المقالات

هل ستُزوَّر كتابة التاريخ ثانيةً في طوفان الأقصى (الجزء الأول)


لقد وقعت الأمة الإسلامية تحت خطة ممنهجة في إبعاد المسلمين عن قادتهم الشرعيين ومن ثم ضياعهم في وحل الجهل والفتن والتشتت والضعف ، وقد نفذ هذه الخطة وأشرف عليها الحكومات المتعاقبة التي تريد الحفاظ على مناصبها وسطوتها واتخذت من العلماء كأدوات لتحقيق أهدافها ، فكان العلماء صنفان أما الصنف الأول : فيقوده التعصب والتطرف وأما الصنف الثاني : حبه للمال والشهرة والسلطة .

فهذا المثلث الشيطاني الذي أبعد الأمة عن قادتها وشتت جمعها ودفعها للتشرذم والضعف ، فكان هذا الثلاثي يعمل بصورة متوازنة في تثبيت ما يريدونه من معلومات في عقول الناس ، من خلال قلب الحقائق وجعل الحق باطلا والباطل حقا والشجاعة جبن وحب الأوطان خيانة والفساد صلاح والكذب صدق والضعف قوة والجهل علم والإيمان كفر والصحيح خطأ والإسلام ارتداد والتوحيد شرك ، فكان المسلمون الذين رفضوا بيعة ابي بكر لأنهم قد أعطوا البيعة لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام في يوم الغدير بوجود رسول الله صلى الله عليه واله أصبحوا مرتدين ويجب قتلهم والزنا بنسائهم وهذا ما فعله خالد بن الوليد بالصحابي الجليل مالك بن نويرة وزوجته ، وكل من نطق بالحق وحدَّث الناس بفضائل علي بن ابي طالب عليه السلام يجب ان يحذف من بيت المال او يسجن او يشرد او يقتل تحت عنوان تفريق جمع المسلمين وهكذا نُفيَّ ابا ذر وضرب عمار بن ياسر وقتل حجر بن عدي الكندي ورشيد الهجري وميثم التمار والكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وعلماء الأمة وقادتها ، وما معركة عاشوراء إلا اوضح مثال على منهجية عمل المثلث الشيطاني الذي قال أن الامام الحسين عليه السلام خارجي خرج على طاعة الخليفة يزيد فقُتل بسيف جده رسول الله صلى الله عليه واله وأصبح كل من يسير على طريق رسول الله صلى عليه واله ويتبع أمير المؤمنين عليه السلام رافضي مشرك يجب أن يقتل وهكذا قتلت الحكومات الجائرة ألاف المسلمين تحت هذا العنوان علماً ان أصحاب المذاهب الأربعة جميعهم قد تتلمذوا أما مباشرةً او غير مباشرة على يد إمام الرافضة الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، وأستمر القتل والتنكيل والسجن والتشريد لكل من يتبع أهل البيت عليهم السلام حتى أروت دماء الشهداء أراضي البلاد الإسلامية الشاسعة ، وأصبح نصير الدين الطوسي العالم المعجزة الذي نقذ بيت الله من التدنيس والكثير من العلماء وحافظ على ألاف الكتب القيمة التي اصبحت مفخرة الحضارة الإسلامية من الإجرام المغولي خائناً أو الوزير بن العلقمي الذي أراد المحافظة على بغداد وأهلها ولكن رعونة المستعصم وانغماسه بالملذات قد دفع المغول للسيطرة على بغداد وتدميرها وقتل أبناءها ومات الوزير الوفي والشجاع حزناً على سقوط بغداد يصبح خائناً وهو الذي أعطى مفاتيح بغداد لهولاكو . وغيرها من مئات المواقف والحوادث الشريفة والوطنية قلبتها أقلام السلطة ووعاظ السلاطين أو المواقف الإجرامية التي عاثت في الأرض الفساد قد جَمّلتها هذه الأقلام كأجرام صلاح الدين الأيوبي بمصر الفاطمية التي عمل بها المجازر بالمصريين وقام بإجرام يندى له الضمير الإنساني فقتل الحرث والنسل وحرق المكاتب والكتب القيمة التي لا مثيل لها ورمى بأكثر من مليون كتاب في نهر النيل حتى أصبح لون ماءه أزرقاً بسبب حبر الكتب ولكن اقلام الطائفية والسلطان تحول هذا المجرم الى بطل إسلامي كبير ، وهذا المثلث الشيطاني قد غسل عقول الناس ووضع في هذه العقول ما يريد من معلومات وأفكار حتى أصبح أكثر المسلمين كالدمى يحركها المثلث الشيطاني ( الحكومات ، علماء طائفيون ، علماء مال وسلطة) نتيجة تزوير الحقائق والكذب بصورة لا تعقل حتى اًصبحت عقيدة اكثر المسلمين في السمع والطاعة لولي الأمر براً كان أو فاجرا وهذه أهم عقيدة يتناقلها وعاظ السلاطين من على منابر المسلمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك