المقالات

قول للعراقيين فقــط

1200 14:29:00 2008-06-16

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

بعد أن اصبحت الصورة واضحة تماما في المشهد العراقي ازاء الموقف الوطني من مسودة الاتفاقية العراق ـ امريكية وما شاب بعض بنودها من غموض، فقد كان للمجلس السياسي للامن الوطني وكافة القوى الدينية والسياسية الوطنية تقييم واضح على انها تخل بالسيادة الوطنية، وفي ذات الوقت يتعين على تلك القوى العمل على اخراج العراق من طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، فالعراق منذ 1991 يخضع للوصاية الدولية وهو مسلوب السيادة الكاملة، غير أن اخراجه من هذا البند منوط باجراء اتفاقات تضمن السلامة الوطنية، والعمل على جهوزية المؤسسة الامنية، ومن هنا بدا التفكير والعمل بشكل جدي في ابرام تفاهمات مع الولايات المتحدة لتحديد مسارات استكمال السيادة الوطنية وفق مبادئ تعزيز السيادة العراقية، الشفافية والوضوح، وأن تحظى باجماع وطني، وتعرض على ممثلي الشعب (البرلمان) والمزايدات السياسية في هذا السياق تعد ضرباً من التدليس والخداع، اذ لا توجد محاولات لتمرير الاتفاقية خلف الكواليس وفي الاروقة المظلمة، وليس غريبا ان تظهر هواجس هنا وهناك من الجوار الاقليمي، فالعراق الجديد محطة امن وبناء وليس منطلقا للعدوان على دول المنطقة وغيرها، الا ان المطلوب من جيران العراق الوقوف الحازم والمعلن ضد كل من يحاول العبث بامنه وامانه او من يحاول التدخل في شئونه الداخلية، والتراخي في هذا الموضوع هو حتما سينعكس على الجميع دون استثناء.

إن استشراف الرؤية الاستراتيجية للبناء المؤسسي الوطني العراقي تنطلق من تهيئة ارضية خصبة للتفاهم والتحاور ومد جسور متينة تستجلي وتستقرئ القواسم المشتركة، مستندة الى اسس لانتاج تفاهمات وتحالفات تخرج من شرنقة المزايدات وتنطبق على ارضية واقعية، وبما يولد اكبر مساحة من المشتركات، اذ ان مستقبل العراق بتلاوينه كافة لا يمكن ان يرسو الى حالة سياسية واقتصادية مستقرة ما لم يعتمد مبدأ الشراكة بين المكونات العرقية والاثنية والفكرية الجامحة لشرائح الشعب العراقي كخيار حضاري وسياسي واستراتيجي ويحفظ مضامينه واتجاهاته بالاسس المتينة لبناء تجربة عراقية جديدة تختلف بجوهرها وشكلها ومناخاتها وطقوسها عن مضامين شكل وجوهر التجارب السياسية التي فرضتها المراحل الماضية بكل تداعياتها.

وغير بعيد عن الشأن العراقي فكل الشواهد تؤكد وتشير الى انهيار القاعدة والمجاميع المسلحة المرتبطة بها وافولها عياناً واعتقال قياداتها، وبدأ انصارها بالهجرة المعاكسة الى خارج العراق، الا ان الصراع لا ينتهي عند تخوم القاعدة وحسب اذ تمر حاليا في مرحلة الاحتضار الحقيقي للارهاب الوافد بكل انواعه بعد أن جففت معظم منابعه، والتحول الاخير الذي صاحب المجتمع العراقي في المناطق الغربية المتمثل بمجالس الاسناد اعطى الاخير مساحة متميزة في تسريع انهائها، وبذلك اثبتت القاعدة انها جسم غريب على المجتمع العراقي ضرورة اجتثاثه لينعم العراق الديمقراطي التعددي الفيدرالي الدستوري بالامن ويستكمل مشوار الاعمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك