المقالات

ثرثرة سياسية على ضفاف الواتساب..!

739 2023-09-27

قاسم العجرش qas200@gmail.com

 

تسود الثرثرة واقع الجماعات المتسيسة الراهن، وتتفشى بشكل أكثر وضوحا، في أوساط المنخرطين بحافات العمل السياسي العراقي، “أنا اثرثر إذا أنا موجود”، هذه هي الحقيقة التي تصك واقع تلك الجماعات، وتنمط حياتهم من الضباح الى المساء، على مواقع التواصل الأجتماعي، وفي مجاميع الواتساب على وجه الخصوص..

إنها عملية طحن هواء والنقش على فراغ..حقيقتها لا تعدو البوح والتنفيس عن النفس، وبالأخير هي عملية ليست منتجة، ومضيعة لوقت الجادين، المتطلعين لإدارة وقتهم إدارة نافعة.. الصداع والتوتر النفسي نتاجها الأغلب..!

في أغلب الأحيان فإن السبب الحقيقي للثرثرة السياسية، يكمن في  رغبة ذاتية، ساعية إلى الانخراط في نقاش حاد أو حوار، بلا مقدمات أو قواعد وأسس وشروط..حوارات عقيمة المخرجات،  لن يكون من مؤداها الوصول إلى تفسيرات للأحداث والوقائع، وبالتالي لا تستطيع التأثير بالواقع، ناهيك عجزها البين، عن تغييره ولو تدريجيا، لهذا فهي بالحقيقة صيد هواء في شبك..!

صحيح أن بعض الأطروحات؛ التي تثار في مجاميع الثرثرة السياسية، تكتنف على مضامين مهمة وقدحات تفكير رائعة، لكنها مضامين تضيع و تتهالك في زحام الثرثرة؛ لأن أهداف متعاطيه،لا تعدو تنفيس الذات المكبوتة أو المقموعة!

الثرثرة السياسية لها ناتج عرضي خطير، هو الأختلاف الذي سرعان ما يتحول الى خلاف يجر خلافات، تتعاظم فيما بعد؛ لتتحول الى مواقف شخصية حادة..أحدهم أختلفت معه قبل عدة سنوات، على صوابية موقف إلهه السياسي من قضية ما، لكنه اليوم يرى اللحم العالق بين أضراسه ولا يراني، مع أني وإياه كنا صديقين حميمين، لأكثر من عشرين سنة..! .

معظم ما يثار قي مجاميع الثرثرة السياسية، كلام ليس للنشر، ولا يؤثر في الرأي العام، لأنه لا يصله للأسباب كثيرة، بينها أن مطلقي هذا الكلام لا يودون نشره، لإفتقادهم الى شجاعة التعبير العلني عن رأيهم، أو لأنهم متأكدين أن ما يقولونه؛ متجاوز لمساحات الحقيقة وبعيد عنها، أو لخوائهم المعرفي، أو لأن ما طرحوه؛ كان بالحقيقة رأي عيرهم، وسووله (𝓬𝓸𝓹𝔂 𝖆𝖓𝖉 (𝓹𝓪𝓼𝓽𝓮..!

إن ما تطرحه ألسن هؤلاء، ليس أكثر من حصاد لما يقوله غيرهم في اكثر الأحيان، فيعيدون تدويره كما تدور النفايات؛ متبنين له على أنه نتاج رؤيتهم، وبالتالي سيكونون عبيدا لرؤية غيرهم...حواراتهم لا تتعدى العلاقة بين اللسان والأذن، وهي علاقة فارغة من أي أثر ثقافي أو معرفي. لأنها علاقة ناتجة عن ثقافة شفاهية متهرئة..!

الحالة السياسية العراقية مصابة بهذا المرض الخطير، فالثرثرة السياتسية في معظم مخرجاتها، عبارة عن كلام مشخصن متكلف، لا يخرج منه حق..تمشدق بأقول تطلق من غير ضابطة أو أحتراز، أو بكلام فائض عن حاجة المثرثرين، فيخرج منهم بسبب فيضان البالوعة..!

وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل مخيف في إتساع هذه الظاهرة، بحيث تحولت تلك الوسائل الى كلام بلا طائل أو مضمون..والحصيلة المرة؛ نحن نعيش في عالم شهوة الكلام بلا تدبر، مدفوعين برغبة قوية الى الحديث بأي شكل..!

الثرثرة السياسشية تعني غياب الوعي بأهمية الوقت، ..! خلاصتها أرتفاع بضغط الدم، وتصاعد بمستويات السكر التراكمي، حرقة بالمعدة زضيق بالصدر، لكن الأهم هو تجريح الآخرين والنيل منهم، إضرار بهم وإضاعة وقتهم، وإرهاقهم نفسيا وذهنيا.

كلام قبل السلام: رغم أن هؤلاء يصيغون أطروحاتهم بمهارات فائقة، فتخرج في صياغة لافتة، وحجج شكلية متماسكة، إلا أن هذه المهارات، لاتشوي خبزا ولا تسلق لحما..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك