المقالات

طوفان الأقصى يضعُ النقاط على الحروف


 

 

لقد أبهر شعوب العالم وأجفلهم وجعلهم ملتصقين أمام الشاشات فاتحي ّ العيون والأفواه ليتأكدوا مما شاهدوا من عمل بطولي جبار قام به طوفان الأقصى ، هذا الطوفان الذي أرجع القضية الفلسطينية الى الحياة بعد أن أرادت جميع قوى الشر أن تشطبها من قاموس الوجود ، وفي جريان هذا الطوفان المرعب كشف الكثير من الحقائق التي غابت او أرادت ان تغيّبها الأنظمة الاستبدادية القمعية ، أن سبب عدم قيام الدولة الفلسطينية هم الأنظمة العربية التي عملت على إضعاف هذه القضية بل حاربت كل مشروع حقيقي يؤدي الى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في قيام دولتهم ، فهذه الفصائل

الفلسطينية التي وجدت من يساعدها ويدعمها في الإعلام والسلاح نلاحظها هزت الكيان الغاصب وجعلته يعيش في رعب حقيقي وهو يرى مستوطناته تسقط واحدة تلو الأخرى في ساعة واحدة بيد مجموعة من الشباب المقاوم الذي لا يمتلك إلا السلاح الخفيف وقد قتل من يقاومه ويأسر المئات من جنوده ويرجع الى قواعده سالما ، فإذا كانت الحكومات العربية قد دعمت هذا الشعب الفلسطيني المقاوم بالسلاح والإعلام من بداية الاحتلال الصهيوني هل سيبقى هذا الشعب تحت سيطرت الصهاينة يمنعون عنه كل أسباب العيش الكريم ، وقد أثبت هذا الطوفان أن الباطل مهما توحد وقوى وكثر عدده وتعددت مجاميعه لا يمكن له أن يواجه الحق مهما قل عدده أو ضعفت مجاميعه ، لأن النصر لا يعرف إلا من يؤمن به ولا يأتي الإيمان إلا ان ترخص الروح من أجل تحقيق النصر ، فهذا الشباب المؤمن بعدالة قضيته قد هجم على أحدث منظومة سلاح في الكون وأكثر جنوداً تدريباً ودعماً مادياً ومعنوياً وإعلامياً وإستخبارياً ومحمياً من قبل أكبر قوة في العالم ، ولكن هذا الشباب المؤمن قد جرف كل هذا الجيش الصهيوني وما يحويه من تكنولوجيا وسلاح وحماية وإعلام في مزبلة الفشل والوهن والضعف خلال ساعات قليلة ، وقد أثبت هذا الطوفان ان القضايا العادلة لا تموت مهما تعرضت لعوامل تحاول القضاء عليها ولكنها تمر بسبات حتى تجد من يؤمن بها ويحملها من جديد ، وقد حاولت حكومات التطبيع ومن خلفها أمريكا والكيان الصهيوني ان يقضوا على القضية الفلسطينية ولكن هذه القضية دخلت في سبات عميق حتى ولد التعاون الإيراني الفلسطيني في زمن الفتنة والضياع العربي والإسلامي فاستيقظت القضية الفلسطينية ووقفت مستندةً على هذا التعاون الذي أوّلَدَ طوفان الأقصى وهو الذي أرجع الى الأمة عزتها وكرامتها والى الشعوب العربية والإسلامية حياتها ، فشكرا لك يا طوفان لأنك قد وضعت النقاط على الحروف .

خضير لعواد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك