( بقلم : الدكتور عبد الامير حسن )
يلاحظ المتتبع لدور المرجعية الشيعية في العراق( مرجعية السيد محسن الحكيم) , منذ مطلع القرن العشرين , الدور الوطني الواضح ضد الاستعمار البريطاني والانظمة المتعاقبة على حكم العراق , فقد حارب الاستعمار البريطاني في الشعيبة , ولم يك هذا الجهاد لحساب جهة ما آو دولة معينة كالخلافة الاسلامية في تركيا . وقد تحمل السيد مسؤوليته للدفاع عن الدين حسب اجتهاده , وشارك عدد من رجال الدين الذين الهبتهم فكرة الدفاع عن الوطن ,. وواقعا توج رجال الدين هذا المنهج بالمشاركة وقيادة الثورة التحررية عام 1920 وكان رحمه الله من ابرز رجالاتها.
الامام الحكيم وعبد السلام عارفانصب اهتمام الامام الحكيم في عهد عارف على تشكيل لجنة مشتركة (سنية شيعية) تكون مسؤولة عن التشريع ووضع قانون جديد للأحوال الشخصية ينسجم مع الشريعة الاسلامية ، وأبلغ الحكومة العراقية : انه يترك الحرية للسلطات السياسية ان تقرر ما تشاء من قوانين. وفي سبيل ذلك شكل سماحته عام 1964 (جماعة علماء بغداد والكاظمية ) وطلب منها تقديم مذكرة إلى الرئيس عبد السلام عارف ، من أجل :– إلغاء قانون الأحوال الشخصية ، وإعادة المحاكم الشرعية - مراعاة شعور الأمة في وضع الدستور ، وتشريع مادة تنص على عدم جواز وضع قانون يخالف الأحكام الإسلامية- إشاعة العدل والمساواة بين أبناء الأمة وعدم التمييز بينهم في مختلف المجالات- مكافحة التفسخ الخلقي- تعديل مناهج التعليم ووسائل التربية والتوجيه.
وأضاف اليها الامام الحكيم مطلبا مهما وهو إلغاء التأميم والقوانين الاشتراكية التي صدرت في عهد عارف ، ولكن الرئيس رفض الاستجابة لمطالب جماعة العلماء ، بعد رفض مطالب الامام الحكيم من قبل عارف رفض السيد الامام استقباله لدى زيارته النجف في عام 1966، مما تسبب في اعتقال وكيل المرجع الأعلى في بغداد السيد هادي الحكيم وإبعاد وكيله الآخر السيد إسماعيل الصدر من الكاظمية .]كما رفض الحكيم تأييد عارف في حربه ضد الأكراد ، لعدم شرعية الحكومة في نظره . كما ذكرنا ذلك في الجزء الاول حيث اصدر فتواه البشهيرة بحرمة قتال الاكراد.
الامام الحكيم والبعثبعد عودة حكم البعث مرة اخرى عام 1968 اتخذ الامام الحكيم موقفا حذرا من السياسات البعثية لكنهم سرعان ما كشرواعن انيابهم الطائفية فقاموا بحملة التسفيرات ضد الطلبة العراقيين والتجار بحجج واهية ثم بدات حملة الاعتقالات تطال طلبة الحوزة العلمية استمرت حملات الاعتقالات والاعدام والتصفيات الجسدية لرجال الدين والنشطاء من الشيعة ومحاربتهم حتى في ارزاقهم، خاصة التجار منهم واتخذت الحكومة جملة قرارات لغلق معظم منافذ الامداد المالي الشرعي كالزكاة والخمس وغيرها من الوصول الى الحوزة العلمية من خارج العراق، ومنع استمرار الكثير من الطلبة المسلمين في الحوزات العلمية، والقيام بحملات تشويه صورة المراجع وعلماء الدين المتقدمين ومحاولات اختراق الجامعة الدينية الشيعية ووضع العتبات المقدسة الشيعية وخطباء المساجد تحت اشراف الادارة الحكومية ومنع تداول المجلات والكتب الاسلامية في العراق واحكام الحصار الثقافي والاجتماعي على ابناء الشيعة ومنع القيام بشعائرهم الدينية.
في الوقت نفسه اصدرت المحاكم الحكومية الخاصة احكاما باعدام عشرات من المعارضة والناشطين ورجال الدين الشيعة.. بهذه الهمجية والقتل الجماعي بدء حزب البعث حكمه فقرر البعثيون ضرب المرجعية من خلال ضرب السيد الشهيد مهدي الحكيم نجل الامام المولى المقدس
وهنا صعـّد الامام الحكيم من مجابهته للنظام وذلك بالسفر الى بغداد في محاولة للاحتجاج كما كان يفعل في هكذا ظروف ، حيث دأبت الوفود الشعبية بالتقاطر على محل إقامته واعلان تأييدها له ، وحاولت السلطة التفاوض معه ولكنها فشلت في تليين موقفه ، وفي 9 حزيران 1969 ظهر على شاشة التلفزيون ضابط متقاعد هو (مدحت الحاج سري) الذي ادلى باعترافات كما يقول الشيخ حسين كوراني ملفقة وكاذبة حول جماعته للقيان بانقلاب ومن ضمنهم السيد مهدي الحكيم ] وفي أعقاب ذلك الاتهام اقتحمت قوات السلطة مقر إقامة السيد محسن الحكيم في بغداد . وبعدها شنت السلطة الطائفية حملة ابادة لال الحكيم فجزت بهم في السجون واعدمت في ليلة واحدة سبعة عشر منهم. ولقد شاهدناهم في السجون وفي زنازين البعث منهم اية الله العظمى المرجع الكبير محمد سعيد الحكيم
https://telegram.me/buratha