( بقلم : سلام عاشور )
لم تعد ساعة الهجوم على العناصر المسلحة والخارجة على القانون في محافظة ميسان بعيدة, اذ ان القوات المسلحة بكافة صنوفها قد اعدت العدة للهجوم على عناصر جيش المهدي في محافظة ميسان, بعد ان التجأ اليها واختفى فيها الكثير من العناصر المطلوبة للعدالة والقادة الميدانيين لجيش المهدي في مدينتي الصدر والشعلة وكذلك في محافظات كربلاء وبابل والناصرية والبصرة والكوت.. ويقدر المراقبون العسكريون ان عدد من هرب الى العمارة يتجاوز الخمسة الاف كثير منهم من جيش المهدي وبعضهم مجرمين وزعماء عصابات للخطف والتسليب مطلوبون للعدالة.
وافاد مصدر امني مطلع ان محافظة ميسان ظلت وطوال السنوات الخمس الماضية محطة للتهريب من والى داخل البلاد وقد انتشرت في ربوعها المئات من العصابات المحترفة ناهيك عن عناصر جيش المهدي التي اقامت امارة على نمط (امارات القاعدة) التي تهاوت مؤخرا في مناطق اخرى من العراق.
ويضيف المصدر: ان العمارة – المدينة – كانت خارجة على سلطة الحكومة وتابعة لمكتب التيار الصدري في النجف ومن هناك تدار بعيدا عن العاصمة بغداد. خصوصا بعد الانتخابات التي جرت اواخر عام 2005 والتي زورها جيش المهدي ليحصل على الاغلبية في مجالس المحافظة وكذلك على منصب المحافظ, وظل جيش المهدي هو القوة المسيطرة فيها رغم كل ما كان يجري لاقناع مسؤوليها (من اتباع مقتدى الصدر) للالتزام بالقوانين المرعية, بل ان محاكم العمارة ومدارسها ودوائرها الحكومية تدار من قبل ممثلي جيش المهدي.. ولهذا وجدنا ان تخصيصات العمارة المرصودة في ميزانية عام 2006 و2007 لم ينفذ الا جزء يسيرا منها مما حرم ابناء المحافظة من حملات اعادة البناء والاعمار التي شهدتها المحافظات الاخرى.
ولعل اسوأ دور قام به جيش المهدي في هذه المحافظة هو ان جعل منها ملاذا امنا للهاربين المجرمين وقطاع الطرق والمهربين للمخدرات من الخارج والسيارات والاثارمن الداخل! وبعد تطهير البصرة والناصرية والكوت ومدينتي الصدر والشعلة وانتقال عناصر جيش المهدي (المسؤولة) عن الاعمال الاجرامية في المناطق المذكورة اعلاه , فقد قررت الحكومة ان تكون معركة العمارة المقبلة حاسمة ونهائية, وكان المتوقع ان تكون بدايتها بنهاية تخليص البصرة من سيطرة جيش المهدي الا ان انشغال القوات الامنية العراقية بعملية ام الربيعين في الموصل قد ارجأت العملية العسكرية في العمارة.
ويقدر الخبراء العسكريون ان معركة العمارة ستكون قصيرة قياسا الى البصرة والكوت والناصرية, لان العصابات المختفية والمسيطرة هناك, لاتملك القوة الكافية لمواجهة قوات الجيش والشرطة المدججتان بالسلاح والمدعومتان بالطيران العسكري.. والى ذلك فأن فرصة الهرب الى خارج العراق متوفرة اكثر من اية منطقة اخرى بالنسبة لجيش المهدي, فالحدود مع ايران مفتوحة وغير خاضعة لسلطة الحكومة وعلى امتداد الحدود المقابلة لمحافظة العمارة .. ويبدو ان حملة اخرى ستترافق مع الهجوم على العمارة وهي حملة تطهير الاهوار التي لجأ اليها المئات من قيادات جيش المهدي المطلوبين امام القضاء.
https://telegram.me/buratha