المقالات

محافظة الديوانية اليوم أم قبل عامين ( هنا الديوانية )

1418 15:31:00 2008-06-19

( بقلم : خالد الشاوي )

اعتقد ان العراق بصورة عامة قبل عامين هو غيره اليوم وخاصة في الديوانية وعلى من مثلي اولئك الذين خرجوا بعد قمع الانتفاضة الشعبانية الى الدول الاوربية وقبل عامين عدت لارى اهلي وصحبتي في الديوانية ولكني شاهدت عظيما ، شاهدت قبل عامين مدينة من مدن الحرب المنكوبة فاهلها مذهولون خائفون وشوارعهم شوارع حرب تنتهي الحياة فيها نهارا حتى شارع الثورة او شارع المطاعم ابرز شوارع المحافظة قبل نزول الظلام ليقبع اهلها في بيوتهم وما ان يتاخر الولد عن اهله حتى يبدأ القلق وحتى يضرب عندما يتأخر لان الوضع في الديوانية اشبه ما يكون كما نحن في قرية من قرى افغانستان وما ان يحل الليل حتى تنطلق هاونات وصواريخ العصابات الارهابية الخارجة عن القانون لتقع على رؤوس الامنين ولتقلق نوم الرضع وتحيل ظلام الليل الهاديء الى جبهة من جبهات الحرب التي ذكرتني بايام القصف الصدامي لكربلاء المقدسة ايام الانتفاضة

 واذا حل الصباح في الديوانية قبل عامين حل كئيبا ولاتزال في ذاكرتي تلك المُدرسة التي قتلتها عبوة من عبوات عصابات جيش المهدي وهي ذاهبة لارسال طفلها الصغير الى المدرسة المقاربة لمدرستها ولا ازال اتذكر دموع ذلك الطفل الذي رأى والدته مسجاة على ارض الرصيف مضرجة بدمائها مقتلولة فيما نجاه الله من الموت وكنت اقول في نفسي من سيربي هذا الطفل ( في نفسي لاني لم اجرأ الصياح حتى لا اقتل كما يقتل الناس كالنعاج ) ولا ازال تذكر واقعة استشهاد محافظ الديوانية عند العوارض التي نصبها جيش المهدي ونصب معها عبوات ذاتية التفجير ومؤمنة بتفجير عن بعد ان فشل التفجير الالي كي يتأكد القاتل الحاقد من قتله كما اتذكر جثة ذلك الشهيد المحافظ وكيف قطعت اجزاءه العليا وضاع راسه كما ضاع راس رفيقه قائد الامن في المحافظة يالها من وحشية تخجل منها الوحوش الحيوانية فيما تمارسها وحوش الارهاب ، كان فلما بالاسود والابيض وحقيقة اراه اليوم بالاسود والابيض لان من يرى الديوانية اليوم ينبهر بذلك الامن وتلك العوئل التي تتنزه في المتنزهات وترتشف الضحكات ارتشافا بعد ان قامت الدولة بخطة فرض القانون في الديوانية اليوم انا في الديوانية واشعر ان الحياة عادت لهذه المحافظة التي تبتسم مع شطها الصغير الجميل الذي يمخرها بهدوء وبليلها البهيج الذي يزيده الشباب والمراهقون حلاوة بشقاوتهم الجميلة الرائعة منظر اليوم بالالوان التي رسمها محافظ الديوانية الجديد الشيخ الخضري ومجلس محافظتها المتمثل بالشخ الخالدي منظر اليوم في الديوانية هو منظر السباق في البناء والجمال والاعمار فهنا جامعة القادسية التي تبرز عظلاتها ببناءها الجميل لجديد الذي يعيد للجامعة صرحها الوادع الجميل وبناية المحافظة التي اعتاد الديوانيون ان يسموها بالبناية الصينية لانها بنيت بالطراز الصيني وعليها احرف صينية ( توب "تو" بتوم – اي من الاعلى الى الاسفل ) ام تلك الحدائق ومدائن الالعاب التي لايجرح هدوئها ضحكات اطفال الديوانية ، انها الديوانية اليوم التي يقفز فيها البناء عموديا وافقيا كل صباح وتراها بمنظر جميل يوم بعد يوم فتياتها الذاهبات الى المدارس بضحكاتهن الخجولة وعباءاتهن الوقورة وضحكات فتيانها الهستيرية الوادعة ، وارصفتها التي تبرق الوانها الصفراء والبيضاء مع سواد قير شوارعها .

ليلة البارحة فكرت في ان اصفي جميع اعمالي لاعود لمحافظتي واهلي لابرح الغربة بعد ايام الوجد للديار والبعد لقد صارت الديوانية اليوم تختلف عما كانت عنه ايام المجرم صدام كما صارت الديوانية اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عامين عندما كانت مسرحا للجريمة والاغتيال وشوارعها ملجأ للمفخخات والعبوات ومستنقعاتها جالبة للاوبئة والامراض ، ذهب المنظر التراجيدي في مسرح احداث الديوانية الذي رسمه الصدريون قاتما رماديا ، ويبدوا ان الكوميديا الجميلة عادت للديوانية ترسمه يد النبلاء لتعيد لنهرها ذلك الضحك الهيستيري من كثرة نكات شباب الديوانية كما عادت ابتسامة السوق المسقوف او سوق التجار كما تعودنا ان نعرفه ايام كنا في الاعدادية و عادت العروبة والجزائر وحي الاسكان كما عاد مزار ابو الفضل (ابن الكاظم )كما تعودة عجائز الديوانيين ان تسميه ، كما عادت مكتبة السيد محسن الحكيم لتفتح ابوابها بعد ان اغلقها صدام لانها كانت لالـ الحكيم كما احرقها مرات متكررة اذناب صدام من اعضاء جيش المهدي حقدا على العلم والعلماء لقد عادت لتفتح ابوابها ولتمارس ما اراده الامام الحكيم عندما فتحها لتكون جامعة تنورية لعقول الشباب وتحصينا وتذكيرية للشيوخ وتفقيهية للرجال ، انها عادت الى الحياة متحدية هاونات المجرمين وحقد الموتورين الذي كرهوها لانها ارادت الحياة للديوانية فيما اراد الصدريون الموت للديوانية

( هنا الديوانية ، هنا الديوانية ) فالف شكر لمحافظها ولشرطتها ولجيشها ولمسؤوليها الذين اعادوا صوت ( هنا الديوانية ) بعد ان اغتاله الصدريون اعواما ثلاث وصادروا ارادتها واغتالوا ضحكتها والجموا فاهها كي لاتنطق فنطقت متحدية شاخصة فاتحة اذرعها لكل مسالم محب لتنادي هنا الديوانية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رياض عباس
2008-06-20
احسنت اخي خالد.وازيدك انني كنت بالديوانيه عند معارك تنضيف البصره وانا على التلفزيون يقولون ان المعارك بالديوانيه طاحنه والقتال من بيت الى بيت.والله صعدت الى سطح الدار لكي ارى او اسمع اي شيئ لان الوقت كان ليلا ولم ارى او اسمع شيئ.وبالعكس كنا نخرج ونزور الاصدقاء ولله الحمد اخواننا من ابطال الجيش العراقي الباسل واسود الشرطه في كل مكان.
حسن الكعبي
2008-06-20
لا فض فوك يا ابا الوليد هو ذلك فعلا واكثر من ذلك القادم انشاء الله واقول ان الذي عاصر حكم صدام المجرم واكتوى بناره وجبروته تراه اليوم يمسك بايديه واسنانه بالنظام الديمقراطي الجديد ولا يفرط بكل شيء جميل جاء بعد التغيير وان شاء الله نحو الافضل بقيادة الشرفاء من اهالي الديوانية .
المهندس الزراعي علي الحجامي
2008-06-19
لاخ العزيز خالد المحترم كانت لكتابتك بلسم تداوي الجراحات ولاكن اود اعلامك ان كل الفضل فيما شاهدته وسوف تسمع به وتراه هو لابن الديوانيه البار واسدها الذي بقراره تصفيت كل الخارجين على القانون ومنه انطلقت في كل العراف الا وهو الاستاذ الشيخ الفاضل حامد الخضري كل التقدير والعرفان له من كل ام ثكلى وكل ارمله قفدت زوجها وكل يتيمة كان تنظرفي كل صباح وجه ابيها الذي غيبوه الانذال مع خالص اعتباري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك