( بقلم : عبد الرسول زيارة النائب الاول لرئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
كل عام وهذه الذكرى تمر غريبة لم يحفل بها احد ولم تسترع انتباه احد.كل عام وهذه الذكرى يتيمة ليس لها من يرعاها او يطالب بحقوقها فقد مات عنها والدها اما امها فقد تزوجت باخر يقال عنه انه احد جلاوزة الانظمة الاستبدادية القديمة.ومن سوء حظها ان المؤرخين المحدثين لم يتوقفوا عندها طويلاً، وحين يطيب لاحدهم ان يستذكرها فانه لا يكتب عنها الا سطوراً لا نفهم منها شيئاً.لقد مات مدحت باشا منذ زمن بعيد ولم يعقب من الولاة والحكام من يسقي تلك البذرة التي اسميناها نحن ايتام الكلمة بالولادة التاريخية لصحافة عراقية، فقد جبل هؤلاء القادة على بغض اسلافنا واليوم لم يجدوا وعلى الرغم من كل الدعاوى ما يبر ان يعترفوا لنا بحق او يجعلوا على ميراثنا قيماً اميناً يحفظ لنا حقوقنا حتى نبلغ السن القانونية.فمازلنا صغاراً اي قاصرين ولكن لا احد يجرؤ على ان يفتح لنا اضبارة في دائرة اموال القاصرين. فنحن اللقطاء الذين لم يجتهد احد في ان ينسبنا الى احد كما اصبح زياد بن ابيه زياداً بن ابي سفيان.فليس ثمة مصلحة لاحد في ان تكون لنا سجلات في دوائر النفوس، فقد طالما اتخذ منا السلاطين غلماناً اما النساء منا فمحضيات وجوار لا ينفعن الا في الليالي الحمراء.
فتعالوا يا ابناء امي وابي نفتش في مدونات الاقدمين عن شجرة من شجيرات الانساب لعلنا نتعرف الى هويتنا وندرك ماهية وجودنا فقد طالما كنت اسأل المتفلسفين عن اصل وجودنا فيسخرون مني ويضحكون ملء اشداقهم، وعندما كنت ألح عليهم بالسؤال يقول اكثرهم شعوذة ان وجودكم لا هو بالوجود الضمني ولا هو بالوجود الصريح وانما هو منزلة بين منزلتين اي كما هو حال الفاسقين في مذهب واصل بن عطاء.
فتعالوا يا ابناء امي وابي، تعالوا نفلسف وجودنا ونتحرى، اصولنا ونكتب تاريخنا ونسمي قادتنا ونعلن اهدافنا، فقد كفانا ما عشناه في قصور السلاطين كبعض الخدم المهمشين لا يتذكرنا احد الا حيث يحتاجنا في جعل احذيتهم اشد لمعاناً.لسنا من صباغي الاحذية او مصففي الشعور او خبراء المكياج، وانما نحن صحفيون وصحفيون اي نحن بعض قادة الحضارة ومعلمي الشعوب ورسل الحضارات، فليكن من يدعو الى ان يكون لنا مجدنا وعزنا وتاريخنا المشرف ولتكن كلمتنا ايماناً معبراً عنه بالغايات النبيلة والمقاصد العظيمة وليكن الخامس عشر من حزيران يوماً نعظم فيه الكلمة ونقدس فيه المهنة فنجعل لها من الطقوس ما يزيد في جلالتها ويكبر من شأنها ويقدر رسالتها.
ان الصحافة ومذ كانت رسالة ايمانية فلا يعرف ما شرفها غير المؤمنين اولئك الذين اتخذوا منها طريقاً للفداء والتضحية، فلا صحافة الا في مدى ما يبديه المجاهدون من اخلاص وما يقدمه المناضلون من قرابين دون الهدف الاعظم.لقد مرت خمسة اعوام لم نجد فيها الا ما يؤلم ويبعث على المزيد من الشعور بالحزن والتعب، فمازالت صحافتنا دون الرسالة وسيلة واداء وممارسات وسلوكاً وانتماءً.ومازال الغزاة العتاة يستحيون كلمتنا
فتعالوا يا ابناء امي وابي في (المدى والصباح والزمان والاتحاد والتآخي والصباح الجديد والعدالة والبينة والبينةالجديدة والدعوة والبيان وطريق الشعب والحياة والسفير ودار السلام والعراق والعراق اليوم والعراقية والمسار والسومرية والحرية والفرات والديار والبغدادية وبلادي وافاق وبغدادو الفيحاءوعشتار والسلام والعهد والوطن والمشرق ودجلة وصلاح الدين والحرة عراق وزملائي في مرصد الحريات الصحفية والجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين.تعالوا يا اخوتي اينما كنتم وفي اي منبر حر تعملون لنتخذ من الذكرى اليتيمة بداية لمنعطف جديد يبدأ منه التاريخ وتنطلق منه المسيرة الكبرى.
عبد الرسول زيارة
النائب الاول لرئيس اتحاد الصحفيين العراقيين
https://telegram.me/buratha