( بقلم : اسامة النجفي )
الرسالة واضحة وهي ان امريكا تخير العراقيين اما بقول الاتفاقية الامريكية المهينة او اطلاق الكلاب الوهابية وها قد بدات الموجة الارهابية من جديد بعد ان رفض المالكي ومعظم اعضاء البرلمان والشعب العراقي الاتفاقية الامريكية. ان استخدام المحتلين الامريكان للبهائم الوهابية في عمليات التفخيخ والقتل الذي يجري على ارض العراق، بدات معالمه تتضح للعيان تدريجيا. وقد سبق للامير السعودي بندربن سلطان ان صرح بان الحركات السلفية الارهابية هي تحت امرته . واذا علمنا ان بندر صديق مقرب لبوش وللبيت الابيض وان بندر نفسه يفخر بعمالته للسي اي ايه وباتصالاته مع الكيان الصهيوني (وقد فضحه الاعلام الصهيوني مؤخرا) فقد تبينت لنا خطوط اللعبةالارهابية وبشكل واضح.ان تجنيد الامريكان للحركات السلفية الوهابية (وعبر بندر وال سعود وفقهاء الوهابية امثال البراك وناصر العمر وابن جبرين واللحيدان وموقعي بيان تكفير الشيعة الاخير) يهدف الى ايجاد المبررات لبقاء المحتل الامريكي واغراق العراق بالدماء (مايسمونه الفوضى الخلاقة!) واشعال فتنة سنة شيعية لتشويه الاسلام واضعافه في اعين غير المسلمين. اذ ينظر هؤلاء "الإرهابيين السلفيين " إلى الشيعة كلهم بلا استثناء وكل من يختلف عنهم من بقية المسلمين بأنهم من أصحاب النار، تارةً كمشركين وتارةً ككافرين، أو منافقين وقتلهم من اعظم المستحبات المؤكدة!. وشيوخ السلفية وقادتهم في السعودية يجمعون (كما اظهر بيانهم التكفيري الاخير) على ان الشيعة مرتدون مشركون وانهم اشد كفرا من اليهود والنصارى والواجب اولا قتال الشيعة قبل جهاد اليهود والنصارى.
لاشك اطلاقا ان اعداء الاسلام يرغبون في نشر الفكر السلفي الوهابي للحد من انتشار الاسلام في العالم وتشويهه ولتجنيد دول العالم لحرب الاسلام. مثلا يقولون للغرب انظروا المسلمون يقتل بعضهم بعضا فاحذروا من الاسلام! مع ان الاسلام اتى رحمة للعالمين وحرم قتل اي شخص يشهد ظاهريا الشهادتين ولم يسال عن باطنه بل واكد على التماس العذر له وحسن الظن به، وحرم قتل الابرياء والمسالمين ايا كان دينهم ومعتقدهم.ولذا يجب تحذير المسلمين من الفكر السلفي الوهابي الارهابي الذي اغرق العالم بالدماء باسم الاسلام والاسلام برئ منهم ومن افعالهم.
ان هذا التحالف الامريكي ـ السلفي (الوهابي)ـ ومعهم دول الاعراب ( واهمهاالسعودية والامارات) تشكل لافناء العراقيين و المسلمين الشيعة بالخصوص والقضاء عليهم. وهذا التحالف ليس وليد اليوم فالبعثية مثلا اتت الى الحكم بقطار امريكي وبمباركة صهيونية سعودية كما تؤكد التقارير الموثقة. وانما تعمق هذا التحالف الشيطاني اكثر مع وصول الشيعة للحكم وانتصارات حزب الله وقضيةالنووي الايراني وربما مع قرب عصر الظهور اذا ماقلنا ان هذا التحالف يعتقد بذلك!. نقرا في الاخبار تمويل السعودية لقادة عسكريين بعثيين سابقين لاحداث انقلاب في العراق؟ وان التحقيقات اثبتت دور الامارات في تمويل حركات مدعي المهدوية والمذابح في الجنوب وان الموساد يعمل لتصفية الكفاءات العراقية وان الاعراب يحذرون من الهلال الشيعي وان الامريكان اتهموا التيار الصدري بالحادث الارهابي الاخير وان اغلب الانتحاريين سعوديين من اتباع المذهب السلفي الوهابي . وان الامريكان يحمون منظمة مجاهدي خلق الارهابية. كل هذه هي من رشحات من هذا المحور الشيطاني!
طبعا لايمكن اسثناء الدور الارهابي الخفي لحركة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة. هذه المنظمة العاهرة الاجيرةالتي تبيع نفسها لكل من يدفع وحقدها الرهيب على العراقين عموما والشيعة والاكراد خصوصا. وهي اداة (كما السلفيين والبعثيين) بيد الموساد والامريكان لنشر الارهاب وبابشع صوره. والاكيف نفسر دفاع الامريكان عن هذه المنظمة وهي منظمة ارهابية حسب القانون الامريكي؟. اي نفاق امريكي في مكافحة الارهاب واي لعبة خبيثة يلعبونها؟! يقولون جمعت منظمة مجاهدي خلق ثلاث ملايين توقيع من ابناء الجنوب لبقائها في العراق. شاهدواالكذب الواضح والصريح. كيف يوقع اهل الجنوب على بقاء منظمة مجاهدي خلق وهي منظمة ارهابية وهي من ذبحت الالاف من ابناء الجنوب وكانت يد صدام الضاربة في الانتفاضة الشعبانية؟ وربما كان قصدهم جنوب الكيان الصهيوني!
فاذا كان الامريكان حريصين على محاربة الارهاب فلماذاتم التغاضي عن فتاوى التكفير الوهابية التي ادت الى قتل الالاف من العراقيين؟ لماذا سمحوا بدخول السلفيين الى العراق (باعترافهم هم) لقتل الشيعة والمسلمين الغير الوهابيين و الابرياء المسالمين من باقي الاطياف والاديان؟ لماذا لم يلجموا السعودية ويصدروا قرارات الادانة لها من مجلس الامن كما تفعل مع ايران مثلا؟
بعد اللجوء الى الله تعالى لاامل للعراقيين الا في وحدتهم ومحبة بعضهم البعض، ووحدة السنة والشيعة، ومحاربة الفكر السلفي الوهابي وادانته اعلاميا وفي خطب الجمعة وتحذير العراقيين منه. واتخاذ لهجة حازمة ضد السعودية والامارات للكف عن نشر الفكر الوهابي السلفي وفتاوى التكفير . وان لايحسنوا الظن بالامريكان. واهم شئ هو اخذ توجيهات المرجعية الرشيدة الممثلة بسماحة السيد السيستاني حفظه الله (والذي هو اب لجميع العراقيين) في كل الامور اللازمة في يتعلق بمستقبل العراق ومقاومة المحتلين. فالامر كما ترون معقد جدا وقد توازر عليكم الشياطين من كل حدب وصوب. فانا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم.
ختاما اسال الله العلى الاعلى ان يتقبل كل شهيد مظلوم في واسع رحمته وان يخلف على اهليهم وان يؤجرنا على هذه المصائب الجليلة التي تحل بالانسانية عموما و بالمسلمين خصوصا وان يفرج لعراقنا الجريح وان يقطع دابر الذين ظلموا. والحمد لله رب العالمين.
https://telegram.me/buratha