( بقلم : محمود الربيعي )
توطئةالحديث عن شخصية الخضر عليه السلام ليس أمرا عاديا لأنه يمثل عالما رباني ويحمل علما لدنيا من الخالق العظيم الذي زوده بهذا النوع من العلم الذي يمكن به ان يعظ الانبياء والرسل من اولي العزم كموسى عليه السلام ولقلة الاخبار عن صلته بالمهدي عليه السلام الا ان ذلك لايمنع من تحليل لدوره الذي بالتحديد يتعلق بشخصية مهمة كالمهدي الذي ينتظره العالم وانتقال الخضر عليه السلام من شخصية غائبة عن المسرح العام والظهور الى شخصية حاضرة لها اهمية كبرى في عالم يسيطر عليه الدجال الخادع.. يخرج اله الخضر ( ع ) ليكذبه بعد ان يتعرض الى القتل لكنه بوقفه الصلب يؤكد على كذب الدجال لينهي كذبته.انال شخصية الغائبة للخضر عليه السلام لاتعني بالضرورة عدم مشاركته في أي امر من الامور، فشخصيته قد ححدها الله سبحانه وتعالى الذي وكل اليه الامور بعد ان وهبه العلم اللدني الذي به يكشف خفايا الامور وبه يفهم العلل.. اذ ليس من المعقول ان شخصا على هذا القدر من الاهمية يحمل هذه الصفة الخاصة يتوقف على فترة قصيرة من الزمن ليؤدي مهمة واحدة ولكنه بالتاكيد كان ولم يزل يمارس مهماته دون ان نعلم عنه شيئا اذ لاصلة لنا بعمله اذ هو يفعل مايؤمر في الوقت الذي سيكون الى جانب المهدي عليه السلام يوم يقوم القائم المؤمل ليصلح مافسده الدهر، وهكذا عيسى عليه السلام يفعل مايؤمر ولايمكن ان يقف اذ ان الزمن لم يتوقف وسينتقل من عالم غيبته الى عالم حضوره.كما ان الروايات تدثنا عن حضور الخضر عليه السلام في يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويوم استشهاد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام وسنبين هذه الامور فيما سنبين انشاء الله.
حقيقة لخضر عليه السلام (عالم رباني وربما كان نبيا )الخضر عليه السلام عالم رباني وله علمه اللدني فعلى بعض النصوص الروائية انه ليس بنبي ولارسول لكن له صلة كبيرة بالله سبحانه وتعالى وقد اشار اليه القران الكريم في سورة الكهف من مرافقة النبي موسى عليه السلام له لكي يتعلم منه ، وقد يكون نبيا وفقا لروايات اخرى.عمره الطويلوكما يظهر من الروايات عمره الطويل عليه السلام فالخضر رافق رحلة موسى كما نعلم ولايزال حيا يرزق وسيكون صاحبا للامام المهدي عليه السلام وهو كذلك بالتاكيد.الخضر عليه السلام بين يدي المهدي عليهما السلامالخضر عليه السلام بين يدي المهدي عليه السلام: ان بقاء الخضر عليه السلام الى اليوم الموعود لظهور المهدي عليه السلام وكما يظهر ان التخطيط الالهي يتسم بجمع النخب المناسبة والشخصيات المعدة والمهيئة لقيادة الامة بشكل مركزي يؤدي الى الانتصار الاكيد.قال الإمام الصادق(ع): " يمشي الخضر بين يديه، ويقفو اثر رسول الله.. له ملك يسدده من حيث لايراه.. يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين يشهدون الملحمة العظمى، مأدبة الله بمرج عكا، يبيد الظلم وأهله، يقيم الدين" يوم الخلاص ص 332 إسعاف الراغبين ص112.مميزات شخصية الخضر عليه السلاماولا: الخضر معلما: لقد كان الخضر عليه السلام من خلال مصاحبته لموسى عليه السلام معلما ومدربا لبناء شخصية موسى عليه السلام من اجل ان يتحمل المسؤولية بتعلم الدروس في الصبر والاناة وبعد الرؤية في الامور وعدم العجلة في الحكم على مايراه من ظاهر الفعل.ثانيا: الخضر شاهدا: لطول مدة حياة الخضر فقد شهد الماضي والحاضر والمستقبل ليكون شاهدا على حقائق الامور والاشخاص.ثالثا: الخضر رجل مواجهة: ويتبين ذلك من خلال موقفه الصلب من الدجال.المواجهة بين الخضر والدجالعلما ان الدجال يقتل الخضر عليه السلام ثم يحييه فيقول له ماكنت قط اشد بصيرة من الان فيريد الدجال ان يقتله ثانية فلايسلط عليه.رابعا: الخضر يؤدي ادوارا خاصة لتربية وتعليم الخواص: كالانبياء والرسل باعتباره عالما ربانيا له صلة بالله سبحانه وتعالى.يخرج الخضر عليه السلام لمواجهة الدجال: عندما يكون الدجال خارج خلة بين الشام والعراق بحالة يكون فيها مشدود موثوق في الدير ( او البئر ).. كما تحدثت الروايات بخروج الخضر عليه السلام اليه أي الدجال في سباخ المدينة حولها لانه محرم على الدجال الدخول فيها ويقول الخضر عليه السلام للدجال اشهد انك انت الدجال.الجغرافية التي يتحرك فيها الخضر عليه السلام: من طبيعة الروايات يبدو ان الخضر عليه السلام سيترك في دائرة بعض الدول كالحجاز والشام والعراق وبتعبير حديث في السعودية وبالذات في المدينة المنورة بالاضافة الى المنطقة بين العراق والشام.المهمة الاساسية الظاهرة للخضر عليه السلام: الشهادة على الدجال وبيان باطل دعوته.حضور الخضر عليه السلام :اولا: في مسجد السهلةعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : مسجد السهلة مناخ الراكب قيل و من الراكب قال الخضر (عليه السلام) .ثانيا: موسم الحجكتاب الخصال المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا (عليه السلام) قال : إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور و أنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته و لا نرى شخصه و أنه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و أنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته و يصل به وحدته.ثالثا: في الاماكن التي يذكر فيهاقوله (عليه السلام) و أنه ليحضر حيث ذكر دلالة على حضوره في الأمكنة التي يذكرونها فما تعارف في هذه الأعصار بين الناس من قولهم طحين للخضر (عليه السلام) في حجرة مقفلة و إذا صار الصباح رأوا على ذلك الطحين آثار يد الخضر غير خال من الدليل بل هذا دليله لأنهم في ذلك الوقت يذكرونه في الدعاء و الصلاة . رابعا: حضوره عند وفاة الرسول الاكرم صلى الله عليه والهو عن الرضا (عليه السلام) قال : لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء الخضر فوقف على باب البيت و فيه علي و فاطمة و الحسن والحسين (عليه السلام) و رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سجي بثوب فقال السلام عليكم يا أهل البيت كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ و إنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و دركا من كل فائت فتوكلوا عليه و ثقوا به و استغفروا الله لي و لكم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم .خامسا: حضوره عند استشهاد امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلامومن كتاب الادعية المعروف بمفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي:وروي بسند معتبر ان الخضر عليه السلام اسرع الى دار امير المؤمنين عليه السلام يوم شهادته، وهو يبكي ويسترجع، فوقف على الباب، فقال: رحمك الله يابا الحسن، كنت اول القوم اسلاما، واخلصهم ايمانا، واشدهم يقينا، واخوفهم لله، وعد كثيرا من فضائله بما يقرب من هذه العبائر الواردة. ص 471. دعاء الخضر عليه السلام ( المعروف بدعاء كميل )كما تشير الروايات الى دعاء كميل بن زياد النخعي صاحب امير المؤمنين علي عليه السلام هو اصلا دعاء الخضر عليه السلام ويعتبر هذا الدعاء من اروع الادعية الماثورة عن امير المؤمنين علي (ع) الذي يشير الى ان هذا الدعاء هو دعاء اخيه الخضر عليه السلام قال العلامة المجلسي هو افضل الادعية وقد روي هذا الدعاء في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي وفي الكثير من المصادر الاخرى كمصباح المتهجد...................................................................................................................ومن كتاب الميزان في تفسير القران نقلنا مايلي من تفسير الايات الكريمة التي تتعلق بالخضر عليه السلام:" فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا" (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا " (70) سورة 18 الكهف.بيانوالعالم الذي لقيه موسى و وصفه الله وصفا جميلا بقوله: «عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما» و لم يسمه ورد في الروايات أن اسمه الخضر و كان نبيا من الأنبياء معاصر لموسى (عليه السلام) و في بعضها أن الله رزقه طول الحياة فهو حي لم يمت بعد، و هذا المقدار لا بأس به إذ لم يرد عقل أو نقل قطعي بخلافه و قد طال البحث عن شخصية الخضر بين القوم كما في مطولات التفاسير و تكاثرت القصص و الحكايات في رؤيته و مع ذلك لا تخلو الأخبار و القصص عن أساطير موضوعة أو مدسوسة.قوله تعالى: «فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا» إلخ.كل نعمة فإنها رحمة منه تعالى لخلقه لكن منها ما تتوسط فيه الأسباب الكونية و تعمل فيه كالنعم الظاهرية بأنواعها، و منها ما لا يتوسط فيه شيء منها كالنعم الباطنية من النبوة و الولاية بشعبها و مقاماتها، و تقييد الرحمة بقوله: «من عندنا» الظاهر في أنها من موهبته لا صنع لغيره فيها يعطي أنها من القسم الثاني أعني النعم الباطنية ثم اختصاص الولاية بحقيقتها به تعالى كما قال: «فالله هو الولي»: الشورى: 9، و كون النبوة مما للملائكة الكرام فيه عمل كالوحي و نحوه يؤيد أن يكون المراد بقوله: «رحمة من عندنا» حيث جيء بنون العظمة و لم يقل: من عندي هو النبوة دون الولاية، و بهذا يتأيد تفسير من فسر الكلمة بالنبوة و الله أعلم.و أما قوله: «و علمناه من لدنا علما» فهو أيضا كالرحمة التي من عنده علم لا صنع فيه للأسباب العادية كالحس و الفكر حتى يحصل من طريق الاكتساب و الدليل على ذلك قوله: «من لدنا» فهو علم وهبي غير اكتسابي يختص به أولياءه و آخر الآيات يدل على أنه كان علما بتأويل الحوادث.قوله تعالى: «قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا» الرشد خلاف الغي و هو إصابة الصواب، و هو في الآية مفعول له أو مفعول به، و المعنى قال له موسى هل أتبعك اتباعا مبنيا على هذا الأساس و هو أن تعلمني مما علمت لأرشد به أو تعلمني مما علمت أمرا ذا رشد.قوله تعالى: «قال إنك لن تستطيع معي صبرا» نفي مؤكد لصبره (عليه السلام) على شيء مما يشاهده منه في طريق التعليم و الدليل عليه تأكيد الكلام بأن، و إيراد الصبر نكرة في سياق النفي الدال على إرادة العموم، و نفي الصبر بنفي الاستطاعة التي هي القدرة فهو آكد من أن يقال: لن تصبر، و إيراد النفي بلن و لم يقل: لا تصبر و للفعل توقف على القدرة فهو نفي الفعل بنفي أحد أسبابه ثم نفي الصبر بنفي سبب القدرة عليه و هو إحاطة الخبر و العلم بحقيقة الواقعة و تأويلها حتى يعلم أنها يجب أن تجري على ما جرت عليه.و قد نفى صبره على مظاهر علمه من الحوادث حيث قال: «لن تستطيع معي» و لم ينف صبره على نفس علمه فلم يقل: لن تصبر على ما أعلمه و لن تتحمله و لم يتغير عليه موسى (عليه السلام) حينما أخبره بتأويل ما رأى منه و إنما تغير عليه عند مشاهدة نفس أفعاله التي أراه إياها في طريق التعليم، فللعلم حكم و لمظاهره حكم و نظير ذلك أن موسى (عليه السلام) لما رجع من الميقات إلى قومه و شاهد أنهم عبدوا العجل من بعده امتلأ غيظا و ألقى الألواح و أخذ برأس أخيه يجره إليه و قد كان الله أخبره بذلك و هو في الميقات فلم يأت بشيء من ذلك و قول الله أصدق من الحس و القصة في سورة الأعراف.فقوله: «إنك لن تستطيع معي» إلخ إخبار بأنه لا يطيق الطريق الذي يتخذه في تعليمه أن اتبعه لا أنه لا يتحمل العلم.قوله تعالى: «و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا» الخبر العلم و هو تمييز و المعنى لا يحيط به خبرك.قوله تعالى: «قال ستجدني إن شاء الله صابرا و لا أعصي لك أمرا» وعده الصبر لكن قيده بالمشية فلم يكذب إذ لم يصبر، و قوله: «و لا أعصي» إلخ عطف على «صابرا» لما فيه من معنى الفعل فعدم المعصية الذي وعده أيضا مقيد بالمشية و لم يخلف الوعد إذ لم ينتهي بنهيه عن السؤال.قوله تعالى: «قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا» الظاهر أن «منه» متعلق بقوله: «ذكرا» و إحداث الذكر من الشيء الابتداء به من غير سابقة و المعنى فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء تشاهده من أمري تشق عليك مشاهدته حتى أبتدىء أنا بذكر منه، و فيه إشارة إلى أنه سيشاهد منه أمورا تشق عليه مشاهدتها و هو سيبينها له لكن لا ينبغي لموسى أن يبتدئه بالسؤال و الاستخبار بل ينبغي أن يصبر حتى يبتدئه هو بالإخبار.و قد أتى موسى (عليه السلام) من الخلق و الأدب البارع الحري بالمتعلم المستفيد قبال الخضر - على ما تحكيه هذه الآيات - بأمر عجيب و هو كليم الله موسى بن عمران الرسول النبي أحد أولي العزم صاحب التوراة.فكلامه موضوع على التواضع من أوله إلى آخره، و قد تأدب معه أولا فلم يورد طلبه منه التعليم في صورة الأمر بل في صورة الاستفهام هضما لنفسه، و سمي مصاحبته اتباعا منه له، ثم لم يورد التعليم في صورة الاشتراط بل قال: على أن تعلمن إلخ، ثم عد نفسه متعلما، ثم أعظم قدر علمه إذ جعله منتسبا إلى مبدإ غير معلوم لم يعينه باسم أو نعت فقال: «علمت» و لم يقل: تعلم، ثم مدحه بقوله: «رشدا» ثم جعل ما يتعلمه بعض علمه فقال: «مما علمت» و لم يقل: ما علمت ثم رفع قدره إذ جعل ما يشير عليه به أمرا يأمره و عد نفسه لو خالفه فيما يأمر عاصيا ثم لم يسترسل معه بالتصريح بالوعد بل كنى عنه بمثل قوله: «ستجدني إن شاء الله صابرا و لا أعصي لك أمرا».و قد تأدب الخضر معه إذ لم يصرح بالرد أولا بل أشار إليه بنفي استطاعته على الصبر ثم لما وعده موسى بالصبر إن شاء الله لم يأمره بالاتباع بل خلى بينه و بين ما يريد فقال: «فإن اتبعتني»: ثم لم ينهه عن السؤال نهيا مطلقا في صورة المولوية المحضة بل علقه على اتباعه فقال: «فإن اتبعتني فلا تسئلني» حتى يفيد أنه لا يقترح عليه بالنهي بل هو أمر يقتضيه الاتباع.قصة الخضر (عليه السلام)- لم يرد ذكره في القرآن إلا ما في قصة رحلة موسى إلى مجمع البحرين، و لا ذكر شيء من جوامع أوصافه إلا ما في قوله تعالى.«فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما»: الآية - 65 من السورة و الذي يتحصل من الروايات النبوية أو الواردة من طرق أئمة أهل البيت في قصته ففي رواية 1 محمد بن عمارة عن الصادق (عليه السلام): أن الخضر كان نبيا مرسلا بعثه الله تبارك و تعالى إلى قومه فدعاهم إلى توحيده و الإقرار بأنبيائه و رسله و كتبه، و كان آيته أنه لا يجلس على خشبة يابسة و لا أرض بيضاء إلا أزهرت خضراء و إنما سمي خضرا لذلك، و كان اسمه تاليا بن مالك بن عابر بن أرفخشد بن سام بن نوح الحديث و يؤيد ما ذكر من وجه تسميته ما في الدر المنثور، عن عدة من أرباب الجوامع عن ابن عباس و أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إنما سمي الخضر خضرا لأنه صلى على فروة بيضاء فاهتزت خضراء.و في بعض الأخبار كما فيما رواه العياشي عن بريد عن أحدهما (عليهما السلام): الخضر و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا نبيين الحديث لكن الآيات النازلة في قصته مع موسى لا تخلو عن ظهور في كونه نبيا كيف؟ و فيها نزول الحكم عليه.و يظهر من أخبار متفرقة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أنه حي لم يمت بعد و ليس بعزيز على الله سبحانه أن يعمر بعض عباده عمرا طويلا إلى أمد بعيد و لا أن هناك برهانا عقليا يدل على استحالة ذلك.و روى القصة العياشي في تفسيره، بطريقين و القمي في تفسيره، بطريقين مسندا و مرسلا، و رواه في الدر المنثور، بطرق كثيرة من أرباب الجوامع كالبخاري و مسلم و النسائي و الترمذي و غيرهم عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): و الأحاديث متفقة في معنى ما نقلناه من صدر حديث محمد بن عمارة، و في أن الحوت الذي حملاه حي عند الصخرة و اتخذ سبيله في البحر سربا لكنها تختلف في أمور كثيرة إضافتها إلى ما في القرآن من أصل القصة.منها ما يتحصل من رواية ابن بابويه و القمي: أن مجمع البحرين من أرض الشامات و فلسطين بقرينة ذكرهما أن القرية التي ورداها هي الناصرة التي تنسب إليها النصارى، و في بعضها أن الأرض كانت آذربيجان: و هو يوافق ما في الدر المنثور عن السدي: أن البحرين هما الكر و الرس حيث يصبان في البحر و أن القرية كانت تسمى باجروان و كان أهلها لئاما و روي عن أبي: أنه إفريقية، و عن القرظي أنه طنجة، و عن قتادة أنه ملتقى بحر الروم و فارس.انتهىالميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم...................................................................................................................................وعن كتاب النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائري في الفصل الثامن "انه ورد فيكتاب الخصال المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا (عليه السلام) قال : إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور و أنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته و لا نرى شخصه و أنه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و أنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته و يصل به وحدته.أقول : في قوله (عليه السلام) و أنه ليحضر حيث ذكر دلالة على حضوره في الأمكنة التي يذكرونها فما تعارف في هذه الأعصار بين الناس من قولهم طحين للخضر (عليه السلام) في حجرة مقفلة و إذا صار الصباح رأوا على ذلك الطحين آثار يد الخضر غير خال من الدليل بل هذا دليله لأنهم في ذلك الوقت يذكرونه في الدعاء و الصلاة . و عن الرضا (عليه السلام) قال : لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جاء الخضر فوقف على باب البيت و فيه علي و فاطمة و الحسن والحسين (عليه السلام) و رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد سجي بثوب فقال السلام عليكم يا أهل البيت كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ و إنما توفون أجوركم يوم القيامة إن في الله خلفا من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و دركا من كل فائت فتوكلوا عليه و ثقوا به و استغفروا الله لي و لكم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا أخي الخضر جاء يعزيكم بنبيكم .وورد ايضا:عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : مسجد السهلة مناخ الراكب قيل و من الراكب قال الخضر (عليه السلام) .وفيتفسير العياشي عن يزيد عن أحدهما (عليهما السلام) قال : قلت له ما منزلتكم في الماضين أو بمن تشبهون منهم قال الخضر و ذو القرنين كانا عالمين و لم يكونا بنبيين .
النور المبين في قصص الانبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائري.نتهى
المصادر
يوم الخلاص ص 332 إسعاف الراغبين ص112
الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيمالنور المبين في قصص الانبياء والمرسلين للسيد نعمة الله الجزائريموقع السراج في الطريق الى الله لتدقيق الايات الكريمةwww.alseraj.netمفاتيح الجنان للشيخ عباس القمي18/06/2008
https://telegram.me/buratha