بقلم: محمد حسين الشويلي (طويلب أخذ الدكتوراه)
عادة ما لا أعير البال لأي مقال يستهدف التسقيط الشخصي لشخص أو لجهة معينة على طريقة: احلبه ولو كان ثوراً، ولكن قبل مدة نبّه سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة صلاة الجمعة إلى حقيقة إن الفترة الحالية ستشهد الكثير من الحملات الدعائية الرامية لاسقاط الشخصيات الإسلامية والوطنية، وذلك تزامنا ما بين المشروع الأمريكي الذي يستهدف اضعاف التوجه الإسلامي في العراق لصالح التيارات العلمانية، وأخرى مع الحملات الانتخابية والتي تشهد في العادة الخلط بين الحق والباطل وتزيين الفساد بالاصلاح على عادة المنافقين الذين كلما قيل لهم: لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، وأن يتزامن مع هذه الحالة حالة ثالثة هي وجود منكسرين ومنهزمين نتيجة إفرازات أحداث بغداد والبصرة والعمارة، وهؤلاء لا ينتظر منهم أن يخرجوا للإعلام إلا بضجيج وعويل بقدر وجعهم وألمهم الذي أفرزته صولة الفرسان وأبطال الأمن.
من هذا الواقع اجد حالة كاتب سمى نفسه علي العراقي (وأسماء الأنترنيت كل منّ بفلس وفق المثل الشعبي) وهذا الرجل مهووس بسماحة الشيخ الصغير إذ كتب عدة مقالات كان مولعاً فيه بالرغبة العارمة التي تشبه الكاريزما المتهسترة باسقاط سماحة الشيخ الصغير ولو على طريقة: إحلبه ولو كان ثورا، وهنا في الوقت الذي أريد فيه الرد على هذا الرجل المهووس لن أرد عليه بسبب تعرضه لسماحة الشيخ الصغير، وإنما أود ان أشير إلى منهج لمجموعة من الحاقدين لا ادري على أي موجة يصنفون هل على الموجة الأمريكية الحريصة على اسقاط الاسلاميين أو البعثية الحاقدة على كل الوطنيين والذي لسماحة الشيخ الدور الأكبر في إثراء غضبهم المستمر بسبب طريقته في فضحهم وتعريتهم، أو على موجة الصغار الذين يتناطحون مع الكبار بغية أن يشهروا أنفسهم أو أملا في أن يتصاغر لهم الكبار.
وفي البداية اعرض على العراقي هذا قصة كان تتردد لدينا في السلف، وهي تحكي عن أم طالما كانت تلح على ابنها بان يكبر في مواقفه وهمومه، والولد ولأنه صغير الوعي والهمة وقليل العقل كل ما أراد تطبيق قول والدته كل ما زاد نفسه فضيحة، وفي يوم قالت له الأم: يمّة من تكعد بالمضيف اكعد بمكان عالي واحجي حجي كبار، المسكين ذهب متلهفا إلى المضيف فجمع كل الوسائد فيه ووضعها على بعضها ثم بالكاد اوصل نفسه لآخرها ليجلس في مكان عالي!!!! وهناك احتار بالكلمات الكبار من أين يأتي بها، مر به أحد رجال المضيف فنطق الولد: هايشة، استغرب صاحبنا واحتار الولد، فالهايشة كبيرة والرجل لم يبال به، وهو تكلم بكلمة كبيرة، مر به آخر فقال له: ثور، فشتمه الرجل، واستغرب الولد اكثر لماذا يشتمه وامه قالت له بان يحجي حجي كبار؟ مر ثالث، فقال له بعير والبعير لا يوجد أكبر منه في نظر هذا الولد، فانزله من هناك وانهال عليه ضربا، فالصغير في عقله لا يعرف إلا لغة الصغار، والكبار لا يتعاملون إلا بأخلاق الكبار، ولهذا أنا مطمئن من أن سماحة الشيخ الصغير لن يرد على صغيرنا علي العراقي، لأنه مثل هذا الولد يتصور بانه يستطيع إن وجد لنفسه وسط موقع كتابات الذي عرف عنه بايواء البعثيين وأعداء التيارات الإسلامية وصاحبه بعثي معروف وكأنه جلس في مكان عالي وحينما يبدأ بتوزيع الشتيمة على علماء آل الحكيم وسماحة الشيخ الصغير ويهاجم مراجع الدين وعلمائه يتصور بانه يتكلم بكلمات الكبار.
على أي حال سأحاول أن أقف عند محطات مما كتب علي العراقي ليتبين بأن الرجل مجرد حاقد لا يعرف في كتابته غير التنفيس عن أحقاده، ولا ادري إن كان علي العراقي هذا هل هو من انصار العصابات الخارجة على القانون، فهو محق فلطالما اوجعهم سماحة الشيخ بفضحهم على الملأ بما لم يفضحهم أحد آخر، وهل هو بعثي فهو غير ملوم، فمثل سماحة الشيخ كان لو سوطه الخاص على ظهور البعثيين بما لا يعتب عليهم شدة حقدهم؟ وهل هو من أيتام الانحرافات العقائدية؟ وهو محق فلم يجد هؤلاء من يداوي جرحهم كما داواه سماحة الشيخ بردوده العلمية المعروفة؟ أو هو من جماعة الشيخ المهندس وقد حرمتهم صرخة الشيخ المستنجدة لآهات البصرة براميل الدولارات التي كانت تنساب من نفط البصرة إلى ربع المهندس؟ أم أنه من جماعة رجل الشفافية والموزائيك العراقي رجل تيار الاصلاح الذي يضم صالح المطلك والعديد من البعثيين وأنصاف المتأسلمين؟ وهو هنا محق، فلقد كان لموقف سماحة الشيخ الأثر الكبير في ان يترك عرش الطاووس وهل وهل؟ ليس مهما من أي إتجاه ولكن من الواضح جداً إن سماحة الشيخ باسلوبه واحاديثه الذي لا يخشى فيه لومة لائم إلا الله قد اغضب علي العراقي هذا، ولا عتب عندئذ فالغاضب مجنون في غضبه لا يعي ما يقول ولا يؤاخذ على ما يقول.
وسأعتمد في مقالي على معطيات علمية ذكر قسم منها في كتاب معجم رجال الأدب والفكر في النجف الأشرف، وقسم منه تقصيته شخصيا، ولهذا حينما يقول بأن سماحة الشيخ كان يلقي (وعذرا سماحة الشيخ فناقل الكفر ليس بكافر) بقيئه وسمومه على شهداء ومراجع العراق امثال السيد الصدر الأول، وحقه علي العراقي الذي لا يعرف تأريخ الشيخ أن يكتب ما يلقن دون ان يعرف إن كان ما تم تلقينه له واقع أو لا فالببغاء تلقّن، ولكن لا تعرف ما تتكلم به، ولو أنه جاء باسم آخر لكان بالإمكان أن تخفى بعض الأمور ولكن أن يتم القدح بالواضحات فهو من أشد المعيبات، فعلي العراقي لا يعرف بأن سماحة الشيخ كان وكيلاً للسيد الشهيد الصدر الأول في جامع براثا، وليتيقن علي العراقي بأني أنا احد الذين كانوا يستمعون لجلسات ما بين صلاتي المغرب والعشاء في عام 1978 وما قبله والتي كان سماحة الشيخ يعقدها وهو يدرسنا منهاج الصالحين بتعليقات السيد الشهيد الصدر، وقد كان معروفاً عنه آنذاك بانه كان يقلد السيد الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) منذ منتصف السبعينات، اما والده سماحة الشيخ علي الصغير (رحمة الله عليه) صاحب الدور الكبير في الوعي الإسلامي في بغداد منذ ان حل وكيلا للمرجعية العليا فيها عام 1960 وفي جامع براثا كيف يمكن لهذا حاقد أن يناله بالقول بانه كان معروفا بعدائه للسيد الصدر الأول، ولا زالت مكتبة الشيخ فيها العديد من كتب الشهيد الصدر بما فيها نسخة خطية لتعليقات السيد الشهيد على منهاج الصالحين، وكان السيد الشهيد قد أرسلها في وقته إلى عدد من كبار العلماء، وقد اطلعني سماحة الشيخ الصغير الابن بنفسه عليها، واتذكر اني سمعت من الشهيد الشيخ عبد الجبار البصري وكيل السيد في منطقة حي السلام بأن الشيخ علي الصغير كان يكثر الذهاب لمجلس السيد الشهيد كل ما ذهب إلى النجف، ولأني من أهل المنطقة فإني اتذكر ان سماحة الشيخ المرحةم كان قليل السفر وغالبية وقته كان يقضيه بين الجامع وكلية أصول الدين التي كان يدرس فيها آنذاك.
أما موقف سماحة الشيخ جلال الدين الصغير من السيد محمد الصدر فلقد تحدث عنه في اكثر من خطبة وانا متابع له بحكم كوني ملاصقا للمسجد طوال فترة وعيي الديني، فلقد ذكر ما يلي وقسم من معلوماتي أني سألته شخصيا، أولا: كان لديه علاقة مراسلة وتواصل عبر نسيب السيد محمد الصدر الشيخ محمد النعماني عبر الأردن إلى الأيام الأخيرة من قتله، ويحدثني مدير مكتبه الحالي والذي كان ملازما له في سوريا بأنه لم يكن يقبل لأحد أن يتكلم بسوء عن السيد أثناء اشتداد الكلام عليه، رغم إنه كان لا يرى صحة بعض المواقف، وقد أقام حفلة تأبينية كبيرة للسيد محمد الصدر في حسينية السيد الواحدي في وقته باسم علماء العراق وحاول حدهم واسمه الشيخ علي النعماني جاهدا ان يعبث بهذه الحفلة ولكنه منعه بشكل مباشر واستمر الحفل بصورة تتناسب مع جلل الذكرى، وحينما حصلت انتفاضة جامع المحسن والبصرة في وقتها والقول لمدير المكتب أرسل سماحة الشيخ الكثير من الإعانات المالية لمن اتصل به باسم هذه الانتفاضة، وقد أبرق لأحد المراجع معزيا بقتل السيد محمد الصدر، والكلام دوما لمدير مكتبه، ناهيك عن احتضانه للعديد من الصدريين أثناء التجائهم إليه وهو في سوريا ويفترض بأمثال الشيخ أسعد الناصري أن يتكلم بما كان يراه آنذاك لو كان لديه قدرة على قول الحق، رغم أن مساعدته هناك كانت مبنية على حاجة هؤلاء لا غير.
وأنا اطمئن علي العراقي وأمثاله بأن سماحة الشيخ آنذاك كان قد جمد نشاطه في المجلس الأعلى وكان بعيدا عن أجواء السياسة المعلنة لأنه كان منهمكا بأمرين أحدهما يتعلق بالعمل في الداخل، والثاني كان متفرغاً في الشأن العقائدي والذي لا أعلم إن كان علي العراقي يعرف ماذا يتحدث عنه حينما ينعت الشيخ بالطائفية حينما يتحدث عن العقائد وخصوصا رزية الخميس، ويعتبرها سببا في قتل السنة للشيعة؟ ألا قبح الله فكراً يصل إلى هذا المستوى لأن المتهم في ذلك لن يكون سماحة الشيخ وإنما سيكون البخاري الذي تحدث سماحة الشيخ عن روايته هذه من دون أن يسمي أي اسما وانا متابع لخطبه ومحاضراته موجودة على موقع الجامع بصورة يمكن الرجوع إليها في اي وقت.
أما السجال العقائدي الذي حصل مع فضل الله وكلمة المرجعية هنا قاطعة، فهو سجال عقائد الأحرى أن لا يتدخل فيه من لا فهم له بالعقائد، فهو حديث متخصصين وأمثال علي العراقي الذي ينعى على سماحة الشيخ أن يستفيد من حديث رزية الخميس ليظهر مظلومية اهل البيت ع أحرى به أن يسكت، وأحرى بي ان لا اتابعه على ما يقول.
أما جهاد سماحة الشيخ فلا أعلم مالذي يريد أن يتبينه علي العراقي هذا؟ هل يكذب بهذه القضية وسماحة الشيخ لا يحتاج إلى من يتحدث عنه في هذا المجال، فحياته الحالية تنبؤنا عن ماضيه فما بالك لو أن ماضيه معروف لأمثالي ولغيرهم، فالرجل كان من أوائل الذين تم اعتقالهم، ولعلي لا اخطئ الذاكرة لو قلت بأن مسيرته مع السجون كانت وهو بعمر ال18 سنة، ولكن القدر المتيقن وكما يشير إلى ذلك الدكتور الأميني في كتابه معجم رجال الفكر والأدب في النجف الأشرف بأنه اعتقل في عام 1976 وأطلق سراحه عن طريق محكمة الثورة بسنة سجن او غرامة 100 دينار، وقد دفعتها عائلته آنذاك، ثم في عام 1977 إبان الانتفاضة النجفية في خان النصف، ثم في عام 1978 وأطلق سراحه في يوم 5 رجب عام 1979 عن طريق محكمة الثورة أيضا بحكم سنة مع إيقاف التنفيذ، وقد أشار سماحة الشيخ في حديث لي معه بأن اطلاق سراحه آنذاك ربما كان بسبب محاولة اللبناني زيد حيدر لاسترضاء السلطة للسيد الشهيد لأن السيد الشهيد كان قد ذكر اسمه كأحد المعتقلين الذين يجب ان يطلق سراحهم وكان في وقتها اثنين من رجال الدين مسجونين هو أحدهم والثاني هو الشهيد الشيخ ماجد البدراوي، واتذكر جيدا بأن سماحة الشيخ عاد للجامع فور اطلاق سراحه بأمر مباشر من السيد الشهيد الصدر(رضوان الله عليه).
وقد كنت أحد الذين فاتحني سماحة الشيخ في العمل التنظيمي في الحركة الإسلامية بجماعة اسمها حركة الوعي الثوري في عام 1975، وكان لا يرى آنذاك جدوى من طريقة حزب الدعوة الإسلامية، وكان هو بمعية ثلة من العاملين كالشهداء السيد صباح الموسوي والسيد نجاح الموسوي (الخطيبين المعروفين آنذاك) والشهيد خيون عبد الحسين (من الشهداء اللامعين في منطقة الحرية) يمسكون بزمام قيادتها، وكنت في حلقة واحدة مع اخيه الشهيد عبد الرزاق الصغير الذي اعتقل عام1981 وتمت تصفيته بطريقة لم تبق له قبرا!! وفي الأيام الحالكة السوداء في عام 1979 وضع سماحة الشيخ حلقات تنظيمية عدة بأيدينا أنا والشهيد باسم عبد الحسين (أخو الشهيد خيون) والشهيدة زينب رستم (وهي من العطيفية) والتي التحقت لاحقا بتنظيمات حزب الدعوة على ما اعتقد، وقد فوجئنا بخروجه من العراق في الشهر التاسع عام 1979 وذلك بعد مداهمات عدة من قبل قوات الأمن للجامع ولبيته ولمدرسته في النجف (المدرسة الأزرية في خان المخضر) ولكنه أبلغنا بعد مدة عبر الشهيد (هادي حسين مشيل) بأن السيد الشهيد قد أذن له بالسفر، وكان لا يقبل بالخروج ولكنه كلفه بأمر تنظيم أعمال ضد النظام، وهناك أسس حركة المجاهدين العراقيين التي أطلقت عملياتها الأولى في يوم شهادة الشهيد الصدر في بيروت، وأصدر مجلة صوت الشهادة قبل أن تتخذ هذه الحركة ـ كما يقول سماحة الشيخ ـ صيغتها اللاحقة يوم أن خرج شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (رحمة الله عليه) من العراق في عام 1980.
وقد هاجر إلى إيران بعد ان كان مستقراً في لبنان وكان يدرس ويدرس في معهد الشهيد الأول، وذلك بطلب من شهيد المحراب (رض) عام 1981، وكان هناك يشغل عضو المكتب السياسي لحركة المجاهدين ومسؤول المكتب الاعلامي فيها، وعضو المكتب الاعلامي لجماعة العلماء المجاهدين في العراق، قبل أن ينتخب عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عام 1982 والذي كان يضم في وقتها صفوة مجاهدي التحرك الإسلامي العراقي من كل التيارات، وبتعبير سماحة الشيخ: كنت أصغر الأعضاء سناً، وقد تنقل كثيرا في جبهات القتال ضد نظام البعث، ومن الواضح إن الوثائق التي كشف عنها النقاب لمديرية الأمن العامة وجهاز المخابرات الصدامي يتحدث عن شدة حركة سماحة الشيخ، حتى أن إحدى البرقيات التي عممت للدوائر الأمنية تتحدث عن إحتمال دخوله وجماعة من المجاهدين عبر قاطع السليمانية عام 1985 لتدبير اعمال مناهضة للنظام المجرم.
ووفقا لما يذكره سماحة الشيخ في حديث له في دورة كادرية خاصة: فإنه رجع إلى لبنان كممثل للمجلس الأعلى بعد انتهاء الحرب، وهناك يحتفظ أرشيف مكتبه الخاص بكميات كبيرة من تصريحاته التي تعكس سعة حركته التي كانت تهدف لنصرة الشعب العراقي حتى انه كان يسمى في إبان الانتفاضة الشعبانية بالناطق الرسمي للانتفاضة الشعبانية.
واعتزل العمل السياسي ظاهرا عام 1993 ليتفرغ لمشروعه في تحقيق كتاب بحار الأنوار ولجملة من المشاريع الفكرية التي يشير إليها في نهاية كتابه: الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدس، وبقي في بيروت لعام 1995 قبل أن يستقر وبسبب ظروف صحية متعلقة بابنه في سوريا والتي كان له دوره الأبرز في ايقاف الهجمات العقائدية وتنشأة كوادر عقائدية كان لها أثرها الواضح في رسم الصورة الدينية لدى عراقيي المهجر، وقد عرف بمحاضراته وكتاباته، كما هو يعرف اليوم، بصراحته المتناهية في تسمية الأشياء بمسمياتها، وهذه أحد أسباب النقمة عليه، لآن البعض كان يرتعب من ذكر الأسماء التي كانت تروج للأنحرافات.
وها نحن قد اطلعنا على سيرته من يوم رجوعه والذي جعل المنطقة على أحر من الجمر يومذاك والصدريون كانوا يهاجمون المساجد يريدون احتلالها لولا فتية العطيفية الذين حافظوا على جامع براثا وكان كلامنا جميعا غن هذا الجامع خاص بسماحة الشيخ، والذي حينما رأيناه في يوم 1742003 وهو يدخل الجامع متهاديا في مشيته لم نتمالك أنفسنا وهو معنا من شدة البكاء الذي كان يختزن الفرحة الكبيرة بعودته، ومن أول يوم عاد، يوم أن لم يك احدا يجرأ بالحديث عن المجرم صدام كان خطابه الأول في جامع براثا يبشرنا بعهد جديد والذي كان قد ابتداه بفضح البعثيين.
أما عن طائفيته فإني اتذكر جيدا يوم أن طلبنا منه ان نقيم احتفالا سنويا لذكرى والده الذي له منة كبيرة علينا وعلى جامع براثا، ولكني والله شهيد علي لا زالت كلماته ترن في أذني بأن أول احتفال سنقيمه هو للشهيد الشيخ عبد العزيز البدري، وبالفعل أقمنا الاحتفال وكان يومها قد حضر الاحتفال الشاعر المعروف وليد الأعظمي (اعتقد انه توفي) والشيخ احمد النعيمي (امام جامع ابو حنيفة) والشيخ طارق السامرائي (إمام جامع الشيخ معروف) وحضر عدد كبير من أهل الأعظمية والكرخ وذلك في شهر الثامن عام 2003 وقد دعاه وليد الأعظمي بكلمته إلا أن يتكلم بنفس الطريقة التي تحدث عنها في جامع ابو حنيفة والتي اتفق عليها ولكن استشهاد السيد الشهيد الحكيم (رض) ألغى الاحتفال.
ويكفيه في ذلك إن كل المناطق شهدت أعمالا طائفية إلا منطقته والتي لم يسمح بأي عمل طائفي، وتصرف بشدة مع أناس شيعة كانوا قد قاموا بأعمال لا حق لهم بها في رغبة الاستيلاء على جامع المعز، ولكنه كان صارما في أن لا يسمح لأي احد بالاعتداء على أحد في المنطقة، وبقيت المنطقة آمنة لأهل السنة حتى في احلك الظروف، ولعلها المنطقة الوحيدة التي بقيت صلاة الجمعة لاخواننا من أهل السنة في اربعة مساجد تقام فيها في احداث سامراء، لأن حمايته الشخصية كانت ترابط بقرب جامع المعز وجامع وضحة الشاوي والجامع المحمدي وجامع مدلول، ولهذا لم يهجّر منها أي سني، بل كان المهجر الشيعي والسني من أي منطقة يحاول أن يحصل على مكان في منطقة العطيفية، ولسان أهل السنة في العطيفية شاكر جدا لسماحة الشيخ لحمايته إياهم، ويكفيك أن تلحظ ان أسعار الأرض في هذه المنطقة هي الأعلى في كل المناطق، ففي الجادرية مثلا 550 $ للمتر الواحد، والكرادة 600$ والعطيفية يبلغ سعر المتر فيها (مليون دينارا) رغم أن طبيعة بيوت المنطقتين تختلف جذريا وما ذلك إلا بسبب أمان المنطقة، وما عدا فترة عبث فيها تيار العصابات المقتدائية لدينا إلا إنها طردت من المنطقة، اما ما يقال عن طائفية الشيخ فإن المتحدث الوحيد عنها هم عصابات البعث الارهابية وعصابات الطائفيين، ولا ادري من أين أخذ علي العراقي هذه الصفة وألصقها بسماحة الشيخ هل من محاميع القاعدة أو من مجاميع عدنان الدليمي أو من مجاميع أيتام البعث، وقد أثبت سماحة الشيخ أنه شديد جدا على كل مجرم إرهابي سواء كان من عصابات سنية أو من عصابات شيعية، ومواقفه هي الشاهدة.
وإلا وأنا حاضر في ما لعله كل خطب سماحة الشيخ وجميعها في موقع جامع براثا أين كانت طائفية سماحة الشيخ نعم كان الشيخ شديدا على الارهابيين والبعثيين، كان شديدا على حارث الضاري وعدنان الدليمي وصالح المطلك والذي لم يتحرج حينما وصفه بانه صالح الليطلك وأمثال هؤلاء من أعداء العملية السياسية، ولم اسمعه لمرة واحدة يتحدث عن أهل السنة بسوء إذ اعتدنا في نهاية كل خطبه أن يدعو لكل العراقيين بسنتهم وشيعتهم، بل حتى يوم تفجير جامع براثا وقد كانت الدماء تسيل من وجهه ويده كان أول ما تحدث به لاذاعة لندن هو أن أهل السنة براء من هذا العمل، وكثيرا ما كان يتحدث عن أن الوضع في العراق لا يستقيم إلا على أثافي ثلاثة هي السنة والشيعة والأكراد ولا يستطيع أحد من هؤلاء ان يعيش بمعزل عن الآخرين، ويطالب بعدم الاعتداء على حق أحد، وهو أول من تجرأ من الشيعة في الحديث وطلب السماح لأن ياخذ اهل السنة استحقاقهم في القوى الأمنية لأن هذا حقهم الذي تركوه بسبب من غشهم بالفتاوى التي حرمتهم من أن يدخلوا في وقت سابق بالقوات الأمنية، ووفقا لمدير مكتبه أن غالبية ضباط السنة في القوى الأمنية يجدون ملاذهم لحل مشكلاتهم في دوائرهم عند سماحة الشيخ، كما وإن سماحة الشيخ والكلام لمدير مكتبه اكد بالحرمة على تلبية كل طلب يأتي إلى مكتبه من أي عراقي لا سيما الأخوة السنة، ولا أكشف سرا والكلام لا زال لمدير مكتبه بأن العديد من علماء أهل السنة يتقاضون مساعدات شهرية من قبل المكتب وقد أمر سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (أطال الله في عمره) سماحة الشيخ بذلك، وكم وكم من مساعدات تأتينا وكان سماحة الشيخ يشرف بنفسه على أن تسلم لكل معوزي العطيفية دون استثناء، ولعله الوحيد من أعضاء البرلمان العراقي من تحدث عن مهجري السنة في الحرية والذي طبقا لما بثته في وقتها العراقية بان الأرقام التي طالعها للمهجرين في الطارمية تحكي ألما كبيرا للمهجرين من الحرية.
أما ما وصفه علي العراقي بلسان السرابيت، فندع ذلك للسرابيت الذين يعايشهم علي العراقي، وقد بات واضحا أي لسان لسماحة الشيخ والذي لقب دون غيره من القادة من قبل الناس بأنه أسد بغداد بسبب لسانه لجراته وصراحته المتناهية ولكشفه ما لا يجرأ الآخرين كشفه، رغم إني أعلم أنه لا يرتاح للكلمة، ويقول لو يسموني بخادم أفضل لي من ذلك.
أما دوره في البرلمان يا علي العراقي فإن أقل المنصفين يعلم أي دور أساسي يلعبه سماحة الشيخ فلا نرد عليك لأن مواقفه هي التي تعرف عنه وما منع ما تقول عنه بستين عضوا من أجل ان يتكلم سماحة الشيخ إلا تعريفا لطبيعة مواقفه التي كثيرا ما تضع النقاط على جروح ابناء هذا الشعب المظلوم بأمثالك وبامثال من تدافع عنهم.
أما حديثك عن أخيه سماحة الشيخ الدكتور محمد حسين الصغير (حفظه الله) وقد تشرفت بالدراسة عنده فأنا آسف ان يصل بك الاسفاف والحقد إلى هذه الدرجة، فرجل يعرف بقصيدته وهو يخاطب الإمام الراحل الحكيم (قدس سره):
سر في جهادك ما برحت موفقا... سيفان في يدك العقيدة والتقى
إلى أن يقول وهو يخاطبه:
بالأمس قد أدبت قاسم أمتي.... واليوم أدعى أن تؤدب عفلقا
وبعد ذلك تأتي لتقول عنه بانه شاعر البعث الأول؟؟؟؟؟؟
ألديك شعر له يمدح البعثيين أو يمدح المجرم صدام وأتحداك أن تأتي ببيت واحد، ولا تدعني اندفع لخبرك عن الوفود التي كان يرسلها المجرم صدام وفيها من أنت وجماعتك تعلم من فيها ليقنعوا الآخرين بتأييد الطاغية في حماقاته.
الرجل الذي فصل من كلية الفقه بسبب مواقفه وبسبب الأعداد الهائلة من طلبته الذين يعرفون أي قدرة تربوية وعلمية لدى هذا الرجل، يأتي امثالك ليقول بأنه كان بعثياً.
كنت انتظر فيك القليل من المروءة يا علي العراقي، ولكن ما أفعل ومثلك مثل الذي قيل له: إن هذا ثورا وهو يصر على إن هذا بقرة، فيقال له: إنه ثور فيصيح احلبه!!!!
من حقك أن تحقد فاخلاقك هذا شانها ولكن ليس من حقك أن تكذب، وقد بلغت به درجة كنت فيه أشراً.
عذرا سماحة الشيخ الصغير فأنا استفدت من معلومات منك مباشرة وأعرف أنك لو علمت أني سأضعها في هذا المقال لما قبلت، وعذرا أخي الحاج أبا مصطفى مدير مكتب سماحة الشيخ فإنك أعطيتني معلومات وما كنت تعلم أني سأستخدمها، وعذرا أخوتي القراء ان انزل إلى درجة علي العراقي.
إذا ما أراد أحد أن ينشر المقال في اي مكان في الأنترنيت أو في غيره وبأي اسم كان فإن له الحق في ذلك فما كتبته إلا نصرة وإعلاءا لكلمة حق.
https://telegram.me/buratha