( بقلم : جميل الحسن )
خلال سيطرتها على عدد من المناطق في العراق عملت عناصر جيش المهدي على تعميم قوانيها الخاصة والتي من بينها حظر الموسيقى ومشاهدة الافلام السينمائية والزام باعة الاقراص الليزرية بذلك ,فضلا عن اجبارهم على عرض الاقراص والاشرطة التي تتغنى بمقتدى وجيش المهدي المدبلجة على الطريقة الصدامية التي كان تلفزيون الحكومة القديم والبائس والمتخلف يقوم بعرض اناشيد تمجد القائد الضرورة بطل الجحور القومي وبطولاته الكاذبة والوهمية والتي تبخرت مع دخول اول دبابة امريكية الى العاصمة بغداد وهروب الطاغية عن المواجهة واختبائه في اوكاره السرية.بنفس الطريقة حاولت ميليشيات جيش المهدي العمل ولكن بوجه مختلف عندما استعملت الاساليب والوسائل البعثية السابقة ولكن بثوب جديد ولال يقل قسوة عنها ,حيث اجبرت الجميع على الالتزام بقوانينها الخاصة وبالقوة من خلال تعميم ونشر الافكار الظلامية المتخلفة والتي من بينها تحريم الموسيقى والسينما والرسم وباقي الفنون الاخرى
وافلام المخرج المصري يوسف شاهين الذي يتهمه جيش المهدي بالعداء والالحاد ,حيث اصدروا تعميما الى اصحاب محلات الاقراص بمنع تداول وبيع الاقراص الخاصة بافلامه وذات مرة وجدوا عددا من الاقراص الخاصة بافلامه لدى احد الباعة في سوق مريدي في مدينة الثورة حتى جن جنونهم ,اذ سارعوا الى اعتقال البائع وتكسير محله واشرطته. وهذا العداء للمخرج العالمي يوسف شاهين كان بسبب احد المشايخ من قادة جيش المهدي الذي سمع روايات عن افلامه دون مشاهدتها لان مشاهدة هذه الافلام تحمل اثما كبيرا وعداءا للاسلام كما يتصور هذا الشيخ الجاهل الذي يؤكد المقربون منه انه لايحمل اية مؤهلات اوشهادات جامعية باستثناء انه كان راسبا في الصف الثاني متوسط وكان فاشلا في دروس الرياضيات واللغة الانكليزية وحتى اللغة العربية ,
حيث لم يكن قادرا على اعراب جملة مفيدة واحدة وعاجزا ايضا عن معرفة المبتدأ من الخبر واخوات كان وان ,قبل ان يتحول الىمهنة بيع الفلافل في (سوق مريدي) ليلتحق وقبل سقوط النظام الصدامي البائد باشهر معدودة باحد المشايخ المقربين من مقتدى الصدر في وقتها ليتفاجا الجميع بوضعه الجديد بعد سقوط صدام وهو يضع العمامة على راسه ويصبح احد المشايخ البارزين في التيار يتولى اصدار الفتاوي بشان مختلف القضايا من دون ان يفهمها حتى .عداء جيش المهدي للفن بشكل عام برز بشكل لافت مع سقوط النظام حيث تم شن حملة لتدمير التماثيل والاعمال الفنية لكبار الفنانين والنحاتين والموزعة في مختلف شوارع العاصمة بغداد وفي داخل مدينة الصدر حتى ,حيث قامت عناصر جيش المهدي باقتلاع تمثال الام العراقية للنحات الكبير محمد غني حكمت والذي كان موجودا في ساحة (55) وقد صادف مرور احد تلاميذه من امام الشاحنة التي كانت تقوم باقتلاع التمثال من مكانه ونقله الى احد كور صهر النحاس في منطقة الاورفلي القريبة من مكان التمثال ,حتى سارع لابلاغه وتحشيد المعارف والاصدقاء لاقناع عناصر جيش المهدي باعادة التمثال بدلا من صهره وقد تم اقناعهم وبعد جهد كبير على شراء التمثال منهم بدلا من تدميره ,
خاصة وان مبلغ النحاس المصهور بداخل التمثال لايصل الى عشر الثمن المعروض لشراء التمثال ومن اللافت ان عناصر جيش المهدي قد قامت وبعد اقتلاع التمثال بوضع لافتة على قاعدته تضمنت عبارة (رابطة تهديم الاصنام ) في اشارة ذات مغزى واضح وقامت بوضع جدارية كئيبة في مكان التمثال تحاكي بطولات مقتدى الوهمية وانتصاراته المزعومة والتي لم تكن موجودة سوى في اذهان هذه العناصر وقوانينها الجاهلية المتخلفة وعداؤها الذي لاينكر للفن من خلال تحريم الاشرطة والاقراص الخاصة باعمال الفنانين الكبار امثال يوسف شاهين الذي لاتربطه اية رابطة او علاقة بجيش المهدي ولم يسمع به من قبل وعدم السماح ببيعها او تداولها في اعتداء سافر على حرية المواطنين الشخصية
https://telegram.me/buratha