واثق الجابري ||
عُدَّتْ الخلافات السياسية من العوامل السلبية التي اثرت على العملية السياسية، وفي معظمها اصبحت عوامل معرقلة كونها نابعة من مصالح ضيقة حزبية، لكن هذهِ العوامل رُبَّما تصبح ايجابية في حال حققت المصالح الجماعية، وهذا بالفعل ما يحدث في مناطق العراق الغربية ،
ومن الواضح أن تلك الخلافات السياسية ضربت المناطق الغربية، حتى اصبحت الخرائط السياسية تمر بمنعطفات للتغيرات اليومية، وبين الانسحابات والسجالات، الى ان وصلت للتهديد بالتصفيات الجسدية، وكشف ملفات فساد أطاحت بمؤسسات برمتها، لها ارتباطات بجهات سياسية نافذة، وكأن الفساد له منهجية ويدار بإرادة سياسية.
الخلافات السياسية لها أسبابها الواقعية و غير الواقعية، ومجمل سلبيتها انها كانت تستخدم في مطالب غير موضوعية، وتكون أشبه بالأفعال الشعبوية التي تناغم مشاعر المواطنين، ولا تحقق مصالحهم ومن جانب آخر تحدث السلبية عندما تحاول قوى الهيمنة على المشهد، وإبعاد الشخصيات المعروفة من الواجهة السياسية وأحياناً تصل الملاحقات و العقوبات بسبب تعليقات أو منشورات، في مواقع التواصل الإجتماعي ناهيك عن ممارسات الضغط المباشر على شخصيات سياسية ومجتمعية.
إن الايجابية في الخلافات كشفت ملفات فساد كبيرة، تدار بشكل ممنهج من قبل جهات سياسية معروفة، واتضحت للعلن تلك الأزمة والخلافات التي أفشلت تجمعًا انتخابيًّا لتحالف تقدم، و انتهى بالتشابك بالأيادي وإنسحاب مرشحين ومتحالفين، إضافة الى التحرك على قدم وساق لاستغلال ملف النازحين، والحديث الشعبوي عن العفو العام الذي يراد منه العفو عن مجرمي العصابات الارهابية، وكل ذلك بات واضحًا بوجود حماية سياسية ومخالفات دستورية، يتم استغلالها من قوى نافذة لأغراض انتخابية، ولتلك الإيجابية كشفت أن ملفات الفساد والشعبوية ولدت خلافات سياسية، وأوضحت بالحقائق للمواطن محاولة المتجارة وشراء صوته زورًا او تزويرًا.
الخلافات في المناطق الغربية فيها من الإيجابية والسلبية، وسلبيتها استغلال المواطنين ومخالفة الدستور واستشراء الفساد لأغراض انتخابية، وإيجابيتها أنها كسرت حاجز الصمت والخوف، وإنهارت التحالفات المبنية على مصالح ضيقة، سعت طيلة السنوات السابقة بالهيمنة على المشهد، وإبعاد الشخصيات السياسية والواجهات المجتمعية، وولَّدَ اعتراضات سياسية وشعبية عن مطالب غير واقعية، كالعفو عن مجرمي العصابات الارهابية، الذين ما يزال عليه تبعات قانونية وملاحقات عشائرية من ابناء المناطق الغربية، بينما رفض النازحون استغلال معاناتهم واستخدامهم ورقة انتخابية، وسبق أن أعطوا أصوتًا لتلك القوى المتنفذة، وها هم يعودون إليهم فقط في الحملات الانتخابية.
https://telegram.me/buratha