د.مسعود ناجي إدريس ||
ما هي الإرشادات التي يوجهها القرآن الكريم للإنسان لكي يصبح سالكا حقيقياً لطريق الله، وفي نفس الوقت لا يرى أي ضرر في الدنيا والآخرة؟....
يقول الله تعالى:«الّذين إذا أصـبتهم مصيبةٌ قالوا إنّا للّه و إنّا إليه رجعون ; (البقرة ، 156) » . وفي هذه الآية يعتبر الإنسان نفسه ملكاً لله من جهة، ومن جهة أخرى يصبح مسافراً متحركاً نحوه. ويقول الله في موضع آخر: [يَا أَيُّهَاالْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } .(الانشقاق ،6) تتحدث أكثر من عشرين آية من القرآن الكريم عن لقاء الله، وهو مقصد السالكين الى الله والعارفين الإلهين.
يمكن للإنسان أن يكون سالكا حقيقياً وعارفا إلهياً وفي نفس الوقت لا يرى ضرراً مادياً ودنيوياً وآخرياً، ومن الواضح أن السالك الحقيقي لا يرى ضرراً في الآخرة، وهو واضح لا يحتاج إلى شرح; ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يستخدم السالك الحقيقي نعم الله ومتعه المحللة في الدنيا، ويمكن الجمع بين هاتين المسألتين. لكن إذا أراد السالك الحقيقي أن يمارس طريق الدنيا والدنيوية فإن عمله هذا يتعارض مع العرفانية السير نحو الله ولا يمكن الجمع بينهما، ومتى غرق الإنسان في الدنيا والدنيوية سيتوقف عن السير تجاه الله حتماً. كما يقول الله:«و ما الحيوة الدّنيا إلاّ متـاع الغرور; (آل عمران ، 185)..
https://telegram.me/buratha