المقالات

ازدواجية مقتدى تفضح لا مبدأيته

1619 21:35:00 2008-06-21

( بقلم : الدكتورة سناء الحربي )

لم يكن ما استقرأته الصحف الغربية مؤخرا من ازدواجية واضحة لدى مقتدى الصدر و مليشياته هي ابعد ما يمكن النظر إليها كونها تكتيكات أو استراتيجيات فاعلة لا تتعارض مع ما يردده الخطاب الصدري مما يطلق عليه تسمية الثوابت و المبادئ . و هذا الاستقراء لموقف مقتدى جاء منسجما مع الواقع على الأرض و يفضح أن الهدف الأساسي لهذا الشاب لا يتعدى أكثر من المحافظة على مليشياته المسلحة بأي طريقة كانت .

 و بهذا فلا يعدو الكلام الطنان حول المقاومة و الجهاد لإخراج المحتل و الدفاع عن مصالح الشعب العراقي أكثر من حجج لأجل تبرير تواجده المسلح على الأرض الذي لا يستقيم لعاقل هدف واضح و محدد و معقول من ورائه و لا يبدو أكثر من رغبة صبيانية بعسكرة أتباعه و التلذذ بموقع القائد الضرورة الجديد . إن كل حركات التحرر و المقاومة لم تكن حين ترفع شعارها في المقاومة و الجهاد و غير ذلك مما هي مقتنعة به في وارد الازدواجية في موقفها و لا معنى لفلسفة الانحناء بوجه العاصفة التي من الأحرى تطبيقها مع عاصفة الاحتلال نفسه لو كانت فلسفة أو قاعدة مبدئية بل هذه الأخيرة ديدن الجهات التي تسعى لمصالحها الخاصة و تبتغي تحقيق أهداف معينة تخصها ولو على حساب مصلحة الشعب و الأمة وهي ضمن إطار هذه القاعدة الذرائعية تكون قد سقطت في تناقضات و تباينات و إرباك لا محال . فمقتدى و مليشياته أخذت بمبدأ الهروب و الانكفاء و الانحناء متى ما شعرت بقرب نهايتها و تشظي قوتها و اتضاح خورها و هزيمتها و كل ذلك لكي تبقى على قيد الحياة المسلحة و هامش المناورة السياسية فيما تصول و تجول و تخرّب و تعربد ما أن تجد المجال متاحا لها و الباب مشرعا لعبثها و تمردها .

لو كان لمقتدى الصدر و أتباعه مبادئ كالتي يدّعونها لكان الأحرى بهم المضي في الطريق الذي اختاروه و حتى النفس الأخير و لكن ما أشبه ليلة الصدر ببارحة القاعدة التي هربت من وجه المعركة في الموصل و لاذ قادتها المتشدقين بمعاني الجهاد و الشهادة و معانقة الحور بالفرار و كأن خطاباتهم و كلامهم الحماسي و تخريجاتهم الفقهية الضالة لا تأتي إلا لأجل التغرير بالسذج و توريطهم بقناعات تافهة بل هذه هي الحقيقة التي باتت ناصعة فأمراء القاعدة يحثون الأطفال و المراهقين و الهمج الرعاع على الشهادة ابتغاء الجنة فيما يهربون هم وراء الأكم و في الوديان و الكهوف بمجرد سماع هدير الطائرات و زمجرة الدبابات .. قادة مليشيا مقتدى نموذج مطابق تماما للقاعدة حتى في بعض الجزئيات التفصيلية و كلاهما بلا مبدأ و لا ثوابت سوى ثوابت العصابات و الجماعات التخريبية فإن كان لهؤلاء مبادئ سيكون للصدر و مليشياته مبادئ ..

لا تكاد تحصى مواقف مقتدى المتناقضة سوى ما أشرنا إليه و مما بات معروفا و مكشوفا .. و ماذا يقال فيمن يردد أنه مع مصالح الشعب و لأجلها و العراق فوق الكل و قبلهم ثم يأتيك بما ينقض هذا كله بدءا من إعلانه الحرب على الشعب العراقي و زيادة التوتر الطائفي إلى ابعد مدياته خلال عامي 2005 و 2006 و انتهاءً بتهديداته بالحرب المفتوحة التي عجز عن شنها و ما كان ليتردد لحظة واحدة لو امتلك القدرة على خوضها بيد أن يد الحكومة سبقته لتنزع مخالبه و تجرده من مواضع قوته .. و مرورا بجعل مليشياته تحت تصرف دول و جهات إقليمية و استعداده للدخول في حربِ نيابةِ عنها ؟!

و ماذا يقال فيمن يتشدق بمصلحة الأغلبية في العراق و أنه منحاز لقضاياهم و منافح عنها ثم لا يتردد في استعداده للدخول في تحالف بعثي – صدامي – قومي – طائفي و مع كل القوى التي تناصب العراقيين بأغلبيتهم الكره و العداء و مسكونة بعقد الماضي و لعناته ؟ بل يبلغ الأمر حد مد جسور العلاقات من قبل قيادات بارزة في تياره مع زمر إرهابية كمنظمة خلق الإيرانية التي اكتوى بجحيم عملياتها البشعة الكثير من العراقيين و سل أهل ديالى يأتوك بالخبر اليقين .. !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود الشمري
2008-06-24
ياسبحان الله يبدو ان الطغات متشابهين حيث ان المجرم صدام كان يتصرف بنفس الطريقة حيث كان ينفش ريشه عندما يترك ومن ثم يكرص لما يشوف الحديده حاره وكان دائما يتشدق بنفس الشعارات الزائفه مثل محاربة الاستعمار وغيرها وهو وعصابته من استعمر العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك