( بقلم : عبد الرسول زيارة )
وانا انظر في ما كان يصلني من برقيات التهنئة التي بعث بها وزراء ونواب ومسؤولون حكوميون وصحفيون واعلاميون واساتذة جامعيون وكتاب وادباء وفنانون ورجال دين وشيوخ عشائر ورياضيون وطلبة ونساء ومواطنون من مختلف المهن والاعمال وعراقيون في كل مكان، كنت اشعر بسرور كبير وغبطة عارمة. فقد تاكد لي باننا كنا قد فعلنا شيئا مهما كان صغيرا او كبيرا ولكنه وفي النهاية نال استحسان الاخرين وكان يبعث على رضاهم .
ومثل ذلك فقد شعرت ان هذه الرسائل الكثيرة لم تزدنا فخرا فحسب وانما كانت تحملنا مسؤولية جديدة ، فما يرضي المسؤول والمواطن معا لابد وان يكون كبيرا فقد جرت العادة عندنا على ان يعارض المواطن قناعة المسؤول فثمة خلافات مستمرة مصدرها التقصير من المسؤول احيانا وعدم التفهم من المواطن في احيان اخرى. وفي الرسائل التي تلقيتها من مواطنين خارج المناصب والمسميات الاخرى كنت اقرأ عبارات الرضا عما كنا نكتبه وننشره في ابراز الوجه المشرق للعراق ، وربما وجدت من يثني على تفردنا في هذا المجال ، ففي العراق وكما قرأت في رسالة احدهم صحف واذاعات ومحطات تلفزة وقنوات فضائية كثيرة تهتم بالاخطاء وتبالغ في تقريع المسؤولين ومهاجمتهم ولكننا لم نجد من يهتم بابداع المبدعين او جهاد المجاهدين او اخلاص المخلصين فقد بقي هؤلاء البناة الذين يعملون بكل شرف واباء خارج دائرة الضوء وكان الحكومة كلها سلب وليس فيها ما هو جانب مشرق. والحق انني وجدت في هذه الرسالة مايدل على ان المواطن العراقي لم يعد مشغولا بالمفسدين والارهابيين والساعين في الارض فسادا فحسب وانما بدأ يبحث عمن يظهر وجه بلدهم الاخر ويعزز الثقة في ما بينهم وبين حكومتهم التي انتخبوها بارادتهم.
فلم يعد نفاقا ان نتحدث عما تنجزه هذه الدائرة او تحققه تلك فهذا كله عطاء للوطن وما دام الامر كذلك فمن حق كل مخلص غيور ان يرى من يتوقف عند عطائه ويقدر له جهده المبدع. كانت هذه فلسفتنا منذ البداية وقد عملنا بموجبها ونسجنا على منوالها نريد بذلك ان نعزز مسيرة البناء وان نشيع روح الامل في النفوس ، وكانت هذه خطواتنا الاولى حيث سبقنا من دعا الى المصالحة الوطنية بدعوتنا اليها منذ زمن بعيد وطفنا انحاء البلاد الجبل والسهل والهور نزرع المحبة في الصدور ونقتلع الاشواك من الجذور داعمين ومساندين ومؤازرين لكل جهد خير هدفه العراق وبناء العراق وحب العراق .
واليوم ونحن نطوي صفحة مشرقة من صفحات العمل الجاد والمثمر فاننا نؤكد العزم على ان نمضي في ذات الطريق معاهدين حكومتنا وشعبنا على ان نخدم كل هدف شريف ونسعى الى كل غاية نبيلة وفي الوقت ذاته فان خير ما نختتم به رسالتنا هذه هو ان ندعو حكومتنا الى ان تزيد من اهتمامها بالاعلام الحر المستقل وان تؤسس لكل مجهود يفضي الى دعم الكلمة الحرة فبها وحدها نبني وبها وحدها نفتح الافاق واسعة امام كل رغبة في التقدم والتطور .
https://telegram.me/buratha