( بقلم : جميل الحسن )
من بين السلوكيات والمظاهر البارزة التي رافقت استيلاء ميليشيات جيش المهدي على المناطق والمدن واغلاقها بالكامل لحساب مقتدى ظاهرة لصق الصور واقامة الجداريات في الساحات والشوارع حتى فاق عددها عدد الجداريات التي كان يقيمها صدام في هذه المناطق والمدن فبين كل مائة متر واخر تجد جدارية كبيرة تخلد مقتدى وتشيد بجيش المهدي وتقدمه على انه امل الامة والجماهير في خطاب يعيد الى الاذهان الخطابات البعثية السابقة التي كانت تخلد الطاغية المقبور صدام وتمجد افعاله الاجرامية .
وهذه الجداريات يتم نصبها في الساحات والشوارع الرئيسية والفرعية وتصرف عليها اثمان كبيرة ويتم وضع اسيجة حديدية حولها وتشغل مساحات واسعة من الطرقات والساحات .اما صور مقتدى فيتم توزيعها والصاقها في مختلف الازقة والمحلات واجبار اصحابها على المحافظة عليها وتهديدهم بالموت في حالة تمزيقها وكثيرا ما تعرض اصحاب المحلات الى عمليات ابتزاز من قبل عناصر جيش المهدي بعد اتهامهم بنزع صور مقتدى من على واجهة محلاتهم والعفو عنهم مقابل قيامهم بدفع مبالغ مالية الى هذه العناصر ,مما اضطر الكثير من اصحاب المحلات الى اقفالها بعد ان تكررت هذه الظاهرة ولمرات عديدة ,وبعد ان اكتشفوا بان هذه العناصر هي من تقوم تقوم بنزع صور مقتدى من على واجهة هذه المحلات في الليل واتهام اصحابها في اليوم التالي بانهم من قام بانتزاع هذه الصور وتمزيقها عن عمد واجبارهم على دفع الاموال مقابل السكوت عنهم.وبحسب احد اصحاب المحلات في مدينة الثورة فان هذه العناصر قد كانت تقوم كل يوم بوضع صور مقتدى على واجهات محله الزجاجية ومن دون موافقته مما دفعه ذات مرة الى الاحتجاج على اسلوبهم وعدم حصولهم على موافقته ,فضلا عن ان وضع الصور والملصقات يتسبب في تشويه منظر محله مما اثار غضب واستياء هذه العناصر التي وجدت في كلامه تحديا لسلطتهم ومساسا بالسيد القائد على حد تعبيرهم حتى فوجيء في اليوم التالي بقيام هذه العناصر بوضع مظروف في مدخل المحل يتوعدونه فيها بالموت مما جعله يغلق محله على الفور ويبادر الى بيعه ومغادرة المنطقة بعد اغلاق المحل وبيعه في وقت لاحق .ولو تم احصاء هذه الجداريات لوجدناها بالمئات وهي تملا الشوارع والساحات والازقة وهي تحمل الشعارات التي تمجد مقتدى وتمنحه البطولات المجانية والوهمية والتي تصوره زعيما وقائدا تاريخيا وضرورة للامة كما جاء في احد الجداريات التي حملت عبارة (لولا ك يا مقتدى لضاع الدين والمذهب ) كما جاء في جدارية كبيرة اخرى (مقتدى للمذهب نصر ) وجاء في جدارية اخرى (اعداؤك في جهنم يا مقتدى )وغيرها من الشعارات التي تمنحه البطولات وتصوره قائدا للامة والمذهب .ومن المفارقات الواضحة ان قسما كبيرا من هذه الجداريات قد تم وضعها في الجداريات السابقة التي كانت توجد فيها جداريات صدام وفي نفس امكنتها السابقة مما يؤكد استعارة مقتدى لاساليب صدام الدعائية ومحاكاتها في فرض هيمنته ورمزيته كزعيم للامة والمذهب كما يتخيله انصاره واعوانه في كتاباتهم على الجداريات والتي تعكس شغفهم في ان يصبح زعيما وقائدا وعلى طريقة صدام المقبور .
ومنذ بداية السقوط استولى مقتدى واعوانه على الجداريات السابقة التي كانت للطاغية المقبور واستبدالها بصور مقتدى ,وبدلا من ان يتجنبها ويتحاشاها لكونها مرتبطة بالطاغية المقبور نجده يحاكيها ويعمل على استعمالها لحسابه الشخصي . وما بين جداريات مقتدى وجداريات صدام رابط كبير يكشف رغبة مقتدى في محاكاة الطاغية في افعاله ومجاراتها لتكريس زعامته ونفوذه والتسلط على طريقته الخاصة
https://telegram.me/buratha