( بقلم : جميل الحسن )
اعلان مقتدى الصدر عن تشكيله للمجاميع الخاصة لطرد المحتل كما يزعم يمثل استمرارا لمنهج داب مقتدى على سلوكه يتمثل في اثارة القلاقل والاضطرابات وتعريض الامن الوطني الى الخطر وتحدي سلطة الدولة ,اذ مازالت اثار حروبه الثلاث السابقة موجودة على جدران مدن النجف والثورة والشعلة وباقي المناطق العراقية الاخرى و شاهدا على محاولات مقتدى العابثة واصراره العجيب واللامبرر على تعريض ارواح وحياة المواطنين في العراق الى الخطر من دون داع الى ذلك ,فضلا عن عدم مشروعية الاعمال التي يقوم بها باعتباره لا يملك اية صفة حكومية او دستورية او قانونية تسمح له باتخاذ مثل هكذا قرارات وكذلك تعارضه مع سلطة الحكومة العراقية المنتخبة التي يحق لها وحدها التعاطي مع ملف الوجود الاجنبي في البلاد والتعامل معه من زاوية دستورية وقانونية وبحسب الاعراف والمواثيق الدولية الخاصة بهذا الشان .
ان قرار مقتدى باستئناف حروبه بذريعة محاربة المحتل سيعرض الامن والسيادة الوطنية الى الخطر ويجعل العراق يغرق في دوامة مستمرة من النزاعات والحروب والتي لايرغب بها الشعب العراقي الذي يدرك بانه ليس من حق مقتدى رفع الشعارات الوطنية الكاذبة والمتاجرة بها لحسابه الشخصي واستغلالها لتحقيق مكاسب سياسية تحت مزاعم واكاذيب يعلم الجميع ان مقتدى الصدر غير قادر على اخراج القوات الامريكية من العراق بطريقته الهمجية المعروفة التي اعتاد عليها العراقيون منذ اكثر من خمسة اعوام والتي لم يحصد منها العراقيون سوى الخراب والدمار وتعريض ارواح المواطنين الى الخطر كما انه ليس من حق مقتدى التصرف على انه زعيم لدولة ويلغي دور رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب ويتخذ القرارات الخطيرة التي تتعلق بمصير البلد بطريقة شخصية تعتبر العراق ملكا خالصا له يتحكم به مثلما يشاء من دون ادنى احترام للعملية السياسية والدستور والقانون ,فضلا عن الشعب العراقي .ان من حق مقتدى الصدر الدعوة الى اخراج المحتل وهذا حق طبيعي ومشروع له يكفله له الدستور والقانون باعتباره مواطنا عراقيا ,لكن ليس من حقه الدعوة الى العنف والتحريض عليه كوسيلة الى تحقيق هذا الهدف وتجاهل وجود الحكومة التي هي وحدها من يحق لها التعامل مع هذا الملف وبالصورة التي تراعي فيها مصالحة العراق .
ان قرار مقتدى بتشكيل المجموعات الخاصة لمحاربة الاحتلال على حد زعمه سيعني تعريض الامن والاستقرار في البلاد الى الخطر وتعرض المزيد من المواطنين العراقيين الى القتل من خلال القنابل المزروعة التي ستنفجر تحت اقدامهم وبوجوههم عشرات العبوات الناسفة وستتساقط على دورهم ومناطقهم المئات من الصواريخ وقذائف الهاون ,فضلا عن الرصاص الغزير الذي سيحصد المئات من المواطنين المارين بمناطق الاشتباكات والذي سيعني ترمل الالاف من النساء وتيتم الاطفال وتشريد الاف الاسر والعوائل .مزايدة مقتدى على موضوع الاحتلال مرفوضة وليس العراقيون بحاجة اليها ولا تخدم السشعب العراقي باي حال من الاحوال ولا تمثل سوى استهانة بارواح العراقيين والعبث بمصيرهم واطالة مدة بقاء القوات الاجنبية في العراق .
وكذلك تؤدي الى تأزيم الاوضاع في العراق ونقله الى مربع الازمات المستمرة والدائمة .ان العراقيين مازالو يتذكرون بمرارة الحروب التي خاضها صدام والتي ادت الى خراب العراق ودماره وهم ليسوا على استعداد لقبول مغامرة صدام اخريحاول جر العراق الى مصير اسود وقاتم وبنفس الطريقة .
https://telegram.me/buratha