( بقلم : خالد الشاوي )
اعتقد ان العراق بصورة عامة قبل عامين هو غيره اليوم وخاصة في الديوانية وعلى من مثلي اولئك الذين خرجوا بعد قمع الانتفاضة الشعبانية الى الدول الاوربية وقبل عامين عدت لارى اهلي وصحبتي في الديوانية ولكني شاهدت عظيما ، شاهدت قبل عامين مدينة من مدن الحرب المنكوبة فاهلها مذهولون خائفون وشوارعهم شوارع حرب تنتهي الحياة فيها نهارا حتى شارع الثورة او شارع المطاعم ابرز شوارع المحافظة قبل نزول الظلام ليقبع اهلها في بيوتهم وما ان يتاخر الولد عن اهله حتى يبدأ القلق وحتى يضرب عندما يتأخر لان الوضع في الديوانية اشبه ما يكون كما نحن في قرية من قرى افغانستان وما ان يحل الليل حتى تنطلق هاونات وصواريخ العصابات الارهابية الخارجة عن القانون لتقع على رؤوس الامنين ولتقلق نوم الرضع وتحيل ظلام الليل الهاديء الى جبهة من جبهات الحرب التي ذكرتني بايام القصف الصدامي لكربلاء المقدسة ايام الانتفاضة
واذا حل الصباح في الديوانية قبل عامين حل كئيبا ولاتزال في ذاكرتي تلك المُدرسة التي قتلتها عبوة من عبوات عصابات جيش المهدي وهي ذاهبة لارسال طفلها الصغير الى المدرسة المقاربة لمدرستها ولا ازال اتذكر دموع ذلك الطفل الذي رأى والدته مسجاة على ارض الرصيف مضرجة بدمائها مقتلولة فيما نجاه الله من الموت وكنت اقول في نفسي من سيربي هذا الطفل ( في نفسي لاني لم اجرأ الصياح حتى لا اقتل كما يقتل الناس كالنعاج ) ولا ازال تذكر واقعة استشهاد محافظ الديوانية عند العوارض التي نصبها جيش المهدي ونصب معها عبوات ذاتية التفجير ومؤمنة بتفجير عن بعد ان فشل التفجير الالي كي يتأكد القاتل الحاقد من قتله كما اتذكر جثة ذلك الشهيد المحافظ وكيف قطعت اجزاءه العليا وضاع راسه كما ضاع راس رفيقه قائد الامن في المحافظة يالها من وحشية تخجل منها الوحوش الحيوانية فيما تمارسها وحوش الارهاب ، كان فلما بالاسود والابيض وحقيقة اراه اليوم بالاسود والابيض لان من يرى الديوانية اليوم ينبهر بذلك الامن وتلك العوئل التي تتنزه في المتنزهات وترتشف الضحكات ارتشافا بعد ان قامت الدولة بخطة فرض القانون في الديوانية اليوم انا في الديوانية واشعر ان الحياة عادت لهذه المحافظة التي تبتسم مع شطها الصغير الجميل الذي يمخرها بهدوء وبليلها البهيج الذي يزيده الشباب والمراهقون حلاوة بشقاوتهم الجميلة الرائعة منظر اليوم بالالوان التي رسمها محافظ الديوانية الجديد الشيخ الخضري ومجلس محافظتها المتمثل بالشخ الخالدي منظر اليوم في الديوانية هو منظر السباق في البناء والجمال والاعمار فهنا جامعة القادسية التي تبرز عظلاتها ببناءها الجميل لجديد الذي يعيد للجامعة صرحها الوادع الجميل وبناية المحافظة التي اعتاد الديوانيون ان يسموها بالبناية الصينية لانها بنيت بالطراز الصيني وعليها احرف صينية ( توب "تو" بتوم – اي من الاعلى الى الاسفل ) ام تلك الحدائق ومدائن الالعاب التي لايجرح هدوئها ضحكات اطفال الديوانية ، انها الديوانية اليوم التي يقفز فيها البناء عموديا وافقيا كل صباح وتراها بمنظر جميل يوم بعد يوم فتياتها الذاهبات الى المدارس بضحكاتهن الخجولة وعباءاتهن الوقورة وضحكات فتيانها الهستيرية الوادعة ، وارصفتها التي تبرق الوانها الصفراء والبيضاء مع سواد قير شوارعها .
ليلة البارحة فكرت في ان اصفي جميع اعمالي لاعود لمحافظتي واهلي لابرح الغربة بعد ايام الوجد للديار والبعد لقد صارت الديوانية اليوم تختلف عما كانت عنه ايام المجرم صدام كما صارت الديوانية اليوم تختلف عما كانت عليه قبل عامين عندما كانت مسرحا للجريمة والاغتيال وشوارعها ملجأ للمفخخات والعبوات ومستنقعاتها جالبة للاوبئة والامراض ، ذهب المنظر التراجيدي في مسرح احداث الديوانية الذي رسمه الصدريون قاتما رماديا ، ويبدوا ان الكوميديا الجميلة عادت للديوانية ترسمه يد النبلاء لتعيد لنهرها ذلك الضحك الهيستيري من كثرة نكات شباب الديوانية كما عادت ابتسامة السوق المسقوف او سوق التجار كما تعودنا ان نعرفه ايام كنا في الاعدادية و عادت العروبة والجزائر وحي الاسكان كما عاد مزار ابو الفضل (ابن الكاظم )كما تعودة عجائز الديوانيين ان تسميه ، كما عادت مكتبة السيد محسن الحكيم لتفتح ابوابها بعد ان اغلقها صدام لانها كانت لالـ الحكيم كما احرقها مرات متكررة اذناب صدام من اعضاء جيش المهدي حقدا على العلم والعلماء لقد عادت لتفتح ابوابها ولتمارس ما اراده الامام الحكيم عندما فتحها لتكون جامعة تنورية لعقول الشباب وتحصينا وتذكيرية للشيوخ وتفقيهية للرجال ، انها عادت الى الحياة متحدية هاونات المجرمين وحقد الموتورين الذي كرهوها لانها ارادت الحياة للديوانية فيما اراد الصدريون الموت للديوانية
( هنا الديوانية ، هنا الديوانية ) فالف شكر لمحافظها ولشرطتها ولجيشها ولمسؤوليها الذين اعادوا صوت ( هنا الديوانية ) بعد ان اغتاله الصدريون اعواما ثلاث وصادروا ارادتها واغتالوا ضحكتها والجموا فاهها كي لاتنطق فنطقت متحدية شاخصة فاتحة اذرعها لكل مسالم محب لتنادي هنا الديوانية .
https://telegram.me/buratha