نعيم الهاشمي الخفاجي ||
لاتوجد مصلحة مقنعة بوجود صراع سعودي وهابي مع إيران لأسباب مذهبية، هناك تداخل مابين غالبية دول الخليج وايران، خاصة مثل الكويت والإمارات وعمان وقطر والامارات، في الإمارات هناك تعاون تجاري متميز بين الإمارات وإيران، وكذلك مابين الكويت وقطر وايران، بل حتى استخدام اللغة الفارسية واضح في شوارع دبي وابو ظبي.
إيران ودول الخليج الجغرافية وضعتهم جيران، لذلك من الخطأ الفادح أن يحاول كل طرف القضاء على الطرف الآخر، وهذا مستحيل لم ولن يحدث ابدا.
هناك مصلحة استعمارية لوجود صراع مابين دول الخليج وايران لحلب دول الخليج وجعلهم شعوب متخلفة منهوبة الثروات، من الواضح المنطقة العربية والخليجية لن تستقر إلا بتعاون القوى المحيطة بها من أجل تحقيق التنمية والتقدم ومواكبة العصر، أشعلت دول الاستعمار صراعات وحروب بالمنطقة استنزفت الموارد البشرية والاقتصادية والتي لو استخدمت في مجال التنمية لاصبحت دول الخليج والمنطقة من الدول المتقدمة اقتصاديا و معلوماتيا.
هناك توجه استعماري في خلق عدو وهمي للعرب اسمه ايران، بدل عدو العرب الحقيقي الذي هو محتل أراضيهم ومنتهك كرامتهم، وجعلهم سخرية لشعوب الأرض.
بعد انتفاء اهمية البترول الخليجي والشرق اوسطي إلى أمريكا، أصبحت أمريكا المصدر الأول البترول والغاز بالعالم، لم تبقى سوى الصين والهند يشترون البترول والغاز من دول الشرق الاوسط، لذلك بعد أن أصبحت الصين شريك اقتصادي لشراء نفط الخليج، والشرق الأوسط، أصبحت رغبة صينية لوجود سلام بالخليج، لذلك اليوم تتجه المنطقة إلى نوع من «المهادنة وحل المشاكل والتصالح والاستقرار»، الاتفاق السعودي الإيراني بداية لعصر استقرار للمنطقة ينقلب إيجابيا على تطور اقتصاديات منطقة الخليج.
سابقا في حقبة الرئيس رفسنجاني أن حدث تقارب سعودي إيراني، سبب التقارب غزو صدام الجرذ للكويت، وخوف السعودية من صدام الجرذ، وأيضا حدث في عهد السيد خاتمي تقارب سعودي خليجي عندما سقط نظام البعث وشارك شيعة العراق بالحكم، حتى ملك البحرين عقد مؤتمر لتقارب المذاهب، لكن حدثت أخطاء قاتلة ارتكبها بعض ساسة المكون الشيعي العراقي جعلت اللاعبين الكبار للعمل على إشعال المنطقة بالمفخخات والقتل وخلق الصراعات في العراق واليمن والبحرين، انا لست بصدد الكلام عنها، تكلمنا عن ذلك كثيرا، ولاتوجد منفعة في إعادة ذكر ذلك.
الأمم التي تتقدم في كل مجالات الحياة ينتهج ساستها نهج السياسي الحريص المعتدل بعلاقاته مع محيطة ودول العالم وخاصة الدول الكبرى، وإن سبب انهيار الدول يعود لاخطاء الساسة الحاكمين وظلمهم للرعية وإشعال الحروب وتقسيم المجتمع إلى طبقات مستفيدة تثير حفيظة غالبية الناس الغير مستفيدين من التقسيم الطبقي المذموم.
أن الروس والصينيين والهنود مصالحهم مع دول الخليج جميعا ودول الشرق الأوسط تجعلهم يتطلعون لمنطقة هادئة، قادة إيران ومن الدولة الصفوية والى يومنا هذا مبني على احترام الحرية الشخصية والعامة لمواطنيهم ودول الجوار والوقوف مع دعم الشعوب العربية والمسلمة التي تتعرض للظلم والاحتلال، لذلك الثقافة الفارسية تتعارض مع ثقافة البداوة المبنية على الغزو والقتل والسبي، الثقافة الفارسية خالية من التعصب والتطرف بغض النظر عن ماتكتبه الفيالق الإعلامية الطائفية الكاره للفرس لأسباب مذهبية لا اكثر، خلال وجودنا بالغرب اختلطنا مع جاليات إيرانية رغم أن الكثير منهم من قوى معارضة لكنهم ناس محترمين ويحترمون الرأي والرأي الآخر، لابد من وجود علاقات سعودية ايرانية جيدة، عودة العلاقات السعودية وايران، خطوة جيدة ، رأينا زيارة وزير خارجية إيران العاصمة السعودية الرياض، زيارة هي الأولى من نوعها شكلت خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين اللذين شهدا سنوات من التوترات وانقطاع العلاقات، عودة العلاقات مع إيران صدرت من خلال خطابات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حول مايسموه السعوديين رؤية ولي العهد لعام ٢٠٣٠ والعمل على تصفير المشاكل مع دول الجوار، زيارة وزير خارجية إيران إلى العاصمة الرياض تأتي في ظل عودة العلاقات السعودية الإيرانية والتي كان مخططاً لها عقب لقاء وزیر الخارجیة السعودي بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مؤخراً في طهران، وقدم للرئيس الإيراني دعوة رسمية من الملك السعودي لزيارة الرياض وقد تم قبول الدعوة، ولدى زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية إلى السعودية الخميس الماضي التقى عبد اللهيان بوزير خارجية السعودية فيصل بن فرحان، وهو مؤشر إيجابي، الزيارة واللقاءات ستساهم بشكل جدي وعملي في تحسين العلاقات التي بدأت بوادرها منذ الإعلان عن اتفاق بكين بين إيران والسعودية، ورسختها الزيارات المتبادلة وأكدتها تصريحات الطرفين.
تم الاتفاق على عقد اتفاقيات اقتصادية ضخمة مشتركة تسهم في تطوير اقتصاد البلدين، إضافة إلى تشكيل لجان سياسية وحدودية واقتصادية مشتركة.
تم الاتفاق على عمل زيارات مستقبلية قريبة لوفود اقتصادية إيرانية إلى السعودية، هدفها إنشاء منتديات اقتصادية، ولجنة مشتركة للعلاقات الثنائية لتسريع العلاقات بين البلدين.
العلاقات عندما انطلقت ركزت بشكل كبير على التبادل التجاري، وعقد صفقات الاقتصادية، ايران طرحت اراء لتبديد الصراعات من خلال تشكيل لجان فنية وتخصصية متنوعة مع السعودية والعمل معها لحل الموضوعات العالقة بالمنطقة بشكل فوري.
ساسة دول العالم هدفهم الأول والأخير خدمة شعوبهم وتوفير الرفاهية والعيش الكريم ورحم الله جبران خليل جبران عندما قال تقوم الاوطان على كاهل ثلاثة، فلاّح يغذيه، وجندي يحميه ومعلم يربيه.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
29/8/2023
https://telegram.me/buratha