( بقلم : كريم النوري )
قيل ان شخصين حكم عليها بالاعدام شنقاً حتى الموت فسئلا عما يطلبانه قبيل اعدامهما كسؤال تقليدي للمحكومين في الاعدام فقال احدهما اريد ان التقي اُمي ثم سئل الثاني عن طلبه فأجاب "اريد ان لا يلتقي صديقي أُمه"اجابة المحكومة الثاني عما طلبه قبيل اعدامه تعكس عقلية بعض السياسيين الذين يتعاملون مع مطالبهم بهذه الطريقة ويطالبون بحقوقهم بنفس هذه الطريقة.
ثقافة المطالبة بالحقوق قضية حضارية ينبغي ان يعي شعبنا اصولها وسياقاتها الصحيحة فهناك عدة خيارات للمطالبة بالحقوق المشروعة ولابد ان نعتمد افضلها واكثر مشروعية وحضارية وقد تضيع حقوقنا بسبب جهلنا بالقنوات الكفيلة بتحقيقها. كما هو معروف الحق يؤخذ ولا يهب ولا يمكن ان نتصور ان حقوقنا ستأتي بغفلة عن الزمن او بضربة حظ بل الحقوق تؤخذ وبقوة الحق والقانون.
المؤسف ان ثقافة المطالبة بالحقوق تعرضت الى اهتزازت ومنحدرات في التطبيق الخاطىء فقد تحولت مطالب بعض انصاف السياسيين الى مطالبة بالمقلوب فيطالب دائماً برفض ما نطالب به او يطالب بما نرفضه دون دراسته ومعرفته بحقيقة الامر المتعلق بالطلب.
سئل بعضهم عن مطالبه فقال نطالب بان لا يطبق قانون الاقاليم الذي تطالب الجهة الفلانية بتفعيله وسئل اخر عن تصوراته عن اطر التعاون بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق فاجاب لا اعرف مضمون هذه الاتفاقية ولكنني ارفضها لان بعض الجهات السياسية طالبت بمناقشتها.وسئل اخر عن موقفه من عودة المهجرين قسراً من ديارهم فأجاب وهو زعيم كتلة برلمانية بان لا يسمح بعودة اهالي المنطقة الفلانية الى مناطقهم ما لا تتم عودة اهالي المنطقة الكذائية الى ديارهم.
وسئل اخر عن الموقف من قرار المجلس الوطني للامن القومي بحل الميليشيات المسلحة كخيار للدخول في العملية السياسية فاجاب لا يمكن ان نحل ميليشياتنا قبل ان يحل الحزب الفلاني نفسه.وصلت المهزلة الى حد خطير بحيث اقترح بعض المراقبين حلاً ذكياً لتمرير بعض القرارات بقوله لو اردتم قضية تهم شعبكم فعليكم رفضها ابتداءً لكي يقبلها الاخرون ولو رفضتم امراً ما فعليكم قبوله اعلامياً لكي ترفضه القوى الاخرى التي تتعاطى مع الواقع بالفعل ورد الفعل. نحن لا نؤمن بهذه الالاعيب وهذه الاساليب بل نؤمن بالقناعة الصحيحة والعمل ازائها وفرضها عبر اقناع الناس بالحوار والوعي واعتقادنا انه لا يصح في نهاية المطاف الا الصحيح.
https://telegram.me/buratha