( بقلم : علي جاسم )
لازالت الشائعات وتناقلها أحدى الظواهر السيئة التي دأبت عليها مجتمعات العالم لاسيما المتأخرة منها والنامية والتي تقف في أخر الطابور ، فتتناقل الشائعات بأنسيابية كبيرة دون أي معوقات أوعراقيل وهي أيضا لاتحتاج الى واسطة من مسؤول ما أو متنفذ في (حزب كبير) ليتم نقلها بين فئات المجتمع وتتحرك وسط الناس بصورة اعتيادية أحيانا وأحيانا اخرى بصورة مبالغة فيها تصل حد تصديقها وتكذيب الوقائع المناقضة لها فيتم الاعتراف بها كحقيقة لايمكن مسها أبدا!
ولهذه الشائعات اسباب عدة منها بشكل اساس الجهل الذي يخيم على المجتمع والفقر والمرض بدرجات كبيرة أي خلال (المجتمع الضعيف) غالبا ، وكان للشائعات وما زال أثر مهم في الحروب والمعارك بل انها قد حسمت بعضها للطرف الذي استخدمها بمهارة ، احدى الشائعات التي انتشرت حاليا داخل المجتمع العراقي هي الشائعة التالية (ان الامريكان هم مسببو الغبار والعواصف الترابية التي تشهدها مدننا بواسطة المروحيات العمودية في الصحراء العراقية!!) .
بالطبع هي شائعة وشائعة واضحة وقد يحكم عليها بأنها ساذجة وفيها الكثير الكثير مما يضحك ويبكي في آن واحد وينم عن بساطة تفكير ناقليها ، غير ان الادهى من الضحك والسخرية ان فيها أشارات وتلميحات تختبئ وراء (نكتة) الشائعة ووجهها المعسول وهي الاشارة بصورة واضحة الى (الامريكان) على التدخل في أغلب دقائق شؤوننا الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل انهم الآن يتدخلون في هوائنا وزفيرنا ويغيرون درؤجات وكميات الاوكسجين الداخل الى رئاتنا ويحددون نقاوته وفق معايير المروحية العمودية وسرعتها ، وهذا التلميح يسير جنبا الى جنب مع تلميح اخر هو ضعف وعجز الحكومة العراقية عن ايقاف التدخل الامريكي والسيطرة على حركة هذه المروحية أو توفير أوكسجين (عراقي خالص)!
تلك الشائعات اذا استمرت فقد نجد أنفسنا يوما ما نصدق مثلا ان صدام حسين (الذي أعدمته الحكومة العراقية سابقا) يعيش في قصر واحد مع جورج (الدبليو) بوش ، وان سجن ( بوكا) محض وهم لاوجود له ، وان الامريكان هم أنفسهم قد كانوا المسبب في قلة تساقط الامطار هذا الموسم بسبب تدخلهم واستخدام (همر) ذات ارتفاع عالٍ يحجب اصطدام الغيوم بعضها ببعض مما أدى الى جلب موسم الجفاف لنا والحكومة العراقية واقفة عاجزة لأنها ناقصة السيادة !! وقد يكونون هم السبب أيضا اذا ما فزنا بكأس العالم ، أو ان (شلش) لايموت دائما في حلقات مسلسل بيت الطين!!
https://telegram.me/buratha