( بقلم : سهيل أحمد بهجت )
لعل البعض يستغرب عن كتابتي موضوعا يتعلق بخسارة منتخبنا الوطني أمام فريق البداوة "القطري" و ظهور منتخبنا بمستوى هابط؟ إذ عادة ما أكتب في السياسة و اللاهوت، لكنني وجدت نفسي و في خضم خيبة الأمل الكبيرة التي تسبب بها عدنان حمد للجمهور العراقي الذي يحلم بأن يرى أبناءه يلعبون في كأس العالم بأن من الضروري أن نتوصل إلى أسباب الهزيمة و لا نكتفي بتفسير كل شيء بعقلية المؤامرة و الأكاذيب.
لا شك أن كل المؤسسات العراقية، بما فيها الرياضية، ينخر فيها الفساد و العقل القديم الذي هو نتاج البعث الهالك، فبدأ بالمدرب عدنان حمد و مرورا بأعضاء الاتحاد الكروي العراقي و انتهاء بالعاملين في القسم الرياضي في تلفزيون العراقية و الرياضية التابعة أيضا لشبكة الإعلام العراقي، كل هؤلاء يتعاملون مع الرياضة عموما و كرة القدم خصوصا بعقلية البعث و ثقافة الشعارات الوطنية و القومية البالية و يهمشون الجانب العلمي و الواقعي، و لا استبعد أن أشخاصا مثل السيد حسين سعيد و أحمد راضي هما من المسؤولين عن إفشال المنتخب الوطني و إيقاف تطوره.
تصور معي عزيزي القاريء معلقا رياضيا عراقيا يعلق في قناة الرياضية معلقا على أسباب فشل الكادر النرويجي الذي أُزيح عن إدارة الفريق و استبدل بعدنان حمد، علل فشل المدرب النرويجي بأنه: عديم "الغيرة"..))!! و كأن كرة القدم هي لعبة ظهرت في جزيرة العرب و البادية و المجتمعات القبلية.. و هذا التعليل الغريب كان سببا كافيا في إقناع حسين سعيد ـ و هو ابن المدرسة البعثية ـ و اتحاد الكرة بالإتيان بمدرب "وطني"!! من سكنة الأردن و ضيف البعثيين في المنافي، و كانت نتيجة هذه العقلية "البدوية" هو خسارة المنتخب لعدة مباريات و استمرار العقلية "القديمة" في إدارة الفريق.
حينما فاز المنتخب العراقي ببطولة آسيا بقيادة المدرب البرازيلي ((جيوفاني فييرا)) فإن العراق كمنتخب كان مختلفا كليا عن هذا المنتخب المهزوز و الفوضوي رغم أن غالبية اللاعبين هم أنفسهم دون تغيير، لكن ثقافة "الغيرة" و "الحماسة" و "الهوسات" هي التي دمرت كرة القدم العراقية و على الأرجح لن يكون هناك تغيير حقيقي في لعب و مستوى الفريق ما لم يتعامل العراقيون مع الرياضة و السياسة و كل مجالات الحياة بمنطق العلم و التجربة و الخبرة و لا ننكر أهمية الغيرة و الحماسة لكنهما ثانويان جدا إذا ما قورن بالجانب العلمي.
و حينما خسر المنتخب العراقي أمام قطر و تحدث المدرب السابق "فييرا" عن حزنه و ألمه لخسارة المنتخب العراقي، راح معلق القناة الرياضية أو بالأصح أحد محلليها الرياضيين يحمل المدرب السابق جزءا من المسؤولية عن الخسارة لفييرا كونه "حضر هذه المباراة"!! و كان على أحدهم أن يسأله: و لماذا كان عدنان حمد عديم الشخصية إلى حد أن يتأثر المنتخب بحضور مدربه القديم.."؟ هذا إن صح هذا القول، ببساطة إنها عقلية البعث المهزوم الذي يكره كل ما هو غربي و يمجد كل ما هو "وطني"!! و إن كان أسوأ الأشياء.
و يا ترى هل كان القطريون بمدربهم الأجنبي و اللاعبين المستوردين أكثر "قيرة ـ الغيرة بلهجة البعض" من العراقيين؟ أم أنهم بحثوا في الأسباب العلمية و العملية للفوز؟ و لا أقول أن علينا أن نستورد لاعبين من الخارج لأن العراق يمتلك مواهبه الكافية لكن لماذا نستمر في تسليم مقاليد الأمور إلى الحرس "البعثي" القديم و بالتالي يمنعنا هؤلاء من الاستفادة من الخبرات العالمية و الخبرة البرازيلية و الأوروبية خصوصا في هذا المجال؟.أترك الجواب للحكومة و اتحاد الكرة و قبلهم للجمهور العراقي الكريم.
https://telegram.me/buratha