المقالات

سؤال وجيه وبرىء ... من يمول منظمة بدر؟

1802 15:05:00 2008-06-22

( بقلم : كريم النوري )

اطل مرة اخرى بأسمي الحقيقي بلا رتوش او رموش ولن استعير اسماً لاختفي وراءه نعم اخفيته لاكثر من عقدين عندما كنا خارج السلطة ولم نجرؤ بالكشف عن اسمائنا خوفاً على اهلنا ولم يجرؤ شهداؤنا في مقابر الشهداء في جنة الزهراء من الكشف عن اسمائهم خشية اعتقال واغتيال ذويهم في زمن سمي كل شىء في العراق بأسم الطاغية صدام مدينة صدام ومستشفى صدام ونهر صدام ومطار صدام وتطول قائمة الاسماء..والى هذه اللحظة من يزر مقابر الشهداء في ايران سيجد طوابير من القبور مكتوب عليها (المجاهد العراقي ابو فلان الفلاني) وهنا لا ادعو الاخوة كتاب كتابات بالكشف عن اسمائهم او تقودهم المكابرة والاستفزاز للكشف عن اسمائهم في ظروف اصبح الكاتب العراقي هدفاً متحركاً لاكثر من جهة وفئة.

وابدأ بطرحي سؤال الذي يبدو مثيراً وغريباً وطالما طرحه الاخرون باستمرار واجترار ... والسؤال باختصار شديد هو : من يمول منظمة بدر ؟

سؤال في غاية الوجاهة واذا لم نجب عليه اليوم او غداً فان كل الاجوبة المفترضة المشحونة بالاوهام والافتراءات ستكون حاضرة في وجدان واذهان المتسائلين ثم لا يمكن ان نتهرب او نتكهرب من الاجابة او نخجل او نذل في اجابتنا المطلوبة طالما كانت تشكل جزءاً من طموحات او جموحات السائلين بحسن نية او خبثها عن وضع الاحزاب الكبيرة في العراق؟

ولسنا مترددين او خائفين من طرح هكذا تساؤلات مادمنا في واقع سياسي زجاجي وشفاف لا يكتم ما وراءه وطالما اننا لم نسلب حقاً أو نغتصب مالاً لاحد..كما ان احزابنا لم تهبط من السماء او تمول نفسها من قدرة الغيب بل هي كبقية القوى والمنظمات لها موارد تمويل ولن تستطيع الاستمرار بلا تمويل مالي.ليس من الصحيح ان ننزعج او ننحرج من الاجابة او نتضايق من سؤال تكتنزه عقول وافكار الناس ولكن هناك تساؤلات وجيهة ونزيهة لابد ان نجيب عليها قبل الاجابة على هذا السؤال وسنجيب عن السؤال من يمول المجلس الاعلى؟

نتساءل اولاً: هل يحق لغيرنا ان يعرف من اين تمويلنا وموارد اموالنا ونحن في تشكيل مر عليه اكثر من ربع قرن لها امتدادت مرجعية وعلاقات واسعة مع طبقات ابناء شعبنا في الداخل والخارج؟

وثانياً : هل نحن ملزمون بالاجابة على هذا سؤال وماهي ضرورة الالزام وكشف حساباتنا على الهواء وامام الاضواء ومن فعل ذلك قبلنا حتى يجبرنا على كشف مصادر تمويلنا اليس هذا هراء؟

وثالثاً: ثمة من يتهمنا ويطالبنا بالكشف عن مصادر وموارد تمويلنا رغم مرور اكثر من عقدين على تأسيس تشكلينا السياسي بينما يتغافل ويتجاهل تماماً مصادر تمويل حزبه وهو منفرداً وقد تأسس حزبه بعد سقوط النظام فقد "ضرب لنا مثلاً فنسى نفسه"

ورابعاً: هل الكشف عن مصادر التمويل يحل مشكلة كبرى لدى المتسائلين ام انه مجرد اطلاع على قضية غير ذات محل جدل ولو اطلع الاخرون عن مصادر الاحزاب والقوى السياسية فماهو الاثر او الثمرة التي تترتب على هذه المعلومة؟

خامساً: لا نريد ان نخوض سجالاً وجدالاً عقيمين ونسهر الليالي ونملأ الصحف وندوي الفضائيات بالصخب والشعارات عن قضية لا تبدو مهمة جداً مهما كانت اجاباتها تمويها او مناورة ونرجو ان يكون نقاشنا وصراخنا يشبه الاجابة على سؤال مشحون بالفراغ والثرثرة وهو هل الملائكة أم اناث ونبقى ندور ونناقش قضية لا تنفع من تعلمها ولا تضر من جهلها وما هي الثمرة العملية التي تترتب على الاجابة على السؤال العقيم هل البيضة من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة وكذلك لو وصلنا الى نتيجة طيبة بعودة الضمير المؤنث او المذكر لقضية الملائكة فهل سيترتب اثر عملي على هذا الاستنتاج.

لو كشفنا مصادر تمويل احزابنا فماهي الثمرة او الاثر العملي لذلك ومن هو المعني بالمعرفة والاطلاع على مصادر التمويل فهل الصحافة والفضائيات معنية بالاطلاع على مصادر تمويلنا واموالنا وهي نفسها تتكتم على مصادر تمويلها. قد يكون من حق المفتش العام او رئيس هيئة النزاهة أن يسأل وزارات ومؤسسات الحكومة عن فواتير حسابها واموالها. ومن حق الزوج ان يسال زوجته عن مصادر اموالها وحسابها كما من حق الوالد ان يراقب اموال وحساب اولاده ويعرف مصادرها؟

واعتقد ان هذه القضية والاطلاع على مصادر تمويل الاحزاب باتت قديمة ومدعاة للاستهلالك الاعلامي وهي قضية واضحة وبديهية رغم غموض تفاصيلها وتشعباتها. هذه القضية اصبحت في دائرة اللغو والترف الذهني. هذه المعلومة حول مصادر التمويل وموارد الاموال لا تنفع من علمها ولا تضر من جهلها. هناك فضائيات تلوك ليلاً ونهاراً بهذا السؤال ولكننا لم نسألها عن موارد تمويلها ومصادر دعمها وهي قد تكون سهلة لحزب او تشكيل سياسي مر على تأسيسه اكثر من ربع قرن.

ثمة قضية تكاد تكون اجماعية وتوافقية لا تحتاج الى تصريح او تلميح ويعلمها الجميع بشكل عام وهي ان الاحزاب والقوى السياسية لها مصادرها التمويلية الخاصة والتي هي جزء من سياسة او اسرار الحزب نفسه كما اننا ندرك ان موارد ومصادر دعم المرجعيات الدينية لا تحتاج الى توضيحات وتصريحات وبيانات وكشف حسابات فالسؤال عن موارد تمويلها قضية لا تخلو من امرين اما افراط في البساطة او تبسيط بالوعي.

لكل حزب او تشكيل سياسي سياسات مالية ومشاريع تمويلية قد تشكل مفصلاً مهماً من تركيبة الحزب بل هي من اسراره ومرتكزاته فلا يمكن ان نتصور ان حزباً ناشطاً ليس له موارد تمويلية او حسابات مالية لدعم الحزب فقد "قام الاسلام بسيف علي بن ابي طالب(ع) واموال خديجة". من الغباء ان تستدرج احزابنا لاستفزازات الاعلام المضاد والمغرض وتكشف عن موارد تمويلها ومشاريع دعمها بهذه البساطة المفرطة بالسذاجة والتسطيح.ومع ذلك فلو كشفت بقية الاحزاب الصغيرة والكبيرة ودكاكين السياسة الطارئة عن مصادر تمويلها فسوف نكشف عن موارد تمويلنا دون خوف او خجل.

وتنزلاً لرغبة الفضوليين واشباعاً لاطلاع المتطفلين واعتذاراً لتحفظ المتفضلين المحسنين فانني سوف اكشف احد هذه الموارد للتمويل اضطراراً فان من ضمن الممولين لاحزابنا تجار متبرعين اغناهم الله من فضله سعة من المال والثروة فقد تبرعوا لدعم الحركات الاسلامية الوطنية لكنهم لم يرغبوا بالكشف عن اسمائهم وعناوينهم لاسباب امنية او ادبية فهل نخالف تحفظاتهم ورغبتهم بعدم الكشف عن اسمائهم مجاراة للفضوليين ومدارة للمتطفلين؟

لو كشفت الاحزاب السياسية عن كل ملفاتها وخصوصياتها وعلاقاتها المالية لمجرد فضول اعلامي او تطفل صحفي او ضغط المرجفين والمفترين لانتهكت هيبة وحرمة هذه الاحزاب بالتأكيد. السياسة المالية والعلاقات الداعمة لمشاريعنا السياسية هي خطوط حمر لسنا مضطرين لكشفها ولن توجد مصلحة او حكمة لجعلها مادة دسمة في ماكنة الاعلام المغرض والمحرض. ماهي الحكمة وراء معرفة مصادر التمويل الخاصة بالاحزاب والقوى السياسية وهل بكشفها سنغلق افواه المعاندين واقلام الحاقدين..

قد يكون من المنطقي جداً والمعقول ايضاً ان تكشف الاحزاب لافرادها وعناصرها الفاعلة مصادر التمويل كما تكشف عن برامجها وخططها السياسية واحياناً الافراد انفسهم غير معنيين بكشف مثل هذه الملفات لعدم جديتها وجدواها .. ثم ان الذي يثق بقياداته ومنهج حزبه وسلامة مساره فلا يحتاج ان يتحقق عن مصادر التمويل..واذا كان ذلك مبرراً لعناصر وكوادر الحزب او التشكيل فانه من الخطأ ان يكون هذا الكشف حقاً للاخرين ممن يحاولون التشكيك في انتماءات وولاءات الاحزاب.

هذا تدخل سافر ومخجل في شؤون القوى السياسية الوطنية حينما نطالبها بالكشف عن حساباتها وموارد تمويلها.ولو كشفنا عن كل ما تحتاجه هذه التساؤلات المغرضة لما اكتفوا ولطالبنا الاخرون بالكشف عن اسماء وعناوين عناصرنا وكوادرنا وعن كل خصوصياتنا واسرارنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن صابر
2008-06-23
السلام عليك اخي ارجو ان يتسع صدرك لما سأقول علما اقسم انني لا انتمي لأي جهة حزبية وعندي على المجلس بعض الماخذ ولكن هذا لايعني ان لا نقول كلمة حق بشأنه_ اولا يكفي فخرا المجلس الاعلى ومنظمة بدر انها كانت لها الشرف بمقارعة الطاغية المقبور وقدمت التضحيات من اجل هذا البلد عندما كان الأخرون يرقصون في ميلاد القائد ويتسابقون في تعليق الصور وماأشبه البارحة باليوم ثانيا لأن ليس معنين بمن كان يموله في زمن نضاله ضد الطاغية المقبور ثالثا جنابك ثار موضوع ليس في محلة لأنك اما ان تجب على تسألك بصراحة تامة وأما تتركه لوقته رابعا ياأخي ليس هناك خطوط حمر لمعرفة مصادر التمويل وهذا معمول فيه في كل البلاد الدمقراطية خامسا لم أفهم قصدك في تناول هكذا موضوع وتلك المقدمة الطويله وبعدها لم يكن جواب وهذا ليس في صالح من تدافع عنه لانك بهكذا أسلوب كتابه تجعل من يقرأ ماتفضلت به في دائرة الشك وكأنك تخفي شيأ مخجل اخي اسمحي لي ان أقول لحضرتك ان عنوان مقالتك له رنة عالية لاتناسب ماداخل الموضوع ولاتجعل من قارع الطاغية في موقف المدافع الضعيف وشكرا لجنابك ___
انوار الكربلائي
2008-06-22
شكرا على هذا المقال والسؤال ولكنني اسال لماذا لم يسألوا عن الشهداء الذين قدمتهم منظمة بدر في مواجهة صدام المقبور ولماذا نشغل انفسنا في قضية تافهة ونسال عن تمويل الاحزاب الاسلامية
علي السّراي
2008-06-22
الاستاذ كريم النوري المحترم تحية طيبة لكم ولما قدمتموه وتقدموه الى ابناء شعبكم وعراقكم الذي يستحق منا جميعا بذل الغالي والنفيس لاجله وهو فعلا يستحق منا ذلك استاذي العزيز اما دكاكين السياسة الطارئة والمستحدثة والتي ضهرت بعد سقوط صنم البعث الكافر فهي معروفة للجميع وبالتالي فان مصادرها معروفة ايضا فهذه الدكاكين التي تعرض بضاعتها وامكاناتها لمن يدفع اكثر ويحقق اهدافها المغرضة والتي اثبتت الوقائع بانها تطبق سياسات أجندة دول مجاورة اخرى كمملكة آل سعود والامارات وغيرها من الدول التي يهمها إبقاء العراق جالس على صفيح ساخن تسوده حالة الفوضى لان استقرار العراق من شانه ان يضر بمصالحها الحيوية حيث جعلت هذا الهدف الخبيث من اولى اولوياتها أما الذي يريد معرفة مصادر تمويل حزب بحجم وقدم ونضال وجهاد المجلس الاعلى ويده الضاربة بدر الخير والعطاء لابد ان يرجع الى اولويات هذه المنظمة المجاهدة والتي اقضت مضاجع الطاغية المقبور وعلى مدى تاريخ نشاتها وألألاف من الشهداء الذين سقطوا في سبيل حرية وكرامة الشعب العراقي وتخليصه من الزمرة الاجرامية التي جثت زهاء 35 عاما على صدر المتعبين والمظلومين من اهلنا واحبتنا عندها يعرف ان تلك المصادر قد تنوعت شانها شان غيرها من الاحزاب العريقة والمنظمات التحررية والتي تقاتل الطغاة دون مقابل وكما ذكرت بان ىهكذا نقاش لا يجدينا نفعا وهو كالخوض في مثلك الذي ذكرته عن الملائكة وهل انها ذكور ام اناث واللبيب من الاشارة يفهم
ابو علي
2008-06-22
العراقيون سابقا لم يكن من يمنحهم الامان خارج العراق خوفا على حياتهم فضلا عن ان يساعدهم في تشكيل جبهة معارضة -مع ان معظم ابناء الشعب كانوا يؤيدونهم ويشاركونهم في ذلك-ضد صدام "النذل" والبعثيون "الانذال" الا القليل جدا ..بينما نجد اليوم اهل الفسق والفجور والخمور ممن يعادون توجهات العراقيين في بناء بلدهم ونيل السيادة ..نجدهم يتسكعون في كل حانات الدول العربية في كل بيوت مجونهم ..فكل بيوت الدعارة في الدول العربية والغربية والشرقية مفتوحة لهم على مصراعيها ..مع توفير الدعم المالي الكامل لكل جرائمهم...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك