المقالات

هزيمة المنتخب العراقي... و الحرس القديم

1749 15:56:00 2008-06-23

( بقلم : سهيل أحمد بهجت )

لعل البعض يستغرب عن كتابتي موضوعا يتعلق بخسارة منتخبنا الوطني أمام فريق البداوة "القطري" و ظهور منتخبنا بمستوى هابط؟ إذ عادة ما أكتب في السياسة و اللاهوت، لكنني وجدت نفسي و في خضم خيبة الأمل الكبيرة التي تسبب بها عدنان حمد للجمهور العراقي الذي يحلم بأن يرى أبناءه يلعبون في كأس العالم بأن من الضروري أن نتوصل إلى أسباب الهزيمة و لا نكتفي بتفسير كل شيء بعقلية المؤامرة و الأكاذيب.

لا شك أن كل المؤسسات العراقية، بما فيها الرياضية، ينخر فيها الفساد و العقل القديم الذي هو نتاج البعث الهالك، فبدأ بالمدرب عدنان حمد و مرورا بأعضاء الاتحاد الكروي العراقي و انتهاء بالعاملين في القسم الرياضي في تلفزيون العراقية و الرياضية التابعة أيضا لشبكة الإعلام العراقي، كل هؤلاء يتعاملون مع الرياضة عموما و كرة القدم خصوصا بعقلية البعث و ثقافة الشعارات الوطنية و القومية البالية و يهمشون الجانب العلمي و الواقعي، و لا استبعد أن أشخاصا مثل السيد حسين سعيد و أحمد راضي هما من المسؤولين عن إفشال المنتخب الوطني و إيقاف تطوره.

تصور معي عزيزي القاريء معلقا رياضيا عراقيا يعلق في قناة الرياضية معلقا على أسباب فشل الكادر النرويجي الذي أُزيح عن إدارة الفريق و استبدل بعدنان حمد، علل فشل المدرب النرويجي بأنه: عديم "الغيرة"..))!! و كأن كرة القدم هي لعبة ظهرت في جزيرة العرب و البادية و المجتمعات القبلية.. و هذا التعليل الغريب كان سببا كافيا في إقناع حسين سعيد ـ و هو ابن المدرسة البعثية ـ و اتحاد الكرة بالإتيان بمدرب "وطني"!! من سكنة الأردن و ضيف البعثيين في المنافي، و كانت نتيجة هذه العقلية "البدوية" هو خسارة المنتخب لعدة مباريات و استمرار العقلية "القديمة" في إدارة الفريق.

حينما فاز المنتخب العراقي ببطولة آسيا بقيادة المدرب البرازيلي ((جيوفاني فييرا)) فإن العراق كمنتخب كان مختلفا كليا عن هذا المنتخب المهزوز و الفوضوي رغم أن غالبية اللاعبين هم أنفسهم دون تغيير، لكن ثقافة "الغيرة" و "الحماسة" و "الهوسات" هي التي دمرت كرة القدم العراقية و على الأرجح لن يكون هناك تغيير حقيقي في لعب و مستوى الفريق ما لم يتعامل العراقيون مع الرياضة و السياسة و كل مجالات الحياة بمنطق العلم و التجربة و الخبرة و لا ننكر أهمية الغيرة و الحماسة لكنهما ثانويان جدا إذا ما قورن بالجانب العلمي.

و حينما خسر المنتخب العراقي أمام قطر و تحدث المدرب السابق "فييرا" عن حزنه و ألمه لخسارة المنتخب العراقي، راح معلق القناة الرياضية أو بالأصح أحد محلليها الرياضيين يحمل المدرب السابق جزءا من المسؤولية عن الخسارة لفييرا كونه "حضر هذه المباراة"!! و كان على أحدهم أن يسأله: و لماذا كان عدنان حمد عديم الشخصية إلى حد أن يتأثر المنتخب بحضور مدربه القديم.."؟ هذا إن صح هذا القول، ببساطة إنها عقلية البعث المهزوم الذي يكره كل ما هو غربي و يمجد كل ما هو "وطني"!! و إن كان أسوأ الأشياء.

و يا ترى هل كان القطريون بمدربهم الأجنبي و اللاعبين المستوردين أكثر "قيرة ـ الغيرة بلهجة البعض" من العراقيين؟ أم أنهم بحثوا في الأسباب العلمية و العملية للفوز؟ و لا أقول أن علينا أن نستورد لاعبين من الخارج لأن العراق يمتلك مواهبه الكافية لكن لماذا نستمر في تسليم مقاليد الأمور إلى الحرس "البعثي" القديم و بالتالي يمنعنا هؤلاء من الاستفادة من الخبرات العالمية و الخبرة البرازيلية و الأوروبية خصوصا في هذا المجال؟.أترك الجواب للحكومة و اتحاد الكرة و قبلهم للجمهور العراقي الكريم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عراق
2008-06-25
اخي العزيز والكاتب الرائع لك مني كل الود على هذا المقال التحليلي الجميل ولكن ببساطه راس الافعى طالما هو المتصدر بالقرار الرياضي فعلى الرياضه السلام وحتى الصومال هم تغلب العراق وراس الافعى هو حسين سعيد وحاشيته لانهم تلامذة عداي صدام حسين بدلوا حسين سعيد ابو عمر ايها الشرفاء الرياضة تصتصرخكم باستبدال راس الافعى حسين سعيد وحثالاته البعثية فانهم والله لايساوون دمعة سقطت من ابنائنا الصغار بخسارة العراق
د. أبو محمد باقر الكاظمي
2008-06-24
و الله قد أعجبني المقال لما فيه من موضوعية و تحليل صائب. ونحن العراقيين في الويالات المتحدة الامريكية كنا متلهفين و مستعدين للإحتفال بصعود المنتخب لكن للأسف حصل ما حصل و كنت أتمنى لو يرى الكادر التدريبي و اللاعبين دموع و أهات الشباب العراقي الغيور على سمعة و أسم بلدة الحبيب العراق ليعرفوا ما سببوه من ألم لكل العوائل العراقيه في داخل و خارج العراق يبقى موضوع الغيرة و الهوسات و النخوة فهذه تنفع فقط في الفرق الشعبية أما على مستوى قاري أو عالمي فأقل ما يقال هو عيب ذكرها من قبل أناس علميين و ذو خبرة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك