المقالات

لماذا يرفض مقتدى الصدر الاتفاقية الامنية مع الولايات المتحدة

1347 13:34:00 2008-06-15

( بقلم : جميل الحسن )

لم يأت مقتدى الصدر باي شيء جديد حينما اعلن رفضه للاتفاقية الامنية مع الولايا ت المتحدة ومعارضته لها واستعداده للحرب من اجل افشالها كما اعلن هو عن ذلك وتشكيله لمجموعات قتالية خاصة تتولى ذلك وبطريقة مسرحية تكشف هزالة وضحالة المستوى الفكري الذي وصل اليه .فالاتفاقية وكما نعلم نحن جميعا لا تتضمن اية بنود سرية ولايمكن للحكومة اواية جهة سياسية اخرى ان توافق عليها من دون وجود اي اجماع وطني حولها واطلاع الشعب العراقي على بنودها و ضرورة ان لا تتضمن اية بنود او ملاحق سرية تشكل مساسا بالسيادة العراقية او تجعل من ارض العراق قواعد للاعتداء على دول الجوار والمنطقة او اقامة قواعد عسكرية امريكية دائمة في العراق .

كما سبق وان اعلنت المرجعية المباركة في النجف الاشرف عن ضرورة تقيد الوفد العراقي المفاوض بهذه الثوابت وعدم المساس بالسيادة الوطنية العراقية مما يجعل تصريحات مقتدى وخططه الحربية التي لايجيد سواها عديمة القيمة والفاعلية وتمثل مزايدة على الوطنية والمباديء ومحاولة مصادرتها لحسابه الخاص وتقديم نفسه على انه الزعيم الوطني الوحيد وايهام الشارع بانه يمتلك القوة لتغيير اية مشاريع واهداف سيايسية اخرى في البلاد وعن طريق الميليشيات الخاصة به والتي اعلن عن وجودها بنفسه واعتزامه الايعاز لها باعادة السيناريو القديم واشعال الحرائق والحروب وتعميم نظريات الخراب والدمار والسماح لعناصره التخريبية التي فرت من البلاد بالعودة اليها مجددا لمعاودة اعمالهم التخريبية والاجرامية تحت ذريعة افشال المعاهدة العراقية الامريكية .وهو مخطط يسعى مقتدى الى تحقيقه بشتى الوسائل والاهداف من اجل استعادة الخسائر وتعويض الهزائم الكبيرة التي منيت بها عصاباته خلال الاحداث الاخيرة .

ولكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه هل ان مقتدى الصدر قادر فعلا على افشال المعاهدة الامنية الامريكية العراقية والغائها بالقوة كما يزعم وللاجابة على ذلك لابد من معرفة ان قدرات ميليشيا جيش المهدي التي يتبجح بامتلاكها قد ضعفت وبشكل كبير ومعظم العناصر التي يعتمد عليها في هذه المواجهة لم تعد موجودة نتيجة للضغط الامني الكبير والقاء القبض على عدد كبير من هذه العناصر وهروب القسم الاخر .وبالتالي فان مقتدى يحاول ان يتوهم ويتخيل وجود هذه القدرات لديه والتي ليس بامكانه تغيير اي شيء من الواقع الموجود حاليا على الارض ,فضلا عن ان تهديداته تمثل تحديا لسلطة الدولة العراقية التي تعتبر الجهة الوحيدة المخولة والمعنية بادارة هذه المفاوضات ومراعاة مصالح البلاد والشعب العراقي فيها ,حيث لايحق لمقتدى وسواه التكلم بالنيابة عن الحكومة والتحدث بدلاعنها .

ان افشال المعاهدة كما يرغب مقتدى من دون الاطلاع على بنودها واعتماد المعايير والطرق السياسية المعتادة في مناقشة بنودها وعن طريق المجلس السياسي للامن الوطني يكشف النية والاصرار المتعمد من جانب مقتدى لرفض هذه الاتفاقية وافشالها من دون اية دوافع ومبررات حقيقية ,فضلا عن انتهاج الاسلوب السلمي المعتاد في مناقشة بنودها بدلا من التهديد باستخدام الميليشيات المسلحة وانزالها لى الشارع وبطريقة استعراضية يحاول من خلالها اعادة الاوضاع الى المربع الاول وتازيم الاوضاع في البلاد .وهذه العقلية والاسلوب العنيف والدموي في معالجوة قضية وطنية مهمة مثل الاتفاقية الامنية تكشف دوافع مقتدى في محاولة اثبات الوجود واستمرار ميليشياته في البقاء والعودة مجددا واعادة تسلطها على رقاب الناس بعد ان تنفسوا الصعداء مؤخرا لهزيمتها وزوالها من مناطقهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
alaa
2008-06-15
السلام عليكم الا يعتبر من يصدر مثل هذه التصريحات خارجا على القانون وان تطاله يد العدالة بصفعة تنهي غروره ونرجسيته ولماذا هذا الصمت اتجاه هذا المعتوه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك