المقالات

أطفال العمارة و جيش المهدي ..

1405 00:35:00 2008-06-22

( بقلم : عواد عباس الموسوي )

الأطفال شريحة واسعة في المجتمع العراقي كغيره من المجتمعات و الشرقية بشكل خاص لكثرة الإنجاب فيها وقد عانوا على خلاف غيرهم من أطفال العالم من ظلم و إجحاف لأدنى و أبسط حقوقهم ففي عهد البعث البغيض كان الطفل العراقي يعاني الحرمان و مشاعر الخوف و أنتجت حقبة الثمانيات الكثير من المراهقين و الشباب الذين تركت الحرب و ما يكتنفها من رعب وخوف بصماتها على نفسيتهم فمن دوي المدافع و هدير الطائرات و أصوات الصواريخ المضادة للجو التي كانت تطلق بمناسبة و بدونها إلى الصدمة الفاجعة بفقدان الأب أو الأخ الأكبر أو أحد أفراد العائلة أو قريب منها . و في التسعينات أحكم المجتمع الدولي حصارا قاسيا بحجة محاصرة و توهين النظام البائد دفع ثمنه العراقيون و كانت حصة الطفل العراقي أكبر الحصص دون مبالغة و الكل يتذكر الجنائز الجماعية التي كان يقيمها النظام في مشهد مأساوي و مؤلم لاستغلال موت الأطفال كورقة ضغط على الرأي العام في العالم الغربي .

و بعد سقوط صدام حسين كانت دوامة العنف و القتل العشوائي ما جعل الأطفال في مقدمة ضحايا تلك العمليات الهمجية التي قل أن رأت البشرية مثالا لها في التاريخ . و لم تقف مأساة الطفولة العراقية عند القتل و التشويه الجسدي بل طالت الجانب النفسي و انعكس ذلك على سلوكيات الطفل ، و من بين الجوانب التي أثرت فيه هو عسكرة المجتمع الذي قامت به المليشيات محتلة بذلك دور الفرق الحزبية أيام صدام و كذلك الخوف و الرهبة التي تصيب الأطفال من أعمال عناصر المليشيات و مواجهاتها المفتعلة مع القوات الأمنية الرسمية . إن واقع كون المليشيات وحتى وقت قريب لم تكن أكثر من عصابات إجرامية تجوب الشوارع و الشارع بالنسبة للطفل العراقي مكان لعبه و مرعى تجواله و تنزهه و ملتقى الأصدقاء و لعبهم و مرحهم ، من هنا لنا أن نتصور ما الذي يحتفظ به أطفال العراق تجاه هذه العصابات المجرمة التي تثير الفزع في نفوسهم و ترعبهم بمظهرها المسلح و إطلاق الرصاص بعشوائية و كثيرا ما وقع بعض هؤلاء الأطفال ضحية لها . كذلك فالطفل صفقة مربحة للعصابات حين تريد جني المال أو الضغط على من يختلفون معهم أو يعارضونهم فيعمدون إلى خطف أولادهم الصغار و قد ينتهي الأمر بقتلهم و تشويهم أجسادهم إمعانا في إيذاء ذويهم و كلنا نذكر بشاعة المليشيات الصدرية التي قامت بقتل طفلين و التمثيل بجثتيهما قبل عدة أسابيع نشرت صورهما في أكثر من موقع على شبكة الانترنت .

بعد هذا هل نستغرب ما قام به أطفال مدينة العمارة التي كانت في أسر المليشيات قبل عملية بشائر السلام و ما قاله السيد محمد العسكري من أن أغلب مخابئ الأسلحة قد تم العثور عليها بمساعدة أطفال العراق؟ يا لها من ضربة قاسية لقوى الشر و يا لها من فضيحة ما بعدها فضيحة لهؤلاء الذين كان من أعدائهم و المنتظرين لساعة الخلاص من جورهم الأطفال قبل الكبار . و ماذا يعني أن يقوم الأطفال و الصبية بعمل من هذا النوع غير أنهم أرادوا التعبير عن مدى الظلم و الخوف الذي كانوا يعانونه .. و ماذا يعني معرفتهم بمخابئ الأسلحة المدفونة في الأرض و في المناطق الفارغة سوى أن الأطفال كانوا يراقبون و كأنهم جهاز استخبارات صغير كل حركة المليشيات و أين يخبئون أسلحتهم و أدوات القتل و التدمير .. و لكن ما يعني لي شخصيا بما هو أهم من كل ذلك هو نشدان هذه الحمائم البريئة و كما هو شأنها للسلام و الطمأنينة و الهدوء و لم تؤثر فيها حملات العسكرة و زرع الروح العدائية في داخلهم و تشويه النفوس النقية لهم و هو ما كان يشعر إزاءه بالقلق جميع من رصد المشهد العراقي من المعنيين و المؤسسات الحقوقية و المعنية بالطفولة و الباحثين لا سيما في مناطق نفوذ القوى الإرهابية و المليشيات الخارجة عن القانون .

إن ما قدمه أطفال العمارة بحق هو درس بالمجان للكبار قبل الصغار و كيف عبروا عن روحهم العراقية الوثابة المتحدية و كيف كانت عيونهم مفتوحة لم تنم عن ما تفعله ضواري القتل في النهار و تدفنه غربان الشر في الليل من عورات و سوءات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-06-22
حتى التطوع في الشرطة والجيش لا يحل المشكلة يجب ان يكون في العراق نضام رقابي وحسابي يطبق على الجميع الاطفال في العراق يحتاجون الى رعاية الدولة ان تحويل المجتمع العراقي المدني الى مجتمع عسكري بسب الارهاب هو خطر علىالاقتصاد العراقي فهذا سوف ياخر عملية البناء انا لا انتقص من الاخوة في الجيش والشرطة لكن يجب على الدولة ان تعمل لهم دورات مدنية لغرض الاستفادة ايضا من خبراتهم وان تطور الدولة خبرات الاخرين منهم في مجال العمل لان المستقبل سوف يتطلب ايدي عراقية عاملة متخصصة والعراقي الوحيد الذي يبني البلد
علي بكلوريوس اقتصاد وسياحة ودبلوم ادارة مدنية
2008-06-22
عندما ذهب المقبور كان قد خرب العراق وبنيتة التحتية المهم عندة عطاء الاعراب كل مايريدون كي يبقى في الحكم وبعد زوالة ضهرت هذة التركة الثقيلة الاطفال بدون الاباء كذلك العاطلين عن العمل والاعمال الارهابية ايضا كان المفروض ان تعمل الى هؤلاء الصبية من الايام الاولئ دورات في الحرف والتطوير بحيث هؤلاء يكون عندهم مستقبل افضل من قبلهم نحن لم نتعلم من التجربة الالمانية بعد الحرب كيف عملت خلايا نحل لبناء المانيا بناء صحيح هذة الدولة لم تنتضر الاخرين وانما اعتمدت على نفسها وبراس مال امريكي ونحن ننتضر بعد
البصراوي
2008-06-22
المجتمع الفلندي نص على قنوات التلفاز عدم نشر صور الكوارث الطبيعية او صور الحروب خلال النهار وذلك كي لايشاهد اطفالهم تلك المشاهد التي قد تخيفهم وكذلك لايسمحون للطفل الذي عمره اقل من 18 سنه ان يشتري سي دي ألعاب فيه قتال او ماشابه ذلك وهناك برنامج خاص يناسب عمر الطفل لو كان عمره 12 سنه له العاب تختلف عن الذي عمره 10 سنوات ونحن في العراق نعلم الطفل الذي عمره خمس سنوات على ابشع الاشياء نتصورها من صالحه ولكن هي ضد نمو عقله وتجعله مصاب بامراض نفسية تكون نتيجتها عليه حين يكبر
سالم
2008-06-22
اخواني واخواتي هم ايضا من اخبر الجيش العراقي باماكن تواجد الاسلحة والمنحرفين من جيش البريء منه المهدي(ع) وبالمناسبة اقول لحد الان يهددون اهلنا في اغلب مناطق العراق في البصرة ام في العمارة وبغداد وبقية المحافظات يهددونهم بمناطقهم ويقولون (ان المنطقة التي لاتنتخب التيار فسوف تتعرض لعقوبات جماعية وهم يفعلوها والله لانهم قذرين ونطلب من الجيش البقاء في المناطق التي يحررها لانه كارثة في ذهابهم فيعودوا المرتزقة مرة ثانية ويجب تقديمهم للمحاكمة المحافظ ونائبه وقائد الجيش ووو من اعضاء التيار المنحرفين !!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك