( بقلم : محمود الربيعي )
توطئةالشخصيات القائدة في عملية الظهور، وتهيئة الاستعدادات لاكما ل المرحلة المهمة من التصدي يقتضي تسليط الضوء على مجموعة من القيادات المركزية التي سلطت عليها الاضواء روايات اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام ، ومن هذه الشخصيات المتميزة ظهور رجال قادة لهم اتباع متميزين يمتازون بالشدة والصلابة والثبات على المواقف العقائدية المتزنة اتزانا اكثر استقرارا يحملهم على الطاعة والامتثال لقيادتهم الميدانية، ومن هؤلاء القادة القائد الحسني الذي كما يبدو من سياق الروايات انه ذو اتجاه يتوافق مع الدعوة الحقة في مواجهة الظلم وانه شخص يتحرك بمفهوم مواجهة الظلم والظالمين وله رؤية في حمل من يوافقه ذلك الراي، ولكنه بالاضافة الى ذلك اكثر بصيرة واسبصارا بالحق الثابت للوريث الشرعي للخلافة الراشدة المتوازية مع خط الامامة الثابت وفق القران وماصدر من توصيات عن الرسول الاكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم، لذلك فان الحسني وهو في مرحلة الاعداد والاستعداد لمواجهة الانحراف السياسي وبقية الانحرافات الاخرى في العقيدة وبقية شؤون الحياة كالاخلاق واهتزاز مفاهيم العدل السائدة في المجتمع الفاسد قادر على ان يوصل ويتصل بالمهدي عليه السلام .
والحسني له مميزاته القيادية والعسكرية فهم يمتاز بكثرة الاتباع وحسن التنظيم ويتحرك ضمن جغرافية معينة تتناسب والافكار التي يحملها الاتباع من طلب مواجهة الظلم ، في الوقت الذي يمتلك فيه الحسني رؤية واضحة للحاضر والمستقبل بما يتوازى مع الرؤية التاريخية والعقائدية التي تصدر من المنبع الذي ينسجم مع خط مدرسة اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام.
كما ان الحسني يمتلك القدرة العسكرية في مواجهة الاعداء والخصوم ويمتلك القدرة على تصفيتهم وفتح الطريق امام المهدي لقيادة الامة والعالم.
دخول المهدي الكوفة
تعتبر الكوفة احد مراكز الخلافة الاسلامية واحدى المدن التاريخية المهمة في حياة الانسان فقد اقترن اسمها بنوح عليها السلام حيث يضن ان التنور داخل مسجدها، بالاضافة الى ان مسجدها يعتبر من المساجد الاربعة التي يخير فيها الانسان ان يصلي قصرا او تماما عدا كونها المسجد الذي كان يصلي فيه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، ومن المعلوم ان فيه قبور اصحاب الحسين عليه السلام كمسلم بن عقيل وهانئ بن عروة والمختار بن ابي عبيدالله الثقفي، كما ان فيها قبور اصحاب امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع ) امثال ميثم التمار ورشيد الهجري وكميل بن زياد النخعي اضافة الى ان قبر الامام علي (ع) وقبور ادم ونوح وهود وصالح عليهم السلام.
ماذا يعني دخول الكوفة ؟
ان اختيار المهدي ( ع ) للكوفة لم ياتي بمحض الصدفة التاريخية بل هو ضمن التخطيط الالهي من حيث مركزية هذه المدينة تاريخيا وهي مركز الخلافة زمن الامام علي ( ع ) وقد تكون اهميتها تتلائم والظروف التي سيظهر فيها المهدي (ع ) من الاوجه الميدانية المختلفة كالسياسية والعسكرية والجغرافية او لبروز النخب القيادية التي اختارت قيادة الجماهير من هذا المكان لكي توجه الانظار صوب هذه المدينة المقدسة التي لنا ان نذكر ان ذي الكفل ايضا مدفون فيها في ناحية الكفل ويعتبر بعض الباحثين والمؤرخين انه حزقيال النبي.
ثلاث رايات مضطربة في الكوفة
من خلال الطرح الروائي ان هناك ثلاث رايات والراية هي الواجهة التي تقف وراءها الكتل سواء كانت هذه الرايات ذات هدف مشترك او اهداف مختلفة، والرواية ركزت على الكوفة باعتبارها كما ذكرنا هي محط انظار العالم عندما تعود الى هيبتها الماضية بعد ان تتركز فيها هذه الرايات والتي لابد ان تكون على اهمية كبيرة للتخذ توجهاتها نحو هذه المدينة، ولابد لهذه المدينة اهمية سياسية متميزة.
تشير الرواية الى ان هذه الرايات مضطربة والاضطراب له معناه العلمي والاجتماعي واللغوي فمن الناحية العلمية فان الاضطراب هو التغير الحاصل في الوسط الذي تكون فيه وهذها يعني عدم استقرار هذه الرايات سواء كل واحدة منها على حدة او انها مضطربة جميعا او متفرقة، واما من الناحية الاجتماعية فان الاضطراب يفسر بعد وضوح الرؤية او انها غير مستقرة على حال او انها تواجه مشاكل ليس من قدرتها التحكم في السيطرة عليها لان الظروف الخارجية تمنعها من ان تستقر على حال معين وعلى كل حال فاذا عرفنا طبيعة كل راية فاننا نستطيع تقييمها والحال ان الرؤية الحقة تعتمد على نقاء السريرة لدى الانسان وعلى سلامة الخطوط التي تتحرك وفقها تلك الراية.
وكما يبدو من ظاهر الرواية ان تلك الاضطرابات ستنتهي وستصفو الامور للمهدي بعد ان ينهي الحسني ذلك الصراع ويمهد للقيادة المركزية التي ستتحمل المسؤولية العامة ولتسلم في النهاية للحسيني الاعلى صاحب الزمان عليه السلام.وقد تفسر الامور من عدة وجوه فقد يكون دور الحسني هو دور الامتداد للامام الحسن بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليها السلام ويكون الحسيني هو الامتداد للحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام، كما قد يبدو ان اثار الحسن والحسين عليهما السلام لايزالا باقيين حتى يظهر الله الامر بعد الظلم الطويل الذي حاق بالبشرية ولقيادتها الشرعية.
وعلى هذا الاساس ستؤول القيادة الى صاحب الامر الذي سيبايعه العالم عندما يستيقن الجميع انه القائد الذي سيحقق لهم السعادة والطمانينة.
ماذا تعني الراية ؟
ومن الباحث العربي بالاعتماد على لسان العرب فان
الراية: العَلَم لا تهمزها العرب، والجمع رايات.. وفي حديث خيبر: سأُعْطِي الراية غداً رجُلاً يُحِبُّه اللهُ ورسولُه؛ الراية ههنا: العَلَمُ.
ماذا يعني الاضطراب في اللغة ؟
ومن الباحث العربي
http://www.baheth.info/index.jsp
وجدنا ان الفعل يضطرب كما يلي:
يضطرب : والـمَوْجُ يضطرب أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً. وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ.والاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الولد في البَطْنِ.ويقال: اضْطَرَبَ الـحَبْل بين القوم إِذا اخْتَلَفَت كَلِـمَتُهم.واضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ.والاضْطِرابُ: الحركةُ.والاضطِرابُ: طُولٌ مع رَخاوة.ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَويلٌ غير شديد الأَسْرِ.واضْطَرَبَ البرقُ في السحاب: تَحَرَّكَ.
المهدي يخطب في الكوفة
ان المهدي عندما يخطب فان ذلك له معاني ودلالات عظيمة فمن ناحية انه يمثل الولاية الكبرى باعتباره ولي الامر وانه خليفة الله في الارض، ومن ناحية ثانية فانه يمثل الزعامة السياسية والعسكرية للقوة العظمى الجديدة الظاهرة والمؤرة في المسرح السياسي والعسكري الملفتة للنظر والتي تتوجه اليها البشرية ولابد للجهاز الاعلامي المتطور ان يساهم في نقل هذه الخطبة لانها ستكون موجهة ليس لاهل الكوفة او للمتواجدين في الكوفة وانما ستكون خطبة موجهة لكل العالم ويمكن ان يسمعه كل من في الارض بواسطة النقل الحي عبر الاقمار الصناعية والقنوات الفضائية او أي اجهزة متطورة قد تظهر مستقبلا.
ولاننسى ان الكوفة هي مركز الدراسات الدينية والعلوم الالهية بلاضافة الى التوقعات الاخرى والتي قد تشير الى التطور العلمي والحضاري الذي قد يصيب المدينة لتظهر بمظهر جديد كما ظهرت بعض المدن البسيطة لتصبح مدنا مشهورة يقصدها الناس كمدينة دبي في منطقة الخليج.
لماذا يخطب المهدي في الكوفة ؟
من المؤكد ان اية خطبة يتوجه بها قائدا كالمهدي له مركزه الديني والسياسي والعسكري لابد ان تكون شاملة وموضحة للخطوط العامة لسياسته وتوجهاته ومشروعه الاصلاحي وبها يحدد اعداءه وخصومه في الوقت الذي يتبين فيه مؤيدوه وانصاره ليقف من يقف الى جانبه وليختار من يختار ان يكون في جبهة اعداءه.
العلاقة بين الحسني والحسينيان العلاقة بين الحسني والحسيني هي علاقة تاريخية لانهما يصدران من نفس المنبع، او هو تعبير لجهود كل الحسنيين والحسينيين يظهر في العلاقة بين قيادتين جديدتين هما حصيلة جهود الاتباع عبر الزمن الطويل، او هي علاقة ميدانية حكمتها الظروف والمستجدات وانساقت وفق التخطيط الالهي الذي حد النتائج النهائية لنهاية الظلم.
من هو الحسني ؟
كما يبدو ان الحسني هو في عمر الشباب والفتوة والقوة والنظارة والجاذبية والتاثير، او هو مظهر من مظاهر القوة الفتية التي ستظهر على مجموعة من الاتباع يقودهم ويتحرك من المواقع التي يكون فيها قد امن طريق الحركة بالاتجاه الصحيح الذي يقدم الدعم للمهدي عليه السلام.
وسيكون للحسني صوت مسموع ومبارك وبثقة عالية وامكانيات الحضور والتاثير في صفوف الجماهير ويدعو كل امة محمد من المسلمين الى اتباع اثر القائد الذي سينجيهم من عذاب الطغاة والجبابرة.
وبالتاكيد وباعتبار المنزلة الرفيعة التي يتمتع بها من خلال انجازاته الكبيرة ستستجيب له النخبة والمتميزين من الرجال رغم عدة الخصوم وعددهم ورغم تحضيرات الاعداء والخصوم.
ان الحدود الجغرافية التي تدعم المهدي عليه السلام لاتقتصر على بقعة جغرافية معينة من الارض لكنها ستكون متوزعة هنا وهناك في مشارق الارض ومغاربها وهذا لايمنع من ان تكون بعض الاثار التي وصلتنا تشير الى اهمية بعض الاماكن التي تتمتع بالمميزات الفائقة لتكون احدى الدعامات الاساسية التي ستدعم المهدي وتقوي وجوده العسكري.
ومن الطبيعي ان لايتفق جميع اتباع الحسني على رؤية واحدة كما انه وفق الطبيعة البشرية ان نختلف في الاراء والامزجة والطبائع وعليه فستخرج مجموعات عن طاعته وقد يكون الحسني هو الذي يفضله الاتجاه الزيدي وليس بالضرورة كل زيدي ينتمي الى زيد بن علي رضوان الله تعالى عليه ان يكون زيدي الهوى أي الذي يتبع هو زيد بن علي الذي الذي يؤمن بشرعية الامام المعصوم لكنه زيدي الهوى الذي يدعو الى الخروج على الظالم دون ان يؤمن بولاية المعصوم وعلى هذا الاساس فان الزيدية التي ستقف بوجه الحسني والحسيني هو التيار الذي لايلتقي مع شرعية الامام الشرعي وهو بالضرورة الذي يتبع هواه ولايتبع المنهج العلمي والمنهج الالهي وليس بالضرورة ايضا ان ان يكون كل اتباع المذهب الزيدي لهم نفس ذلك الموقف ولربما كان الاتجاه الزيدي الغالب في صفوف الواعين هو الانصياع الى الحقائق الالهية والحقائق التي تظهر على ارض الواقع.
ومن هو الحسيني ؟
لاشك ان المهدي عليه السلام هو حسيني من ولد فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه واله وسلم وهو الحسيني الذي يؤيده الحسني ويقبل عليه ليقدم له الطاعة ولزوم الجماعة وهو العارف بحقه المقر بفضله فيعلن تاييده التام بعد ان يعرفه لاتباعه الذين يدخلون في جيش المهدي المنقذ الاكبر بعد ان يعلن المترددين والمتاولين الخروج على الجماعة والبقاء على الضلالة التي هم عليها من عدم وضوح الراي فيدعوهم المهدي الى الطاعة واتباع الحق ولكنهم يصرون على ذلك الارتداد التاريخي الذي ظهر في حق الامتداد الطبيعي للامامة كما خرج من قبلهم اخرون.
ان مسالة اتباع المهدي من عدمه لاتعتمد على الانتماء الى مذهب معين بل تعتمد على الموقف الاني تجاه الحق سواء كان هذا الفرد من اتباع هذا المذهب او ذاك ولقد سجل الكثير من اتباع الهوى مواقف من هذه الاشباه مع الامام علي بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وقاتلت مجموعات خارجة عن الحق كل من هؤلاء الائمة والقادة وليس غريبا ان يتكرر هذا المشهد الشبيه مرة اخرى مع غيرهم من اصحاب الرؤى والتصور الانقسامي او المعادي لذلك فلن تجدي نصيحة المهدي مع المرتدين والخارجين عن امامة القائد الشرعي فيضطر المهدي عليه السلام ليصفي الساحة منهم.
مبايعة المهدي عليه السلام
ان مبايعة المهدي عليه السلام من قبل القادة الميدانيين تعبير عن الدعم الجماهيري والسياسي والعقائدي والعسكري واللوجستي، كما انه يعبر عن هيبة السلطة الجديدة التي تلقى ترحيبا عاما باعتبارها دعوة الى الاصلاح الشامل لشؤون الحياة.
ماذا تعني مبايعة المهدي ؟
ان اعلان المبايعة العامة من قبل جيش الحسني للمهدي عليه السلام الا اربعين الفا يدل دلالة واضحة على ان هناك مبايعة كبيرة لجيش الحسني الذي يلتحم بدرجة كبيرة مع جيش الحسيني المنقذ وبالتالي حصول دعم جديد وكبير لجيش المهدي وهذا كله ضمن الخارطة الجغرافية الجديدة والخارطة السياسية والعسكرية التي تتغير كل يوم على المسرح الدولي والعالمي.
شخصية الحسني :
ان شخصية الحسني هو القاء الضوء على تاييد القائد الميداني الذي يرمز الى موقف الحسنيين من الامام المهدي عليه السلام رغم ان هيبة الحسني وقوته بالقدر الذي يشعر اتباعه بانه الرجل السيد ولكنه وبفضل ايمانه العميق بقيادة المهدي الحسيني للامة يدفع الجماهير لاعلان التاييد العام لذلك الخط الذي يعبر عن الرمزية التي تعكس ارادة الله في الخلق لاتباع الامام والقائد الشرعي وفق المسار الطبيعي للتاريخ.
شخصية الحسيني ؟
واما شخصية الحسيني فانها تمثل القيادة الشرعية التي اختلف عليها الكثير من الناس عبر مراحل التاريخ والتي انتظرها المجتمع الانساني طوال القرون الماضية والذي يشتاق له المظلومين والمستضعفين في الارض.
- يدخل المهدي الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت بينها، فتصفو له. فيدخل حتى يأتي المنبر، ويخطب فلا يدري الناس ماقال من البكاء.. كأني بالحسنى والحسيني وقد قاداها فيسلمها الحسني للحسيني فيبايعونه. البحار ج 52 ص 331. حركة الحسني
كما يبدو من خلال سياق الحديث عن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله عليه السلام ان يتحرك من حيث موجود جغرافيا ليوجه ندائه ويعلن عن خطوط بداية حركته الجماهيرية معلنا الخطوط العامة والشعارات المرحلية التي يتحرك وفقها على اسس منهج مدروس يدعو دعوة صريحة للنهوض والالتحاق بالحركة الاساسية داعما القائد العام والمنقذ الامام المهدي عليه السلام مما يثير في نفوس بعض اتباعه الاستفسار عن هذه الشخصية القائدة بعكس ضنهم ان الحسني قائدهم هو المنقذ مما يسبب ترددا واضحا ورفضا لهذه القيادة التي دعا الحسني الى الالتحاق بها والانضمام تحت لوائها وبالنتيجة الرجال النخبة من الخط الاول وهم الرجال المتميزين بمواقفهم العقائدية الثابتة والصلبة ممن عرفوا خطوط الحق والعدل واستوعبوا فهمهم للتاريخ وهؤلاء هم الذين سيشكلون الخط الاول من المواجهة للعتاة الظلمة فتكون حركة الحسني متجهة من موقعه الجغرافي العسكري نحو الكوفة بعد ان يصفي في طريقه كافة الذين يعترضون طريقه ويعرقلون حركته ثم ليلتقي بالقائد الاعلى الامام المهدي المنتظر وليعلن تاييده المطلق للقائد فتكون او لمهمة لهما هي محاولة التفاهم مع القوى المترددة التي لاتفهم التاريخ كما ينبغي ليعطوهم فرصة الالتحاق وتصحيح المسار ولكن بعد ان يستنفذ القائدان وسائلهما السلمية يضطروهم الى مواجهتم وتنقية الاجواء وفتح الطريق لمهمات اكبر.
....................................................................................................................................................................................................................................................................................
ومن كتاب فقه الظهور للشيخ محمد السند:
وروى الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال:.........................
ومنها: ما أخرجه في بحار الأنوار عن بعض مؤلّفات الإماميّة بسنده عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام _ في حديث الظهور _ (ثمّ يخرج الحسني الفتى الصبيح الذي نحو الديلم! يصيح بصوت له فصيح: يا آل أحمد، أجيبوا الملهوف والمنادي من حول الضريح، فتجيبه كنوز الله بالطالقان، كنوز وأي كنوز، ليست من فضّة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، على البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حَتّى يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلاً، فيتّصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام، ويقولون: يا بن رسول الله، مَن هذا الذي قد نزل بساحتنا؟ فيقول: اخرجوا بنا إليه حتّى ننظر مَن هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم أنّه المهدي، وأنّه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلاّ ليعرّف أصحابه من هو، فيخرج الحسني فيقول: إن كنت مهدي آل محمّد فأين هراوة جدّك رسول الله صلى الله عليه وآله، وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع، وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين؟ فيخرج له ذلك، ثمّ يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلاّ أن يرى أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتّى يبايعوه. فيقول الحسني: الله أكبر، مدّ يدك يا بن رسول الله حتّى نبايعك فيمدّ يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلاّ أربعين ألفاً أصحاب المصاحف المعروفون بالزيديّة، فإنّهم يقولون: ما هذا إلاّ سحر عظيم. فيختلط العسكر فيقبل المهدي عليه السلام على الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيّام، فلا يزدادون إلاّ طغياناً وكفراً، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعاً، ثمّ يقول لأصحابه: (لا تأخذوا المصاحف ودعوها تكون عليهم حسرة كما بدّلوها وغيّروها وحرّفوها ولم يعملوا بما فيها).
ويظهر من هذه الرواية جملة من النقاط تعزّز ما تقدّم:
الاُولى: أنّ ظاهر دعوة الحسني ليس متمحّضة في الدعوة إلى المهدي عجل الله فرجه، بل شعاره عامّ في رفع الظلم، ومن ثمّ يشاهد جملة من قاعدته وأتباعه من الزيديّة، والمراد منهم _ كما مرّ _ المعنى النعتي الوصفي لا العلمي، أي من يرى أنّ الإمامة هي بالتصدّي العلني لتدبير الاُمور السياسيّة الاجتماعيّة وتغييرها.
الثانية: أنّه مع كون الشعار والمنهاج المعلن للحسني ليس بتلك الدرجة من الاستقامة، إلاّ أنّ ذلك بسبب الأجواء والوسط الذي يقوم فيه، ومع ذلك فلا تغيب البصيرة بتمامها عن الحسني في الانقياد والاتّباع للإمام عجل الله فرجه.
- كأني بالحسني والحسيني قد قاداها فيسلّمها الحسيني فيبايعونه .. النبي الأكرم(ص(
الحسني هو الهاشمي الذي يقتله السفياني بظهر الكوفة هو وسبعين من الصالحين فيثأر له الحسيني الذي هو الخراساني فيدخل البصرة والكوفة بعد الدمار وتكون مناوشات ومعارك فينتصر فيها للمظلومين بعد الخوف (ولكم أخوتي أن تتفكروا بالحسني الموجود في ظهر الكوفة) ومن يكون هذا الحسني الوفي المؤمن الذي يقف للشر رغم ضعفه بالعتاد والعدّة .. !!والمتعارف الذي لا اختلاف فيه إنّ الحسيني أي الخرساني الذي سيسلم الراية .. فحديث الرسول(ص) لا يحتاج لتفسير إذ يقول : "فيسلمها" .. أي الحسيني والحسني بمعزل عن التسليم لاستشهاده قبل الظهور المبارك ..
انتهى والقول للشيخ السند
المصادر
بحار الانوار للعلامة محمد باقر المجلسي
كتاب فقه الظهور للشيخ محمد السند
الباحث العربي قاموس عربي عربي
http://www.baheth.info/index.jsp
https://telegram.me/buratha
