( بقلم : جميل الحسن )
لم يأت مقتدى الصدر باي شيء جديد حينما اعلن رفضه للاتفاقية الامنية مع الولايا ت المتحدة ومعارضته لها واستعداده للحرب من اجل افشالها كما اعلن هو عن ذلك وتشكيله لمجموعات قتالية خاصة تتولى ذلك وبطريقة مسرحية تكشف هزالة وضحالة المستوى الفكري الذي وصل اليه .فالاتفاقية وكما نعلم نحن جميعا لا تتضمن اية بنود سرية ولايمكن للحكومة اواية جهة سياسية اخرى ان توافق عليها من دون وجود اي اجماع وطني حولها واطلاع الشعب العراقي على بنودها و ضرورة ان لا تتضمن اية بنود او ملاحق سرية تشكل مساسا بالسيادة العراقية او تجعل من ارض العراق قواعد للاعتداء على دول الجوار والمنطقة او اقامة قواعد عسكرية امريكية دائمة في العراق .
كما سبق وان اعلنت المرجعية المباركة في النجف الاشرف عن ضرورة تقيد الوفد العراقي المفاوض بهذه الثوابت وعدم المساس بالسيادة الوطنية العراقية مما يجعل تصريحات مقتدى وخططه الحربية التي لايجيد سواها عديمة القيمة والفاعلية وتمثل مزايدة على الوطنية والمباديء ومحاولة مصادرتها لحسابه الخاص وتقديم نفسه على انه الزعيم الوطني الوحيد وايهام الشارع بانه يمتلك القوة لتغيير اية مشاريع واهداف سيايسية اخرى في البلاد وعن طريق الميليشيات الخاصة به والتي اعلن عن وجودها بنفسه واعتزامه الايعاز لها باعادة السيناريو القديم واشعال الحرائق والحروب وتعميم نظريات الخراب والدمار والسماح لعناصره التخريبية التي فرت من البلاد بالعودة اليها مجددا لمعاودة اعمالهم التخريبية والاجرامية تحت ذريعة افشال المعاهدة العراقية الامريكية .وهو مخطط يسعى مقتدى الى تحقيقه بشتى الوسائل والاهداف من اجل استعادة الخسائر وتعويض الهزائم الكبيرة التي منيت بها عصاباته خلال الاحداث الاخيرة .
ولكن هناك سؤال مهم يطرح نفسه هل ان مقتدى الصدر قادر فعلا على افشال المعاهدة الامنية الامريكية العراقية والغائها بالقوة كما يزعم وللاجابة على ذلك لابد من معرفة ان قدرات ميليشيا جيش المهدي التي يتبجح بامتلاكها قد ضعفت وبشكل كبير ومعظم العناصر التي يعتمد عليها في هذه المواجهة لم تعد موجودة نتيجة للضغط الامني الكبير والقاء القبض على عدد كبير من هذه العناصر وهروب القسم الاخر .وبالتالي فان مقتدى يحاول ان يتوهم ويتخيل وجود هذه القدرات لديه والتي ليس بامكانه تغيير اي شيء من الواقع الموجود حاليا على الارض ,فضلا عن ان تهديداته تمثل تحديا لسلطة الدولة العراقية التي تعتبر الجهة الوحيدة المخولة والمعنية بادارة هذه المفاوضات ومراعاة مصالح البلاد والشعب العراقي فيها ,حيث لايحق لمقتدى وسواه التكلم بالنيابة عن الحكومة والتحدث بدلاعنها .
ان افشال المعاهدة كما يرغب مقتدى من دون الاطلاع على بنودها واعتماد المعايير والطرق السياسية المعتادة في مناقشة بنودها وعن طريق المجلس السياسي للامن الوطني يكشف النية والاصرار المتعمد من جانب مقتدى لرفض هذه الاتفاقية وافشالها من دون اية دوافع ومبررات حقيقية ,فضلا عن انتهاج الاسلوب السلمي المعتاد في مناقشة بنودها بدلا من التهديد باستخدام الميليشيات المسلحة وانزالها لى الشارع وبطريقة استعراضية يحاول من خلالها اعادة الاوضاع الى المربع الاول وتازيم الاوضاع في البلاد .وهذه العقلية والاسلوب العنيف والدموي في معالجوة قضية وطنية مهمة مثل الاتفاقية الامنية تكشف دوافع مقتدى في محاولة اثبات الوجود واستمرار ميليشياته في البقاء والعودة مجددا واعادة تسلطها على رقاب الناس بعد ان تنفسوا الصعداء مؤخرا لهزيمتها وزوالها من مناطقهم .
https://telegram.me/buratha