( بقلم : كريم النوري )
لعل المبكر ابتداءً ان نقول ان مساحات الحرية التي وفرها العراق الجديد من جهة والثورة المعلوماتية الهائلة من جهة ثانية قد وفرت لنا جميعاً فرصة للتواصل اللحظاتي الفوري بعد ان تحول العالم الى غرفة صغير وليست قرية كما يقال. هذا التواصل السريع او الاختزال الزماني بيننا رغم الفواصل الجغرافية والتباعد المكاني قد كشف بوضوح عن منابعنا ودوافعنا كما اثبت الاستغلال السيىء لهذه التقنية الالكترونية والحريات الممنوحة خصوصاً اولئك الذين يكتبون باسمائهم الصريحة ولا يستعيرون الالقاب والاسماء المزيفة خوفاً او احترازاً من الضرر المتوقع او الخطر المحتمل.
لدي في هذا السياق عتابان اولهما على موقع كتابات الاغر الذي كان له حضور فاعل في هذه الساحات الالكترونية الهائلة وعتبي وغضبي مع اعترافي بالحق الكامل لهذا الموقع المؤثر والمثير بان يكون هناك فلتر في هذا الموقع لمراجعة الاساليب الهابطة والمقالات الساقطة التي تتنافى مع حرية الرأي والذوق السليم.ولا اعني في هذه المراقبة حجب المقالات او تأميم الاقلام ومحاصرة الافكار وخنق الاصوات فاني معكم في رحابة نشركم للمقالات المتنوعة والمتعارضة بالتوجهات والاتجاهات.
ولكن ارجو ان تكون هناك ضوابط اخلاقية عامة ومهنية وموضوعية تتضمن الاداب العامة والابتعاد عن العناوين الهابطة التي لا تتلائم مع اعدائنا فان كانوا يستحقونها فان اخلاقنا لن تسمح بها كما ورد في مقالات شاعر بصراوي وبغض النظر عن مناقشتها الا انها موغلة بالهبوط والسقوط وهي ما لا يليق بموقع كتابات.انقدوا ما شئتم واكتبوا بما تؤمنون به لكن شريطة ان نحترم السياقات الادبية العامة التي تكشف عن طبيعة كتابها واصحابها.
وسوف اؤجل عتبي على شاعر بصراوي لاسباب اهمها انه يكتب باسم مستعار ومجهول الاسم والهوية وانا لا ارد على المجاهيل والجهلة مع اني احترم تخوفه واختفاءه وراء الاسم المستعار ولا اجبره ان يفصح عن اسمه الحقيقي حفاظاً على حياته وسلامته مع انه اساء لرموزنا وقياداتنا بشكل وقح وسيىء.ولو تعرفنا عليه وبشخصيته فليس امامنا الا مواجهة الفكرة بالفكرة والرأي بالرأي وليس المقال بالاغتيال والفكر بالغدر.واود الاشارة العابرة الى قضية مهمة وهي ان ابتعاد المواقع الالكترونية عن المحاسبة والمتابعة ينبغي ان لا يبعدها عن الانصاف والموضوعية ومراقبة الضمير.
وان سلامة كتاب كتابات من المساءلة يستدعي ان يتحلى الكاتب بالشجاعة والجرأة بعيداً عن اساليب التسقيط الهابطة وهذه المساحات المفرطة من الحرية كاشفة عن اخلاقيات الكتاب وشجاعتهم وموضوعيتهم فمهما كان اعداؤنا وخصومنا فلا يبرر وصمهم بصفات لا تليق بهم ولا تجوز لنا او اتهامهم باتهامات باطلة وفاسدة.ان الشجاعة الحقيقية ان نكتب وننتقد في وقت لا نشعر فيه بالخوف او الملاحقة القانونية والا ليس بشجاع من يكتب تحت المراقبة والمحاسبة والترفع عن النزول في مستنقع السباب والشتائم هو ذروة الشجاعة.ادعو الاخوة في موقع كتابات مخلصاً تهذيب هذا الموقع والحرص على منع ايصاله الى مستوى الكتابات والمقالات المبتذلة التي لا تليق بالوعي والثقافة واحياناً يتناول بعض الكتاب اساليب من النقد اللاذعة ولكن بأرق العبارات وأجملها وهو ما نتمناه ونتبناه للجميع.
واتمنى ان اجد في موقع كتابات متعة الرأي والرأي الاخر واقرأ الاثارة والفكرة الصائبة والمعبرة والنقد الواعي بعيداً عن التسقيط والتجريح وبكلمات لا تمت للادب والخلق بادنى صلة. لا نريد خنق الاصوات وغلق ابواب النقد ولكن باساليب مهذبة ومؤدبة والا مالفرق بيننا وبين برزان التكريتي وحسن علي المجيد.
واشارة اخيرة للشاعر البصراوي ان اسلوبك الهابط سوف يعزز قناعتنا بالشخصيات التي كتبت عنها بل انك خدمتها بطريقتك المهووسة وكشفت عن الفارق الاخلاقي بينك وبينها ولعلك لا تدري بانك اسديت خدمة جليلة لها ولولا ابتعادي عن اوهام نظرية المؤامرة لقلت انك تعمل ضمن الجهة التي اتهمتها حتى تكشف عن رعونة اعدائها بعد تقصمك ثوب العدو المفترض ولكنني اعتقد انك ليس كذلك ورموزنا لا تلجأ الى هذا الاسلوب ولكنني اقول جزاك الله خيرا وشكراً لاسلوبك الذي اردت الحاق الضرر برموزنا فنفعتهم .
وليكن في علم الاخ الشاعر البصراوي باني لم اكتب باسم مستعار بل اسمي الحقيقي ليس متهوراً ولكني اود ان اكون مسؤولاًَ عن كل ما اكتبه ولا اخاف احد الا الله سبحانه وتعالى.
https://telegram.me/buratha