( بقلم : كريم النوري )
الثواب والعقاب من مرتكزات التكامل والتفاعل الانساني اقرتها الشريعة وكرسها الشارع ومارسها العقلاء والاسوياء، فلابد ان يكون ثمة مقاسات للتفاضل والتمييز بين المبدعين الفاعلين وبين المتقاعسين والقاعدين والله سبحانه وتعالى فضل المجاهدين على القاعدين. وفي العمل الامني والعسكري يتأكد مفهوم المفاضلة والتمييز لخطورته من جهة ولمنع الاختراق والاغراءات من جهة ثانية.
والدعم المالي الهائل الذي يقدم للعصابات الارهابية يدعو الى ايجاد وسائل كفيلة مماثلة لمنع مثل هذه الانزلاقات الخطيرة والاختراقات الترغيبية او الترهيبية التي تمارسها العصابات الخارجة على القانون ضد افراد قواتنا المسلحة البطلة. ولابد ان تكون المبادرة في التكريم والتقدير والمحاسبة والملاحقة القانونية بيد الحكومة واجهزتها الامنية وليس العكس بحيث تقوم العصابات الاجرامية بتحذير وتخويف ابناء قواتنا المسلحة وكتابة تعهدات كما حصل سابقاً في مدينة الصدر. وليس العقوبة والمحاسبة للمتخاذلين والمتراجعين من اداء الواجب الوطني هي الالية الصحيحة اذا لم يرافقها الية اخرى وهي مكافئة الشجعان والمستبسلين من عناصر قواتنا المسلحة البطلة.
لا يمكن ان يكون المتخاذلون والمستبسلون عندنا في درجة سواء وكما أشار أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الأشتر يقول : لا يكوننّ المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان وتدريباً لأهل الإساءة ، فالزم كلا منهم ما ألزم نفسه أدباً منك .
ان قرار معاقبة المتخاذلين صائباً وسليماً وبالاتجاه المهني والاحترافي الذي سيضع حداً لهذا الانفلات والاستهتار والخضوع لابتزاز هذه العصابات ولكن التعميم ومعاقبة المستبسلين والشجعان مجاراة لزيد او مداراة لعمرو يمثل منتهى الاجحاف بحق الابطال وسيترك احباطاً في نفوسهم وسيجشع العناصر العسكرية الاخرى على الخضوع والخنوع لابتزازات العصابات الخارجة على القانون.
وافراغ قواتنا المسلحة من هذه العناصر الشجاعة بحجة انتمائها السابق لاحزاب سياسية دون ان تتورط في خيانات وتخاذلات في صولة الفرسان وبشائر السلام سيمنح المجال واسعاً لدخول ضباط بعثيين ولهم ولاءات غير وطنية فان هؤلاء ايضاً لديهم توجه سياسي وهو الاسوء فلماذا اعتبار الضباط من اصحاب التأريخ النضالي مسيسين بينما الضباط من بقايا النظام ومن حزب البعث مستقلين؟
محاسبة المتخاذلين من المحسوبين على العصابات الخارجة على القانون ونقل بقية الضباط المستبسلين والشجعان معهم بحجة الانتماء السياسي السابق لا يمت الى التوازن والحيادية بادنى صلة بل هو اسلوب خاطىء نأمل ان ينتبه اليه الاخرون في القوات المسلحة العراقية.
https://telegram.me/buratha