له مادام لايتعارض مع الدستور او يخل بالامن والنظام ,لكنه ليس من حقه التكلم بالنيابة عن اكثر من 27 مليون عراقي ومصادرة ارائهم واختزالها برايه الطفولي والمراهق هذا .حيث ان مقتدى وعن طريق ميليشياته لايجيد غير لغة السلاح والحرب ظنا منه بان هذا الاسلوب سيحقق له اهدافه المعلنة وغير المعلنة في العراق .وما من شك فان مقتدى بلجوئه الى مثل هذا الاسلوب المكشوف والرغبة في اثارة النزاع والاضطراب الامني انما يحاول محاكاة تجربة حزب الله في لبنان واسلوبها في تحرير جنوب لبنان .

لكن مقتدى يحاول تجاهل عدة حقائق مهمة انه لايوجد وجه مقارنة بين تحرير جنوب لبنان ومزارع شبعا وبين العراق فليس هناك رابط او وجه مقارنة بين الموضوعين فلايوجد نزاع حدودي بين العراق وامريكا حتى يعلن مقتدى حروبه لتحرير العراق وليست هناك من مزارع محتلة على غرار مزارع شبعا حتى يتخذ منها مقتدى الصدر مبررا لشن حروبه واظنه سيفتش عن مزارع في العراق ليجعل منها القضية التي سيحاول الانطلاق منها لاعلان حربه الكارتونية لتحرير العراق وهذه المزارع ربما سيجدها مقتدى في مزارع الطماطة في الزبير والتي ستجعل من اسعار الطماطة تشهد ارتفاعا كبيرا نتيجة لحروب مقتدى القادمة لتحرير العراق ولكن من الطماطة هذه المرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام حازم
2008-07-01
تحياتى الى كاتب المقال وعتزازى به ولكن ان المدعو مقتدى وامثاله زلايستحقون الكتابه لانهم اعداء العراق ولايحبون حتى انفسهم ان مقتدى وامثاله طفيلون على السياسه والدين ونهم بقايا البعث الذى اصبح من الماضى المظلم وسيلتحق به مقتدى وامثاله الى مزبلة التاريخ وان عجلة الزمن لن ترجع الى الخلف وستسحق هولاء العملاء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك