المقالات

يسألونك عن المصوغات الذهبية في الشباك الحسيني المقدس؟ المآذن أولا

1690 19:57:00 2008-06-20

( بقلم : حسن الهاشمي )

كيف تتم عملية جمع المصوغات الذهبية من الشباك الحسيني المقدس وقسم الهدايا والنذور؟ وما هي موارد الصرف؟ وكيف تنجز؟ وما هي آلية الجمع والصرف والإنجاز؟ إن اللجنة المخولة بفتحة الشباك المقدس تتكون بالإضافة إلى ممثل المرجع الديني الأعلى أو من يخوله، عدداً من أعضاء مجلس إدارة العتبة الحسينية المقدسة ورؤساء أقسامها وشـُعبها وتقوم الإدارة بدعوة رئيس محكمة استئناف كربلاء المقدسة، والمحافظ ورئيس مجلس المحافظة وأحد الأعضاء(يتبدل دورياً) وقائد الشرطة، أو من يمثلهم، وعددا من الوجوه الاجتماعية ومخاتير المناطق وأحد شيوخ العشائر وتتم دعوة أحد المكاتب الدينية (يتبدل دوريا كل فتحة)، حيث يتم استضافتهم لنيل شرف المشاركة في مراسيم الفتحة.

يقع الاختيار على بعض الأفراد من خدم العتبة المقدسة، ليشاركوا في هذا العمل الشاق والدقيق، فيتم إغلاق الأبواب الداخلية للحرم الحسيني المقدس عند كل فتحة للشباك، بعد إخلائه من الخدم والزائرين، ويدخل المختارون داخل الحرم مع اللجنة المذكورة بعد التخلص من كل مقتنياتهم الشخصية، وتكون الفتحة مرة في الشهر أو أكثر أو أقل، حسب الواردات المنظورة.

في البدء يقوم ممثل المرجع الديني الأعلى وهو نفسه المخول من سماحته بأمور التولية الشرعية على العتبة الحسينية المباركة - يقوم بفتح باب شباك المرقد الحسيني، ثم يدخل إلى موضع القبر المطهر مع بعض الأشخاص المختارين سلفا لهذه المهمة، ويبدءون بجمع كل ما هو موجود من أموال وأشياء ثمينة وعادية في أكياس كبيرة، وبعد الانتهاء من جمعها تغلق فتحاتها وتنقل إلى مكان خاص مهيأ لغرض العد والفرز، ويكون داخل الحرم الحسيني أيضاً، ثم يغلق باب الشباك المقدس، تتم فتح الأكياس ويوزع الأشخاص على مجاميع، تتولى كل مجموعة جزءً من العمل، حيث يتم فرز الأموال كل حسب بلده وكل حسب فئته - عن المصوغات الذهبية والفضية... إذن مصدر الذهب هو من فتحة الشباك المقدس وشعبة الهدايا والنذور من خلال متبرعين، هذا ما أفاد به أحد المسؤولين في العتبة الحسينية المقدسة وأضاف أن الذهب المستحصل يكون بمختلف العيارات، يذهب إلى أمناء الخزانة الحصينة داخل الحرم المقدس، وهناك لجنتان مسؤولتان عن الذهب، إحداهما رئيسية مؤلفة من خمسة أشخاص، وأخرى فنية مؤلفة من أربعة أشخاص، اللجنة الفنية تستلم الذهب من الرئيسية بمحاضر مدون فيها الأوزان والعيارات في ميزان الكتروني دقيق، والفنية بدورها تفرز الذهب أمام اللجنة الرئيسية مع التصوير الدقيق، ويكون الفرز إلى عيارات مختلفة بالإضافة إلى تنظيف الذهب من الأحجار والأتربة واللواصق العالقة بها، ومن ثم تصفيته وتحويله إلى سبائك ذهب عيار (24) وتحت نقاوة عالية جدا خاضع لجهاز السيطرة والتقييس في بغداد، إذ تذهب عينة منه للإطمئنان من نقاوته وصفاءه، وكل هذه المراحل يتم تدوينها بمحاضر رسمية مدونة، فاللجنة الرئيسية تأخذ الذهب من الخزانة المحصنة بمحضر، والفنية تأخذه من الرئيسية بمحضر، والفنية ترجعه إلى الرئيسية بمحضر، والرئيسية يعطونها ويستلموها من جمعية (فيض حسيني) بمحضر.

إن العمل الرئيسي يتم تنفيذه من قبل شعبة الهدايا والنذور التابع لقسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة الحسينية المقدسة بكوادره العراقية وخاصة أعمال فرز الشذر عن المصوغات الذهبية وصهرها وتنقية الذهب المصهور ليصبح بمجموعه بعيار (24) ثم يتم تحويله إلى أشرطة ذهبية تقطع إلى قطع يكون مجموعها بوزن (6)غرامات لتلصق على البلاطات النحاسية المصنعة مسبقا، وذلك من خلال عملية الطرق واللصق التي تجرى في ورشة في الصحن الحسيني الشريف من قبل متطوعين من طائفة البهرة في جمعية (فيض حسيني) بسبب خبرتهم في هذا المجال، وغير تلك الحالة فإن جميع المراحل من تهيئة وبناء وتصميم وإجراء تقوم بها كوادر عراقية داخل العتبة المقدسة.

حيث أن كمية الذهب المغطي لمنارتي العتبة الحسينية المقدسة في إعادة تذهيبهما الذي تم الإنتهاء بالعمل بهما في 1/6/2008م، بلغ (80.596) كغم عيار (24) أي ما يعادل (16119) مثقال ذهب عيار (24) وكمية النحاس لمجموع طابوق المنارتين الشرقية والغربية هو (10.407) طن نحاس جديد نقاوة (99.99) تبرع به بعض المؤمنين الأخيار، يتم صناعة بلاطاتها بإشراف كادر الروضة الحسينية المقدسة، والكلفة التقديرية للمشروع هي(2) إثنان مليار دينار عراقي، وتشمل أجور العمال بما في ذلك قيمة الذهب والنحاس، وهذا يكشف مدى النزاهة التي تتمتع بها الإدارة الحالية، إذ استطاعت أن توفر هذه الكمية الكبيرة من سبائك الذهب والتي تم تحويلها من خلال صهر وسبك المصوغات الذهبية الموجودة في الشباك الشريف.

فالذهب المستخدم في تغليف طابوق المنارتين قد استخرج من المصوغات الذهبية من شباك مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إضافة إلى ما تبرع به الزائرون الكرام، خلال سنتين تقريبا بعد سقوط النظام في 9/4/2003م، وهناك كميات أخرى ستعد مستقبلا لمشروع التذهيب القادم كالطارمة الشريفة، فالمصوغات الذهبية تمر بمراحل تقنية وفنية وبضوابط قانونية وشرعية، تصرف جميعها على العتبة المباركة لإظهارها بأبهى صورة وبأيدي عراقية عملا ونظارة وشفافية ونزاهة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ب العراقي
2008-06-21
بارك الله بمنتسبي الحضره الحسينيه لم اكن اتوقع مثل هكذا دقه في جمع الذهب و المال و التصرف به بامانه و حكمه وين كبل جان المحافظ و جم هتلي بعثي يلغفوها كلها و مو بس هي يشترون المنكر و يصرفوها في ابواب الحرام الحمد لله الذي اورثها لناس يخافون الله و يحبون الحسين و يرفعون مكانه الحضره و خدماتها للزوار حفظهم الله من كيد الكائدين و خاصة الشيخ الكربلائي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك