( بقلم : محمود الربيعي )
تاييد عيسى بروح القدس: وعلى وجه العموم وجود تاييد ودعم لعيسى عليه السلام بروح القدس كما تشير اليه الاية الكريمة " اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبرئ الاكمه والابرص باذني واذ تخرج الموتى باذني واذ كففت بني اسرائيل عنك اذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم ان هذا الا سحر مبين" سورة 5 المائدة الاية 110.
و قوله: «إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس» الظاهر أن التأييد بروح القدس هو السبب المهيىء له لتكليم الناس في المهد، و لذلك وصل قوله «تكلم الناس» من غير أن يفصله بالعطف إلى الجملة السابقة إشعارا بأن التأييد و التكليم معا أمر واحد مؤلف من سبب و مسبب، و اكتفى في موارد من كلامه بذكر أحد الأمرين عن الآخر كقوله في آيات آل عمران المنقولة آنفا: «و تكلم الناس في المهد و كهلا»، و قوله: «و آتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس»: «البقرة: 235». على أنه لو كان المراد بتأييده بروح القدس مسألة الوحي بوساطة الروح لم يختص بعيسى بن مريم (عليهما السلام) و شاركه فيها سائر الرسل مع أن الآية تأبى ذلك بسياقها.
الفرق بين الوفاة والموت: رفع عيسى عليه السلام: من الثابت في القران الكريم رفع عيسى عليه السلام وانه لم يقتل بل شبه لهم وهو باق على قيد الحياة ليظهر من جديد بعد ان ياذن له الله بالظهور ليقوم بدوره كقائد من قوات المهدي واداء مهمات ضرورية ومتعددة وحاجة البشريه اليه كمنقذ وموجه ومصلح كبير الى جانب رفاقه جبريل وميكال والخضر عليهم السلام."اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" سورة 3 ال عمران الاية 55. من تفسير الميزان:قوله تعالى: و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا، الرفع خلاف الوضع، و الطهارة خلاف القذارة، و قد مر الكلام في معنى الطهارة.
و حيث قيد الرفع بقوله: إلى، أفاد ذلك أن المراد بالرفع الرفع المعنوي دون الرفع الصوري إذ لا مكان له تعالى من سنخ الأمكنة الجسمانية التي تتعاورها الأجسام و الجسمانيات بالحلول فيها، و القرب و البعد منها، فهو من قبيل قوله تعالى في ذيل الآية: ثم إلي مرجعكم، و خاصة لو كان المراد بالتوفي هو القبض لظهور أن المراد حينئذ هو رفع الدرجة و القرب من الله سبحانه، نظير ما ذكره تعالى في حق المقتولين في سبيله: «أحياء عند ربهم»: آل عمران - 169، و ما ذكره في حق إدريس (عليه السلام): «و رفعناه مكانا عليا»: مريم - 57.و ربما يقال: إن المراد برفعه إليه رفعه بروحه و جسده حيا إلى السماء على ما يشعر به ظاهر القرآن الشريف أن السماء أي الجسمانية هي مقام القرب من الله سبحانه، و محل نزول البركات، و مسكن الملائكة المكرمين، و لعلنا نوفق للبحث عن معنى السماء فيما سيأتي إن شاء الله تعالى.
و التطهير من الكافرين حيث أتبع به الرفع إلى الله سبحانه أفاد معنى التطهير المعنوي دون الظاهري الصوري فهو إبعاده من الكفار و صونه عن مخالطتهم و الوقوع في مجتمعهم المتقذر بقذارة الكفر و الجحود. انتهى.الميزان في تفسير القران للعلامة المرحوم محمد حسين الطباطبائي الحكيم.شبه لهم قتله وصلبه: فالاية صريحة واضحة تبين ان عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب."وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا" سورة 4 النساء الاية 157.المسيح عبد لله وليس بثالث ثلاثة: ان المسيح عليه السلام لايستحي ان يكون عبدا لله فهو مقر بالعبودية لله ولم يدع غير ذلك وقد لاقى في سبيل عقيدة التوحيد الالم والاذى في جنب الله وسيعود من جديد ليكرر دعوته الى التوحيد الى جانب المهدي عليه السلام "يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فامنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السماوات وما في الارض وكفى بالله وكيلا" سورة 4 النساء الاية 171.
عيسى يرفض ان يدعى وامه الهين من دون الله : وقد رفض عيسى عليه السلام ان يتخذه العباد الها من دون الله فهو يقر بالعبودية لله ولايستحي ان يعترف بذلك "واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب" سورة 5 المائدة الاية 116.
مائدة من السماء تنزل ببركة دعاء عيسى عليه السلامان من معاجز عيسى عليه السلام ان دعا ربه لينزل مائدة من السماء لتبيت صلته بالله سبحانه وتعالى وكان له ذلك "قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا واية منك وارزقنا وانت خير الرازقين" سورة 5 المائدة الاية 114.
عيسى عليه السلام يبشر بالرسول الذي ياتي من بعده: ان اهم عمل قام به عيسى عليه السلام لحفظ عقيدة التوحيد ووحدة الامة المؤمنة هو تبشيره بالنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ولينهي الجدال على انه ليس بخاتم الانبياء"واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين" سورة 61 الصف الاية 6. عيسى والعالم المسيحي: ظهور عيسى عليه السلام يشكل اهمية كبيرة للعالم المسيحي ومن المؤكد انه بظهوره سيواجه هذا العالم الذي ينتظره والذي يشكل نسبة كبيرة من البشر الذي يعيشون على الارض ولهم معتقداتهم وافكارهم وفلسفتهم ونظريتهم للكون والحياة ولاصل الانسان وموقع الرب من حياتهم وبالتاكيد فن للعالم المسيحي تاريخه العريق وعلماء دين وكتب يؤمنون بها اشد الايمان وليس من السهولة ان يقتنعقوا بعكس مايؤمنوا به وهم سيطالبون بالدليل والبرهان لذلك فان مسؤولية عيسى عليه السلام كبيرة ولكنها ليست شاقة بالنسبة له وهو من هو من النبوة والرسالة والقدرات التي تؤهله لاقناع اعداد كبيرة من العقلاء واصحاب العقول المتحررة من المسيحيين خصوصا الذين يؤمنون بالحرية والعدالة ومبادئ السلام ويؤمنون بالدليل والبرهان ويبقى عدد كبير ايضا من الذين لايقتنعون مهما كانت هنالك ادلة كما حدث مع بقية الانبياء والرسل من اتهام انبياءهم ورسلهم بالسحر والجنون الى غير ذلك من التهم على ان ذلك سوف لن يحول دون التاثير الكبير الذي سيظهر على بقية اهل الاصلاح والحرية والتحرر من الجمود خاصة وهم يعيشون في عالم يشهد العلوم المختلفة التي تجعله يرفض الجمود على النصوص والحكايات والقصص التاريخية التي يشكون في صدقها.
المصادرالقران الكريمموقع السراج في الطريق الى الله لتدقيق الايات الكريمة
https://telegram.me/buratha