بقلم:محمد التميمي
تقول احدى الحكايات المتداولة ان جماعة ما فكروا بطريقة لجعل ذيل الكلب مستقيما، وتوصلوا الى فكرة وضعه في الماء لفترة طويلة، وبالفعل وضعوه في الماء لمدة اربعين عاما، وحينما قرروا اخراجه كانوا على يقين بأنهم سيجدونه قد استقام واعتدل، لكنهم فوجئوا انه بقي على حاله ملتفا واعوج ولم يتغير بتاتا.وبمرور الزمن باتت تلك الحكاية كمثل تضرب على الشخص السيء في سلوكه وطباعه واقواله وافعاله، وغير القابل للتغير مهما حصل.
قفزت تلك الحكاية –او ذلك المثل-الى ذهني وانا اتابع مشاركة صالح المطلك في المؤتمر السنوي الرابع لمنظمة ما يسمى بمجاهدي خلق الايرانية المعارضة بمدينة اشرف التابعة لمحافظة ديالى، والتصريحات التي ادلى بها بعد المؤتمر وهو يرد على المواقف السياسية والشعبية ضد المنظمة المذكورة وضد من يؤيدها ويدعمها ويساندها.وهو من خلال تصريحاته حاول خلط الاوراق لتبييض صفحته وتلميع صورته، لكنه حصد العكس تماما وكشف عن حقيقته لمن لايعرفه.
وقد اتصل بي صديق عبر الهاتف وسألني فيما اذا كنت قد سمعت بتصريحات المطلك، فقلت له، حتى لو لم اكن قد سمعتها فأنني استطيع ان اتصور ما يمكن ان يقوله هذا الرجل، وحكاية ذيل الكلب هي المعيار!.كيف حصل المطلك على درجة الدكتوراة في الهندسة الزراعية من خارج العراق؟.
هذه وحدها قصة لايعرف تفاصيلها الا القليلون جدا، او ممن اتيح لهم تقليب اوراق ملفه الشخصي في جهاز المخابرات السابق حينما كان برزان رئيسا له. وكيف تولى مسؤولية الاشراف وادارة مزارع وبساتين ومشاريع العائلة الصدامية الحاكمة، وتحديدا مشاريع السيدة الاولى ساجدة في فترة من الزمن، علما ان كل من كان يعمل في دوائر السلطة ايا كانت طبيعتها، وايا كان موقعه، لابد ان يكون من اصحاب الولاء المطلق مثل صالح المطلك!.وقصة مسؤوليته واشرافه على مزارع ومشاريع انتاج الثروة الحيوانية للعائلة الصدامية، هي قصة اخرى فيها الكثير من المفارقات المضحكية المبكية، التي هي الاخرى لم يطلع عليها الا القليون جدا، لان ملفها هو الاخر كان محفوظا في دوائر خاصة من ضمنها جهاز المخابرات.
وبعد سقوط نظام صدام كانت للمطلك قصص وحكايات اخرى، لم يجد الكثيرون حرصا للبحث عنها، للوقوف على حقيقة ذلك الرجل، لان ما كان يفعله ويقوله جهارا نهارا كان كافيا لتوضيح الصورة والكشف عن مدى بشاعة الوانها.
تشهد فنادق الخمس نجوم في عمان والقاهرة ودمشق والرياض على حقيقة صالح المطلك، وتشهد على ذلك ملفات اجهزة المخابرات في تلك العواصم، وتشهد على ذلك وثائق كثيرة عثر عليها في مقرات واوكار الجماعات الارهابية التي انتقلت من صف المقاومة بعدما ايقنت انها لن تكسب شيئا الى صف الصحوات، لمواجهة من بقي يقف في صف المقاومة!، وتشهد على ذلك الوقائع السرية والعنية للمؤتمرات التي عقدتها منظمة ما يسمى بمجاهدي خلق في عواصم ومدن اوربية عديدة خلال الاعوام الاربعة الماضية، وكان المطلك واخرين على شاكلته من ابرز نجومها!.
لم يتوقف ولم ينقطع عن الحديث عن مخاطر ايران الصفوية، ولم يتوقف عن كيل الاتهامات للاطراف التي تربطها بأيران علاقات طيبة بالعمالة لها، لكنه لايعتبر مسعود رجوي ومريم رجوي والالاف من عناصر منظمة مجاهدي خلق صفويين ويشكلون خطرا على العراق، بل على العكس من ذلك يرى انهم اناس وطنيون، يجب احتضانهم ودعمهم ومساندتهم، وهذا امر ربما لايكون غريبا، اذا كان ينظر الى وطنيتهم من نفس المنظار الذي ينظر فيه الى وطنيته.
لايتكلم المطلك عن كم هائل من الجرائم البشعة التي ارتكبتها منظمة مجاهدي خلق الايرانية ضد العراقيين قبل انتفاضة اذار 1991 وبعدها، وحتى سقوط نظام صدام، وبعد سقوطه ايضا حينما راحت تتحالف من كل الذين قرروا ادامة نهج القتل والتدمير والتخريب الصدامي.
اغلب الظن ان المطلك يعرف اكثر من غيره حقيقة منظمة خلق، مثلما يعرف حقيقته هو . ولكن هل يمكن له ان يتغير بعد ان عاش في ظروف اخرى مختلفة عن ظروف الامس؟.. بالتأكيد.. لايمكن له ان يتغير حتى ولو بعد اربعين عاما!.
https://telegram.me/buratha